ثورة في النقل السككي لممر الشرق – الغرب والشمال- الجنوب
طهران-تسنيم:-تعتبر حدود سرخس في شمال شرق ايران (منفذ بري بين ايران وتركمنستان) وحركة النقل بالسكك الحديدية فيها، في كلا الاتجاهين الشرقي-الغربي والشمالي-الجنوبي، تحت مراقبة دول الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي (إكو)، والصين، وآسيا الوسطى، مما جعلها تُعرف باسم "بوابة النقل الشرقي".
وتعد سرخس واحدة من الحدود الرئيسية في شبكة النقل بالسكك الحديدية في إيران، حيث تقع في محافظة خراسان رضوي. وبفضل موقعها الجغرافي، تعمل كبوابة نحو آسيا الوسطى والهند في الاتجاه الشمالي-الجنوبي، والصين وأوروبا في الاتجاه الشرقي-الغربي.
واحد من أهم الممرات النقلية التي تلعب فيها سرخس دورًا رئيسيًا هو الممر الشمالي-الجنوبي. يبدأ هذا الممر من الهند ويتصل بروسيا وأوروبا، ويُعتبر بديلًا مهمًا لنقل البضائع على المستوى الدولي. الفرع الشرقي لهذا الممر، الذي يصل عبر جابهار إلى سرخس أو لطف آباد، هو مسار تلعب فيه سرخس دورًا محوريًا.
من ناحية أخرى، تُعتبر سرخس نقطة دخول للبضائع الصينية ونقلها إلى أوروبا عبر ممر الصين-أوروبا. في الواقع، يُعد الاتصال السككي لسرخس بحدود تركيا السككية (رازي حاليًا، و"جشمة ثريا" في السنوات القليلة القادمة)، ثم أوروبا، جزءًا من الممر الجنوبي لممر الشرق-الغرب، الذي يشمل جزءًا من طريق الحرير العظيم.
وقام مجيد أسدخان، الأمين العام لمنظمة التعاون الاقتصادي (إكو)، خلال زيارته لإيران يوم 4 فبراير، بجولة تفقدية لمشروع موقع الحاويات في المنطقة الاقتصادية الخاصة بسرخس.
مشروع موقع الحاويات في سرخس، الذي يتم تطويره بالتعاون بين مستثمرين ايرانيين والمستثمرين الصينيين، سيلعب دورًا مهمًا في زيادة القدرة النقلية وتعزيز موقع سرخس في ممر الشرق-الغرب.
وقال محمدرضا رجبي مقدم، المدير العام للمنطقة الاقتصادية الخاصة بسرخس، خلال الزيارة: "تنفيذ هذا المشروع سيحدث تحولًا كبيرًا في مجال النقل بالسكك الحديدية، ويمكن أن يزيد من قدرة النقل في المنطقة إلى خمسة أضعاف."
وأضاف: "بعد اكتمال هذا المشروع، لن تصبح المنطقة الاقتصادية الخاصة بسرخس بوابة إيران التجارية نحو آسيا الوسطى فحسب، بل ستوفر أيضًا فرصًا لجذب مستثمرين جدد وتطوير التعاون الاقتصادي مع دول منظمة التعاون الاقتصادي (إكو)."
وأكد مجيد أسدخان، الأمين العام لمنظمة التعاون الاقتصادي (إكو)، خلال الزيارة التي قام بها الى سرخس: "تمتلك المنطقة الاقتصادية الخاصة بسرخس إمكانيات فريدة في مجال النقل والترانزيت، ويمكن أن تصبح واحدة من أهم المراكز النقلية والتجارية في المنطقة."
من جهته قال حسن كريم نيا، خبير النقل والترانزيت: "إن المنشأ الأولي لمعظم البضائع المنقولة عبر حدود سرخس هي دول تركمانستان وأوزبكستان، حيث يعبر حوالي 87% من البضائع المنقولة بالسكك الحديدية عبر ممر سرخس-بندر عباس، بينما يعبر الباقي عبر مسارات سرخس-رازي وسرخس-ميرجاوه."
وأضاف كريم نيا: "مع الاتصال السريع بين تشابهار وسرخس، سيزداد حجم النقل بالسكك الحديدية عبر الفرع الشرقي للممر الشمالي-الجنوبي، الذي يربط الهند بأفغانستان وآسيا الوسطى، مما سيعزز تطوير الشريط الشرقي للبلاد ويُثبت مكانة إيران في التنافس على الممرات النقلية."
وتابع: "بالإضافة إلى دور سرخس في الفرع الشرقي للممر الشمالي-الجنوبي الذي يربط الهند بروسيا عبر دول آسيا الوسطى، يمكن لسرخس أن تصبح بوابة شرقية لنقل البضائع بين الصين وأوروبا، وتحصل على حصة كبيرة من السوق التجاري البري الذي يبلغ 30 مليون طن بين هذين القطبين الاقتصاديين."