kayhan.ir

رمز الخبر: 203059
تأريخ النشر : 2025February25 - 20:17

فحسبكم هذا التفاوت بيننا

 لقد كان يوماً استثنائياً في تاريخ لبنان والمنطقة يحمل الكثير من الدلالات أبرزها ان المقاومة هي أهم عنصر قوة لبنان في تصميمها خوض الحرب مع الكيان الصهيوني الذي مازال يماطل في الاحتفاظ بمواقع جنوب لبنان، الا ان مراسم تشييع الشهيد السيد حسن نصر الله وصفيه الشهيد السيد هاشم صفي الدين برهنت استمرارية المسيرة وان المقاومة ستبقى وفية لمبادئها وهي صانعة للحرية بتضحيات قادتها فلهم الفضل في تحرير جنوب لبنان من دنس الكيان الصهيوني وما هي إلا ايام معدودة كي يلقنوا العدو درساً جديداً في إبائهم للضيم ودحرهم من البقاع التي مازال العدو يتشبث بها، فما دام حزب الله متعاف وفي اتم جهوزية فلا تخاف لبنان ولا تحزن على شبر واحد من اراضيها. هذه هي صورة لمشهد المقاومة الحقة، اما اذا انتقلنا الى صورة اخرى ملاصقة للبنان وتشاركها المصير المحتوم في لابدية طرد الصهاينة فما الذي تكشف لنا الوقائع؟ فلقد تحدث نتنياهو عن سورية بأن المنطقة الامنية للكيان داخل الاراضي السورية تشمل كل جنوب العاصمة دمشق وان لمنطقة السويداء وضعاً خاصاً، مهدداً من يحكمون سوريا بالقول: نرغب في ان يتحول جنوب سوريا الى منطقة خالية تماماً من السلاح، مضيفاً: تل ابيب لن تسمح أبداً للحكام الجدد في سوريا بالاستقرار في جنوب دمشق، في اشارة الى محافظات القنيطرة ودرعا والسويداء. بالتزامن مع هذه التصريحات قدم الجيش الاسرائيلي عروضاً مغرية لسكان القنيطرة بعد السيطرة على المحافظة وقرى وبلدات في ريفها ممتدة الى حدود محافظتين مجاورتين لينشئ سبعة مواقع عسكرية جديدة، واقامة قواعد شبه دائمة وبناء مبان سكنية لقواتها ومراكز قيادة واماكن معيشة وبنية تحتية تنبئ عن اقامة طويلة في قرية عين النورية وبلدة خان ارنبة وحميدية، وجبل الشيخ والقنيطرة. فكانت عروضاً اقتصادية لسكان الجنوب بعد ان احصى الجيش الاسرائيلي الاسبوع الماضي اعداد سكان المناطق التي تمركز فيها هادفاً لمعرفة عددهم وعدد اولئك الذين يمكنهم العمل مع معرفة مهنهم واعمارهم ومستواهم العلمي وقدم لهم وعوداً بالعمل داخل الاراضي المحتلة، بحيث يدخلون الى "اسرائيل" صباحاً ويعودون منها ليلاً كما كان يحصل سابقاً في قطاع غزة.

وبتقديم اجرة يومية تتراوح بين 75 – 100 دولار ويعد مبلغاً كبيراً مقارنة بالرواتب في سوريا، اي ما يعني راتب موظف سوري لعدة أشهر فالواقع السياسي في سوريا يشهد حالة من التوتر والتعقيد جراء الصراعات الداخلية المستمرة، وان الاحداث الاخيرة تمثل منعطفاً تاريخياً يحمل في طياته الكثير بخصوص مصير البلد ومستقبله في ظل التغييرات الجذرية الطارئة على المشهد السياسي والعسكري. فالهدوء المؤقت يخفي صراعات داخلية وذلك لوجود عشرات الفصائل المسلحة. ولعل ابرز تداعيات الوضع المتأزم دعوات شعبية للخروج في تظاهرات رفضاَ لتصريحات نتنياهو، من خلال تجمعات في ساحات عديدة من بينها ساحة 18 آذار في درعا، وساحة الكرامة في السويداء رفضاً لمشروع التقسيم الذي يسعى له نتنياهو. هذا اضافة للبيان الذي اصدره اهالي منطقة السفيرة بريف حلب الجنوبي استياءاً على التهميش من قبل الجهات الامنية وعدم الاكتراث بمعاناتهم وشمولهم بسياسة الاقصاء لاسيما التمثيل في مؤتمر الحوار الوطني، كما هو حال المجلس الوطني الكردي،انه صراع لا تبدو نهايته قريبة، فتداخل المصالح المحلية والدولية وايجاد فصائل مسلحة تخلف توازنات اقليمية تكون عائقاً امام تحقيق بعض القوى المخلصة لتكريس هوية وطنية جامعة تحمي مدنية الدولة، بعد ان سعت التحركات الاميركية الاسرائيلية لتقليص نفوذ حزب الله مما اتاح لـ"اسرائيل" التوسع والسيطرة على مناطق جديدة دون مواجهة معارضة حقيقية لاعادة رسم خريطة الشرق الاوسط.

وعلى الصعيد الامني في سوريا فنشهد تحركات مشبوهة منذ أيام وهي ما حذر منه الاحد الماضي، رئيس المخابرات العراقية "حميد الشطري" من وجود ارهابيين في سوريا بعضهم من تنظيم داعش يقبعون في سجون الحسكة يفوق عددهم 9 ألاف عنصر، وشوهد نشاط  خلايا التنظيم في باديتي حمص والشام وتأثير ذلك على الامن العراقي، وان العراق وجه رسائل مباشرة الى دمشق بشأن التهديدات التي تشكلها الجماعات المتطرفة.

وهو ما اكده "مظلوم عبدي" في مؤتمر صحفي بوجود تحركات متزايدة لمرتزقة الدولة الاسلامية في البادية السورية وغرب دير الزور وريف الرقة. وحسب "محمد كريم" المتحدث بأسم "عصائب اهل الحق"" ان الوضع قلق وخطر في هذه المرحلة بسبب تلك العصابات الارهابية. اذ ان مخيم الهول وما يحتويه هو اشبه بالقنبلة الموقوتة، فضلاً عن الذئاب المنفردة.

ولعل هذا ما يفسر دلالات توريد النفط والغاز من مناطق "قسد" الى الحكومة السورية، اذ تسلمت وزارة النفط كميات من النفط من مناطق شمال شرق سوريا الواقعة تحت سيطرة قسد المدعومة اميركياً، ما يقرب من 15 الف برميل نفط ومليون متر مكعب من الغاز الطبيعي يومياً بالاضافة الى عدد من صهاريج الغاز المنزلي.

ان هذه المقارنة تعكس مكانة المقاومة الاسلامية في لبنان لكل من له ذرة انصاف وضمير. وكما ابدع الشاعر سعد بن الصيفي: