kayhan.ir

رمز الخبر: 195483
تأريخ النشر : 2024October11 - 20:38

امتداد الرسالة والإمامة، في ذكرى الولادة الميمونة للإمام الحسن العسكري (عليه السلام)

 

تمر علينا في الثّامن من ربيع الثاني سنة (232 هـ) من الهجرة النبوية الشريفة ذكرى الولادة المباركة للإمام الحادي عشر من أئمة أهل البيت عليهم السلام، وهو الامام الحسن بن علي العسكري عليهما السلام في المدينة المنورة، وفي هذه المناسبة المباركة نهنئ الامام المهدي الموعود (عجل الله فرجه الشريف) وقائد الثورة الاسلامية والعالم الاسلامي الإمام علي الخامنئي (دام ظله)، مبتهلين الى الله تعالى أن يجعلنا من السائرين على نهجه، أنه ولي التوفيق .

هو الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام). و هو الإمام الحادي عشر من أئمة أهل البيت (عليهم السلام) الذين أذهب الله عنهم الرجس و طهرهم تطهيراً. وأُمه اُم ولد يقال لها: حديث، أو سليل، وكانت من العارفات الصالحات.

ولد الإمام أبو محمّد الحسن العسكري (ع) ـ كما عليه أكثر المؤرخين ـ في الثامن من شهر ربيع الآخر سنة (232هـ) من الهجرة النبويّة المشرفة في المدينة المنوّرة. اُطلق على الإمامين عليّ بن محمّد والحسن بن عليّ (العسكريّان) لأنّ المحلة التي كان يسكنها هذان الإمامان ـ في سامراء ـ كانت تسمى عسكر. و(العسكري) هو اللقب الذي اشتهر به الإمام الحسن بن عليّ (عليه السلام). وكان يكنّى بابن الرضا ، كأبيه وجدّه، و كنيته التي اختص بها هي: (أبو محمّد).

وقد ظفر الإمام عليه السلام بأسمى صور التربية الرفيعة و هو يترعرع في بيت زكّاه الله و أعلى ذكره و رفع شأنه حيث {يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ* رِجَالٌ لاَّ تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلاَ بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ ...}، ذلك البيت الذي رفع كلمة الله لتكون هي العليا في الأرض و قدّم القرابين الغالية في سبيل رسالة الله. و قطع الإمام الزكي شوطاً من حياته مع أبيه الإمام الهادي (عليه السلام)، وكان يرى فيه صورة صادقة لمُثل جدّه الرسول الأعظم، كما كان يرى فيه أبوه أنّه امتداد الرسالة والإمامة، فكان يوليه أكبر اهتمامه ، ولقد أشاد الإمام الهادي (عليه السلام) بفضل ابنه الحسن العسكري قائلاً: "أبو محمّد ابني أصحّ آل محمّد غريزةً و أوثقهم حجة. و هو الأكبر من ولدي و هو الخلف و إليه تنتهي عرى الإمامة و أحكامها"، والإمام الهادي (عليه السلام) بعيد عن المحاباة والإندفاع العاطفي مثله في ذلك آباؤه المعصومون.

وقد لازم الإمام) أباه طيلة عقدين من الزمن و هو يشاهد كل ما يجري عليه و على شيعته من صنوف الظلم والإعتداء، و انتقل الإمام العسكري (ع) مع والده إلى سرَّ من رأى (سامراء) حيث كتب المتوكل إليه في الشخوص من المدينة، و ذلك حينما وُ شي بالإمام الهادي (عليه السلام) عنده، حيث كتب إليه عبدالله بن محمّد بن داود الهاشمي: "يذكر أنّ قوماً يقولون إنّه الإمام ـ أي عليّ الهادي (عليه السلام) ـ فشخص عن المدينة و شخص يحيى بن هرثمة معه حتى صار إلى بغداد، فلمّا كان بموضع يقال له الياسرية نزل هناك، و ركب إسحاق بن إبراهيم لتلقّيه، فرأى تشوّق الناس إليه و اجتماعهم لرؤيته، فأقام إلى الليل، و دخل به في الليل، فأقام ببغداد بعض تلك الليلة ثم نفذ إلى سُرَّ من رأى".

ومن وصايا الإمام الحسن العسكري عليه السلام لشيعته أنه قال: "« أوصيكم بتقوى الله والورع في دينكم، والإجتهاد لله، وصدق الحديث وأداء الأمانة إلى من ائتمنكم من برّ أو فاجر، وطول السجود، وحسن الجوار، وصَلّوا في عشائركم، واشهدوا جنائزهم وعودوا مرضاهم، وأدّوا حقوقهم، فإنّ الرجل منكم إذا ورع في دينه، وصدق في حديثه، وأدّى الأمانة، وحسَّن خلقه مع الناس قيل: هذا شيعي فيسرّني ذلك، اتّقوا الله وكونوا زيناً ولا تكونوا شيناً، جُرّوا إلينا كلّ مودّة، وادفعوا عنّا كلّ قبيح فإنّه ما قيل فينا من حُسْن فنحن أهله وما قيل فينا من سوء فما نحن كذلك. لنا حقٌّ في كتاب الله وقرابة من رسول الله وتطهيرٌ من الله لا يدّعيه أحد غيرنا إلّا كذّاب.