ارهابيون تكفيريون في غزة.. حماس واستخلاص العبر
صحيفة "المنار” المقدسية
في غزة مجموعات إرهابية تكفيرية تتبع عصابات اجرامية تمارس القتل في ساحات عربية كالعراق وسوريا، هذه المجموعات تخطط لاقامة مناطق في هذا الشريط الضيق صاحب أعلى كثافة سكانية في العالم، نقاط ارتكاز للدمى الارهابية التي تتحكم اسرائيل وأمريكا في مساراتها ومهماتها وقرصنتها.
هذه المجموعات الارهابية في غزة هي الآن في بداية نموها، وبالتالي، حركة حماس مدعوة الى ملاحقة هذه المجموعات وتصفيتها، وأن تستخلص العبر والدروس من وراء هذا التطور المزعج والمقلق، فالعصابات الارهابية ، تصب في النهاية في صالح اسرائيل، وتقيم علاقات تحالف مع تل أبيب، فأي من هذه العصابات لم تتجه صوب اسرائيل، بل أفرادها يهربون ويلجأون الى اسرائيل، ويتلقون العلاج في مستشفياتها.
الحدث الجديد في قطاع غزة يثبت عدم سلامة اقامة تحالفات مع هذه العصابات المدعومة من الحلف الخليجي التركي الامريكي الاسرائيلي. لذلك، كان خطأ قاتل تحالف جماعة الاخوان بفروعها مع العصابات الارهابية في سوريا وفي مخيم اليرموك بشكل خاص.
ما يشهده قطاع غزة، في هذه الأيام من تحدٍ تعلنه مجموعة ارهابية تكفيرية يفرض على حركة حماس، أن تتمسك بخصوصية يفرض واقع انطلاقها قبل سنوات ، وبوضوح وأكثر صراحة، مطلوب من الحركة أن تبقى فصيلا مقاوما، يتراجع عن التزامه بسياسات وبرامج جماعة الاخوان، بل أيضا، تحذر الجماعة من التحالف مع العصابات الارهابية.
وأمام هذا الموقف الخطير لا بد لحركة حماس من اعادة حساباتها ازاء العديد من الملفات والقضايا والمواقف، وقبل كل شيء ، أن تسعى بجدية لانجاز المصالحة في الساحة الفلسطينية، حتى لا تكون هي ضحية للتكالب الارهابي الذي يمارس شهوة القتل في الساحة العربية، بتمويل خليجي، والسعودية تحديدا.
في مخيم اليرموك الفلسطيني قرب دمشق كانت هناك مجموعات تابعة لحركة حماس تصطف الى جانب العصابات الارهابية المدعومة سعوديا وقطريا وتركيا، وها هي العصابات المذكورة وجهت سلاحها نحو حركة حماس في قطاع غزة، واذا لم تواجه مجموعات التكفير في القطاع بحسم وحزم، فانها ستنتقل الى ارتكاب المجازر بحق مواطني القطاع الصابر الصامد.
حذرنا مرارا بأن الساحة الفلسطينية مستهدفة من مشيخة قطر والسعودية وتركيا المتحالفة مع العدو الاسرائيلي والداعمة للعصابات الارهابية، وهذا لم تدركه جماعة الاخوان المسلمين وحركة حماس، وجاء التأكيد على ذلك من قطاع غزة، عندما خرجت مجموعة اجرامية تكفيرية تعتنق الفكر الوهابي التكفيري، تهدد بممارسة القتل في القطاع وتحارب حركة حماس، وهنا، لا تكفي الملاحقة الجزئية، فالمطلوب أن تقتلع حركة حماس المسيطرة على القطاع هذه المجموعة المجرمة من جذورها، اتقاء لشرها. وهذا الامر ينطبق على الضفة الغربية، فهي ليست بمنأى عن هذه الأخطار التي تسللت لهذه الساحة الممزقة بفعل الانقسام.