الامام الخامنئي: لو توحّدت الأمّة الاسلامية لما وقعت مأساة فلسطين وغزّة
*انقسام الأمة الإسلامية وانفصالها يوفران الارضية لفرض مصالح وأطماع المستعمرين وأميركا والكيان الصهيوني
*بوحدة الأمة سيصبح الأمن والتقدم والتناغم بين الدول الإسلامية وتعاونها ممكناً لذا يجب النظر إلى فرصة الحج في هذا الإطار
*مسؤولو البلاد والعلماء والمثقفون والكتاب والأشخاص المؤثرين في الرأي العام ملزمون بتوضيح حقائق الحج
طهران-العالم:- قال قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي خامنئي، لو توحّدت الأمّة الاسلامية، لما وقعت مأساة فلسطين وغزّة، ولما تعرّض اليمن لهذا القدر من الضغوط.
وفي مستهل كلمته اشار سماحة قائد الثورة الاسلامية لدى استقباله،امس الاحد، مسؤولي وكوادر الحج إلى الحادث المأساوي الذي وقع في ميناء "الشهيد رجائي" في بندر عباس جنوب البلاد، وقدم تعازيه ومواساته لأسر الضحايا والجرحى في الحادث.
وقال سماحته، لقد كانت حقا حادثة مريرة ومأساوية بالنسبة لنا جميعا. لقد فقدت عائلات الضحايا أحباءهم. ونحن نقدم تعازينا لهم ونقول إننا إذا صبرنا على محن الحياة المتنوعة فإن الثواب الذي سيعطينا الله تعالى على هذا الصبر سيكون أعظم وأثمن بآلاف المرات من مرارة تلك المحنة. "أولئك عليهم صلوات من ربهم" - الذين صبروا يتغمدهم الله برحمته الواسعة؛ هذا مهم جداً. وإن شاء الله يطمئن قلوبهم ويرزقهم السكينة والطمأنينة.
وأكد سماحته فيما يتعلق بقضية الحج: ان فريضة الحج هي فريضة ـ وربما يمكن أن يقال إنها الفريضة الوحيدة ـ شكلها وتركيبها الخارجي سياسي مائة بالمائة. هذه الفريضة تجمع الناس في مكان واحد، في زمن واحد، في كل عام، تجمع كل من يستطيعه؛ فما هذا؟ إن تجمع الناس، تجمع الناس معًا، جوهر هذا العمل له طبيعة سياسية. فالحج إذن، خلافاً لجهود وأقوال وأفعال بعض من يشوهون هذه الحقيقة، له طبيعة سياسية، وشكله سياسي وتركيبه سياسي ايضا.
وأضاف مستشهداً بآيات عديدة من القرآن الكريم: إن استخدام مصطلح "الناس" في كثير من الآيات المتعلقة بالحج يدل على أن الله فرض هذا الواجب لإدارة شؤون الناس جميعاً وليس المسلمين فقط. ومن ثم فإن أداء فريضة الحج على الوجه الصحيح هو خدمة للإنسانية.
وفي شرحه للجوانب المعرفية للحج وصفه بأنه الفريضة الوحيدة التي يكون شكلها وتركيبها سياسياً مائة بالمائة. وبما أن هذا الحدث يجمع الناس كل عام في مكان واحد وزمان واحد لأغراض محددة، فإن طبيعة هذا العمل سياسية في جوهرها.
وأضاف آية الله خامنئي: "إلى جانب الشكل والتركيب السياسي للحج، فإن محتوى عناصره هو روحاني وعبادي 100%، ولكل منها إشارة رمزية وتعليمية إلى مختلف قضايا وضروريات الحياة الإنسانية".
وفي شرحه لهذه الرموز، أشار سماحته إلى درس الطواف بضرورة الالتفاف حول محور التوحيد ومركزيته، وأضاف: "يُعلّم الطواف البشرية أن الحكومة والحياة والاقتصاد والأسرة وجميع شؤون الحياة يجب أن تُبنى على التوحيد. في هذه الحالة، لن يكون هناك مزيد من الفظائع وقتل الأطفال والاطماع، وسيصبح العالم روضة زاهرة".
واعتبر قائد الثورة السعي بين الصفا والمروة إشارة إلى ضرورة سعي الإنسان الدائم وسط جبال الصعاب وعدم التوقف أو التردد أو الحيرة. ويجب النظر إلى فرصة الحج في هذا الإطار".
اعتبر آية الله الخامنئي "التحرك نحو عرفات والمشعر ومنى" درساً في الحركة الدائمة وتجنب الركود، وأضاف: "التضحية هي أيضاً إشارة رمزية إلى أن الإنسان يجب عليه أحياناً أن يضحي بأعز احبائه او حتى ان يضحي بنفسه".واعتبر سماحته "رمي الجمرات" تأكيداً من الله تعالى على وجوب ان يعرف الإنسان شياطين الجن والإنس وان يضرب ويقمع الشيطان حيثما وجده.
واعتبر قائد الثورة "ارتداء ثوب الإحرام" علامة على التواضع وتوحيد البشر أمام الله، وأضاف: "كل هذه الأعمال هي منطلق لحياة البشرية".
واستشهد قائد الثورة بآية من القرآن الكريم، مشيرا إلى أن هدف "اجتماع" الحج هو فهم وتحقيق مختلف المصالح الإنسانية، وقال: "لا مصلحة للأمة الإسلامية اليوم أعظم من الوحدة. لو كانت هناك وحدة ووئام وتآزر بين الأمة الإسلامية، لما حدثت المآسي الحالية في غزة وفلسطين، ولما تعرض اليمن للضغوط بهذا الشكل".
واعتبر انقسام الأمة الإسلامية وانفصالها بانهما يوفران الارضية لفرض مصالح وأطماع المستعمرين وأميركا والكيان الصهيوني وسائر الطامعين على الشعوب، وأضاف: "بوحدة الأمة يصبح الأمن والتقدم والتناغم بين الدول الإسلامية وتعاونها ممكناً، ويجب النظر إلى فرصة الحج في هذا الإطار".
واعتبر آية الله الخامنئي دور وواجب الحكومات الإسلامية، وخاصة حكومة الدولة المضيفة، في توضيح حقيقة وأهداف الحج، كبيراً وبارزاً، وقال: إن مسؤولي البلاد والعلماء والمثقفين والكتاب والأشخاص المؤثرين في الرأي العام ملزمون بتوضيح حقائق الحج للناس.
وقبل تصريحات قائد الثورة، أعلن حجة الإسلام السيد عبد الفتاح نواب ممثل الولي الفقيه في شؤون الحج والزيارة ورئيس بعثة الحجاج الايرانية شعار الحج لهذا العام هو "الحج، السلوك القرآني، التآزر الاسلامي ، ودعم فلسطين المظلومة"، وشرح برامج المنظمة للحجاج هذا العام.
وقال رئيس منظمة الحج والزيارة علي رضا بيات في تقرير له: إن 86 ألف إيراني سيسافرون هذا العام إلى أرض الوحي في اطار 574 قافلة من 123 محطة جوية.