خروجنا من NPT أمر حيوي لنا ونقطة ضعف الغرب
حسين شريعتمداري
1 ـ زار مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية "رافائيل غروسي" قبل أيام ايطاليا للقاء بوزير خارجيتها، فصرح غروسي لوكالة "اي ان اس اي" الايطالية: "ان ايران تقوم بتخصيب اليورانيوم بالقرب من المستوى العسكري وتتحرك بسرعة نحو دولة نووية"!
ففي نظرة ولو عابرة يمكن التوصل الى ان تصريحات غروسي بالامس بعيدة عن الموضوع وقد تم الاستفادة من البرنامج النووي الايراني كذريعة وغطاء. اذ ان التخصيب بمستوى 60% لليورانيوم قضية قد تكررت سابقا، وحسب معاهدة الحد من انتشار الاسلحة النووية NPT فلا ضير في الامر ولا حظر. اذن فاداء غروسي بقيام ايران بالتخصيب بالقرب من المستوى العسكري ينبغي درجة الى جانب كم الاشاعات المغرضة ضد بلدنا والتي تتزامن مع الدوافع التي تتصاعد هذه الايام ضد ايران لمواجهتها للكيان الصهيوني وهي تندرج ضمن جدول اعمال اميركا وحلفائها. لنقرأ!
2ـ وكان موضوع برنامج ايران النووي من الامور الاساسية اتي تم بحثها (الاربعاء الماضي) خلال الاجتماع نصف السنوي لمجلس الامن التابع للامم المتحدة في نيويورك حول تنفيذ القرار 2231، وتم التطرق في هذا الاجتماع الى احتمال استخدام آلية الزناد والذي يعني اعادة جميع العقوبات المرفوعة والبت فيها. هذا في الوقت الذي يتضمن قرار 2231 لمجلس الامن الاممي عنواناً يختص بخطة العمل الشاملة المشتركة. ولكن،
اولاً؛ ان اميركا هي التي خرجت من خطة العمل المشتركة (بالطبع بعد ان اعطى السيد روحاني ضمانة عدم خروج ايران من الاتفاق اذا ما خرجت اميركا منه!) وهذا الاجراء الاميركي كان النقض الواضح للقرار 2231. ولكن لم يصدر اي اعتراض من مجلس الامن الاممي ولا من الدول الاوروبية ولا حتى من ادارة السيد روحاني في النقض الصريح للقرار المذكور!
ثانياً؛ انه لا اميركا ولا الترويكا الاوروبية (بريطانيا وفرنسا والمانيا) قد التزموا بعهودهم حيال خطة العمل المشتركة! و... ومع ذلك وبدل ان يتم محاسبتهم، كانوا هم الذين يطالبوننا! ودعوا الى استخدام آلية الزناد ضدنا!
3 ـ بعد الزيارة الثالثة للبرادعي مدير الوكالة الدولية للطاقة حينها الى ايران قد اعلن اعتماداً على عدة ادلة وشواهد ان قضية الوكالة ليست نشاطات ايران النووية وانما التجسس على الصناعات العسكرية والحؤول دون التطور العلمي في بلدنا واقترحنا اعتمادا على المادة 10 من معاهدة الحد من انتشار السلاح النووي او (NPT) خروجنا من هذه المعاهدة. فقوبل هذا الاقتراح باعتراض شديد من الوكالة الدولية والترويكا الاوروبية ومن المؤكد ان حكومة الوقت قد اعتمدت على الوكالة ووثقت بها في عدم الخروج... وبعد عزل "محمد البراعي" من الوكالة قد ايد رؤية كيهان بتلويح افصح من التصريح، وبعد عدة سنوات اعلن "جورج فريدمن" بصراحة وهو من المستشارين المرموقين في مجال الطاقة في اميركا، ان المشكلة مع ايران لا تنحصر في البرنامج النووي الايراني، اذ القضية ان ايران ليست دون العلاقة مع اميركا وحسب بل حتى حين تنازع اميركا قد تحولات الى القدرة العلمية والعسكرية الاكبر في المنطقة.
4ـ ان جميع القرائن تعكس بوضوح ان التحديات النووية لاكثر من عشرين عاماً وعلى خلال ما يدعيه الغربيون ليست في قلقهم من حصول ايران على السلاح النووي، وانما اشغال ايران في تحد يستهدف عدم اغتنام الفرص والحؤول دون تطور علمي لبلدنا. من هنا فان طريق المواجهة الوحيد لخطط الخصوم ينحصر في خروج ايران من معاهدة الحد من استخدام السلاح النووي .NPT
وسبق ان اكدنا خلال مناسبات مختلفة كيف يحاول الاعداء فرض املاءاته، وتوصلنا لضرورة خروجنا من NPT، والامر اللافت في البين انه في جميع الموارد المذكورة كيف اعربت اميركا والاوروبيون عن قلقهم بشدة من ان يكون قرارنا عمليا، ومع ذلك سعى المتأثرون بالغرب في الداخل وبعض ادعياء الاصلاح للاخلال بهذه الضرورة!
5ـ فما كان لعضوية بلدنا في معاهدة NPT من مكسب لنا؟! أغير اغتيال علمائنا النوويين، والاضرار وتفجير المنشآت النووية، وكشف المعلومات السرية لبلدنا العسكرية والصناعية، وتحميل تصنيعنا النووي اشد الاضرار، والعقوبات الاقتصادية التي تضاعفت خلال المفاوضات بشان خطة العمل المشتركة بدل الغائها،وتضييع الامكانات الداخلية والقدرات والنفقات المالية الباهظة، وعشرات الاضرار الثقيلة و...
أكان لعضويتنا مكسب آخر غير ذلك؟!