خرازي: إيران تدعم إيجاد بنيات شاملة ومستدامة للتعاون بين دول المنطقة
* المنطقة تواجه تحديات عميقة وعاجلة وعلى رأسها الكارثة الإنسانية المستمرة في غزة
*ازدهار أي منطقة يتطلب قبل كل شيء التزاما جماعيا من أعضائها بالسلام والاستقرار
طهران- العالم:- قال رئيس المجلس الإستراتيجي للعلاقات الخارجية الإيرانية كمال خرازي، إن ازدهار أي منطقة يتطلب، قبل كل شيء، التزاما جماعيا من أعضائها بالسلام والاستقرار.
وأكد خرازي مؤتمر الحوار العربي الإيراني الرابع، بعنوان "علاقات قوية ومنافع مشتركة"،أن إيران تدعم إيجاد بنيات شاملة ومستدامة للتعاون بين دول المنطقة، وأنها تمتلك رؤية لتقدم المنطقة قائمة على التعاون الجماعي والتنمية المشتركة.
وقال إنه في قطاع الطاقة تحديدا هناك العديد من الفرص للتعاون في المنطقة، ليس فقط في مجال النفط والغاز، بل أيضا في كفاءة استخدام الطاقة وتطوير التقنيات الحديثة والمتجددة.
وأضاف خرازي، أن المنطقة تواجه تحديات عميقة وعاجلة، وعلى رأسها الكارثة الإنسانية المستمرة في قطاع غزة. وأن ممارسات الاحتلال الإسرائيلي في المنطقة لا تقتصر على احتلال غزة عسكريا، بل يسعى هذا الكيان لتحقيق أطماعه التوسعية.
وتابع أنه أمام هذه الأزمات، لا بديل من تعزيز التضامن والتنسيق الإقليمي، ويجب على دول المنطقة توحيد جهودها الدبلوماسية، والمطالبة بوقف فوري لإطلاق النار، وتفعيل الآليات القانونية الدولية لمواجهة جرائم الحرب التي يرتكبها كيان الاحتلال الإسرائيلي.
وأكد رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية في قمة الحوار بين إيران والعالم العربي أن إيران مستعدة لإجراء محادثات ثنائية ومتعددة الأطراف، مضيفا: "نؤكد على إنشاء منتدى حوار إقليمي".
وأضاف: إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تدعم إنشاء منصات حوار شاملة ومستدامة بين دول المنطقة من أجل تطوير السلام والاستقرار والازدهار.
وأضاف رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية، في معرض حديثه عن "تأكيدنا على الدبلوماسية النشطة والحل السلمي للنزاعات"،: "في رأينا، الجيران ليسوا منافسين، بل هم شركاؤنا الرئيسيون في تحقيق مستقبل سلمي". إيران مستعدة لإجراء محادثات ثنائية ومتعددة الأطراف لتعزيز الشفافية والثقة وتقليل سوء الفهم. وفي هذا الصدد، يؤكد القرار رقم 598 الذي أوكل إلى الأمين العام للأمم المتحدة بموجب قرار مجلس الأمن على أهمية إنشاء منتدى الحوار الإقليمي.
من جهته قال رئيس مجلس إدارة شبكة الجزيرة، الشيخ حمد بن ثامر آل ثاني، في افتتاح المؤتمر، إن هذه المنصة الفكرية تُعقد في سياق إقليمي معقد، يتطلب نقاشا فكريا معمقا وتفكيرا إستراتيجيا لتجاوز التحديات الراهنة.
وأوضح أن هذا الحوار لا يقتصر على البعد الجغرافي، بل ينطلق من تاريخ طويل من التفاعل الحضاري والمصالح المشتركة، يستدعي بحثا معمقا واستقصاء معرفيا لفهم أبعاد العلاقة، واستشراف آفاق تعاون مثمر ومستدام.
وتأتي دورة هذا العام، تحت شعار "علاقات قوية ومنافع مشتركة"، لتؤكد أهمية استمرارية الحوار وتعميقه، انطلاقا من قناعة أن بناء علاقات قائمة على المصالح المشتركة هو السبيل الأمثل لتحقيق التنمية المستدامة وتعزيز الاستقرار.
وقال الشيخ حمد بن ثامر إننا "اليوم معنيون أكثر من أي وقت مضى بالبحث عن مقاربات جديدة لدراسة آليات تسوية النزاعات وتعزيز الاستقرار الإقليمي، من خلال أبحاث معمقة ونقاشات فكرية رصينة، بما يفتح آفاقا جديدة لتعزيز العلاقات العربية-الإيرانية".
وقال عراقجي في كلمة خلال افتتاح المؤتمر، إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تصر على حقها في الاستخدام السلمي للطاقة النووية.
كما شدد عراقجي على أن بلاده تواصل محادثاتها مع الولايات المتحدة وأوروبا وروسيا والصين بحسن نية وبهدف التوصل لاتفاق، لكنها لن تقبل بأي حال أن يفرض عليها أي مطالب غير واقعية أو غير منطقية.
وانطلقت، مساء السبت، في الدوحة فعاليات مؤتمر الحوار العربي الإيراني الرابع، بعنوان "علاقات قوية ومنافع مشتركة"، والذي ينظمه مركز الجزيرة للدراسات والمجلس الإستراتيجي للعلاقات الخارجية في إيران، بمشاركة نخبة من المسؤولين والدبلوماسيين والباحثين من الجانبين العربي والإيراني.
ويأتي هذا المؤتمر الذي يستمر من 10 إلى 12 مايو/أيار الجاري في إطار الجهود الرامية إلى تعزيز أواصر التعاون وبناء جسور الثقة بين الطرفين، وفقا للمنظمين.