العنصرية في السعودية!
* الداعية السعودي الشيخ حسن فرحان المالكي
العنصرية أنواع؛ منها ما يتعلق بالعرق والمكان؛ وهو مستنكر محلياً؛ ولو نظرياً؛ ومنها ما يتعلق بالفكر والمذهب؛ وهو مشجع محلياً؛ نظرياً وعملياً.
التشجيع للعنصرية المذهبية واضح جداً عبر المناهج والمنابر والمحاضرات والخطاب العام؛ رغم أن النظام الأساسي للحكم لا يفرق بين مواطن وآخر.
لا نحب أن نخدع أنفسنا؛ ليس هناك جدية في معالجة العنصرية الفكرية؛ ولن تتعالج إلا بحوار وطني جاد موسع طويل الأمد؛ بين أطياف المجتمع كافة؛ ومن أسس معالجة العنصرية الفكرية أيضاً إصلاح مناهج التعليم عبر بث المشتركات وتأجيل المتشابهات والتفصيلات للحوار الوطني ليبت فيها لاحقا.
ومن أسس معالجة العنصرية وضع قوانين تجرم النبز المذهبي؛ والعرقي؛ والقبلي؛ والمناطقي؛ والمهني؛ الخ. كل هذا نتأخر في إنجازه؛ لأنه ليس هناك جدية؛ وعدم الجدية هذه؛ سببها ثقافة مترسخة في المجتمع؛ عبر العقلاء فضلاً عن أهل الجهل؛ والشواهد الصارخة سأحبسها؛ لأني لو ذكرت بعضها لكان ضررها أوسع.
نتفاخر بالإسلام؛ الذي جمع علياً القرشي الهاشمي مع بلال الحبشي مع صهيب الرومي مع المقداد الكندي مع أبي أيوب الأنصاري الخ؛ لكنه يبقى كلاماً فقط؛ في موضوع العنصرية نحن بحاجة لقليل من الكلام وكثير من العمل؛ بحاجة لتوطين النفس على الاعتراف؛ فعدم الاعتراف بحجم العنصرية سيبقيها مزدهرة؛ والحمد لله أن القرآن الكريم والسنة؛ بل وفي النظام الأساسي للحكم؛ كل هذه المصادر الدينية والسياسية؛ فيها مادة صريحة ونوعية لمحاربة العنصرية؛ ينقصنا فقط هذه الجدية؛ الخمول في الجدية هي علة العلل؛ هذه الأقوال بحاجة لتفعيل جاد.
احذروا المقت (كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون):
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ ( 2 ) كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ (3) {سورة الصف}.