ينبغي ان لا تترك هذه الرسائل دون رد!
حسين شريعتمداري
1 – في التاسع من ابريل وعلى اعتاب الجولة الاولى من المفاوضات غير المباشرة بين ايران واميركا في عمان، فرضت وزارة الخزانة الاميركية عقوبات على خمس مؤسسات وشخص بحجة ارتباطهم بنشاطات تتعلق بالتصنيع النووي الايراني!
كما وفرضت وزارة الخزانة الاميركية في السادس عشر من ابريل وعلى اعتاب الجولة الثانية من المفاوضات غير المباشرة في روما، العقوبات على مصفى وشركة وعدة ناقلات نفط مرتبطة بالجمهورية الاسلاميةالايرانية!
الثلاثاء المنصرم الثاني والعشرين من ابريل وعلى اعتاب الجولة الثالثة من المفاوضات غير المباشرة في عمان اعلنت وزارة الخزانة الاميركية عن فرض عقوبات على عدة شركات ومركز يتعلق بالنفط الخام والغاز المسال الايراني!
2 – ودون ادنى شك ينبغي القول إن سلسلة العقوبات الاميركية المفروضة على الجمهورية الاسلامية الايرانية، في توقيت واحد على اعتاب الجولة الاولى والثانية وحالياً، على اعتاب الجولة الثالثة من المفاوضات تتضمن رسالة خاصة كما ان انتخاب التواريخ لا يمكن ان تكون مصادفة.فما هي هذه الرسالة؟! ومن المتوقع ان يعثر فريقنا المفاوض على المفهوم والمقصود الذي ضمنته اميركا في الرسائل المذكورة، وان لا يتركوا هذه الرسائل دون رد.
3 - ان المكالمة الهاتفية بين ترامب ونتنياهو الثلاثاء الماضي وتوضيحات ترامب بخصوص فحوى هذه المحادثة، يمكن ان تساعد في "حل شفرة" هذه السلسلة من العقوبات الاخيرة. فقد قال ترامب حول هذه المكالمة الهاتفية مع نتنياهو: "لقد تحدثت مع رئيس وزراء "اسرائيل" حول عدة مواضيع ومنها: التجارة وايران. لقد كانت محادثة جيدة جداً، فقد تشاركنا الرأي في جميع المواضيع ونسير في جهة واحدة"!
4 – إن فك شفرة هذه الرسائل الاميركية الاربع "العقوبات الثلاث على اعتاب الجولات الثلاث للمفاوضات ومهاتفة ترامب لنتنياهو" هي بعهدة فريقنا المفاوض والجبهة التي تسند هذا الفريق. ان فطانة فريقنا المفاوض في مفاوضات عمان وروما يستحق كل التقدير، وحسب "بوليتيكو": فان دراية وفطانة هذا الفريق في المفاوضات في عمان وروما مشهودة بوضوح. كما ان تشديد السيد عراقجي لمرات بان "لا دليل للتفاؤل ولا للتشاؤم" هو دلالة على الرؤية الذكية لمسار المفاوضات. ولكن هنالك في البين قضية اخرى ينبغي ان لا يغفل عنها لنقرأ!
5 – ان الرسائل الاربع التي تمت الاشارة لها، تعكس ان اميركا لم تتوقف عن اهدافها الغاشمة، فأن لم يكن الامر كذلك لما وقعت الاحداث الاربعة التي تمت الاشارة لها، وذلك في خضم المفاوضات الملتهبة "وبعبارة الباردة" وما كان لها مبرر. أليس كان "ويتكوف" يؤكد في الجولتين من المفاوضات على حل ما يعلق بين الجانبين والتوصل الى اتفاق يرضي الطرفين؟! فان كان الامر كذلك فما الداعي للعقوبات المتسلسلة وتصريحات ترامب بخصوص المكالمة الهاتفية مع الجلاد ومصاص الدماء نتنياهو؟!
6 – ان القرائن الحاضرة والتجارب السابقة تعكس ان اميركا وعلى العكس مما تدعي ليست بصدد اتفاق يرضي الجمهورية الاسلامية الايرانية، وهي تصر كما ديدنها على سجيتها الاستبدادية واهدافها الغاشمة قبال ايران.
والسؤال المثار هو ما الذي تهدف اليه اميركا من وراء المفاوضات؟ وغير صعب الاجابة على هذا السؤال، اذ يمكن القول بضرس قاطع، ان اميركا تريد المفاوضات لاجل التفاوض! وان ترامب بصدد ان يسجل المفاوضات مع ايران كمكسب في سجله لمائة يوم! هذا من جهة، ومن جهة ثانية انه نفخ اوداجه، كشخص معجب بنفسه ليعلن أن ايران المستصعبة والعصية على التصالح قد حضرت الى طاولة التفاوض!
وبالتالي ليرسل الى قوى المقاومة في المنطقة هذه الرسالة الكاذبة ان الجمهورية الاسلامية الايرانية اي رائدة المقاومة قد قبلت هي الاخرى بالتفاوض! وهنا ينبغي التأكيد على دراية وفطانة ايران في تشديدها على التفاوض غير المباشر، ونستحسن موقفها اذ في العرف المتبع سياسياً فان التفاوض غير المباشر يعطي صبغة عدم الثقة ويصب في اهانة الخصم.
7 – والمتوقع الان – وهو ضروري كذلك – ان يكون لمسؤولينا المحترمين رسائل مشابهة للخصم والافصاح عن الماهية الاستكبارية والطبع المتوحش لاميركا في العدوان وارتكاب المجازر، والاعلان بصراحة انه على العكس من مراد الخصم فان ايران لا تقدم على اقل تغيير في البرنامج النووس السلمي. وفي حال استمر العدو في تعامله الغاشم فسيكون الخروج من NPT ضمن المطروح ببرنامج العمل، واذا ما حاول العدو ان يحظر تصديرنا للنفط فانه بالرجوع الى معاهدتي جنيف لعام 1958 وجامايكا عام 1982 اللتان تعالجان "النظام القانوني لمعابر المياه الدولية وحق عبور السفن"، وسيتم غلق مضيق هرمز بوجه جميع السفن الناقلة للنفط وحتى سفن العدو الحاملة للسلع التجارية والاسلحة.
فلا يوجد دليل على ان تعبر سفن الخصم من مضائق هي ضمن الحدود المائية لبلدنا. انه حق قانوني لايران لاجدال فيه ان لا تسمح لناقلات النفط والسفن الحاملة للسلع التجارية للدول التي تخاصم ايران العبور من مضيق هرمز. وفي نفس الوقت نعلن انه اذا اقدموا على هجوم فسندمر قواعدهم ومصالحهم في المنطقة و.... لا ان يتم تغطية صورة علم اميركا بالسجاد عند مدخل الكلية الكذائية لجامعة طهران كتصرف اولي ومن ثم يتم طلاؤها بالصبغ! او ان ينتاب بعض المتأثرين بالغرب الاعجاب والتأثر والميل للعدو من خلال الصحف والقنوات والمواقع التابعة لهم! او تمتد أيدي المفسدين اقتصادياً للتلاعب بأسعار السلع كي يضيقوا الخناق على الشعب! و...