kayhan.ir

رمز الخبر: 18130
تأريخ النشر : 2015April22 - 21:04

التونسيون وحرب اليمن: من الحذر إلى المجاهرة بالرفض

روعة قاسم

لا تحظى الحرب التي تشنها المملكة العربية السعودية، بمعية حلفائها، على اليمن، بدعم غالبية التونسيين بمختلف شرائحهم منذ بدايتها وحتى قبل ارتفاع أعداد الضحايا والأبرياء من المدنيين. فأغلب الشرائح انقسمت في البداية بين متوجس وحذر من هذه الحرب والجهات التي تحركها، وبين رافض لها رفضا قاطعا لا يتورع علنا عن انتقاد السعوديين وحلفائهم في مختلف المنابر المتاحة.

وتتفق أغلب مكونات الرأي العام في تونس على أن ما يحصل في أرض العرب الاقحاح هو شأن داخلي يمني واجب على الأطراف الإقليمية والدولية أن لا تتدخل فيه إلا بالحسنى وذلك من أجل تقريب وجهات النظر بين مختلف الفرقاء اليمنيين. وأن الانتصار لفريق بعينه من هذه الجهة أو تلك لا يمكن إلا أن يزيد الأوضاع سوءاً، لأن منطق الغالب والمغلوب لا يمكن أن يسري على هذا النوع من النزاعات الأهلية التي يكون فيها الخاسر الأكبر هو الوطن الذي يناله الخراب والدمار.

وفي هذا الإطار يعتبر أستاذ القانون بالجامعة التونسية ماجد البرهومي، في حديث لموقع "العهد الاخباري”، أن الحل في اليمن يجب أن يكون سلميا، ويُبنى على طي صفحة الماضي بين الفرقاء وتجاوز مسألة من المخطئ ومن المصيب إلى البحث عن تفاهمات من خلال حوار وطني شامل بين جميع الأطراف ودون إقصاء. وحسب البرهومي: البلدان التي انتهت حروبها الأهلية بهزيمة طرف وانتصار آخر كان سلمها الأهلي هشا، لأن الطرف المنهزم انتفض لتغيير ما فرض عليه من تفاهمات بمجرد تغير الأوضاع الإقليمية والدولية والأمثلة عديدة في هذا المجال سواء في البلقان أو في إفريقيا وحتى في العراق.

ويضيف أستاذ القانون قائلا: "أتمنى من هذا التحالف العربي الذي تقوده السعودية، والذي كان من المفروض أن يستهدف الكيان الصهيوني، أن يوقف عملياته فورا على الأراضي اليمنية ويساهم مع قوى إقليمية أخرى في صلح يمني تاريخي. لأن مصير هذا التحالف لن يختلف عن مصير الجيش المصري الذي تدخل في وقت سابق في اليمن وخسر عددا وفيرا من الجنود ما أثر سلبا في معنوياته، وساهم في تلك النكسة العربية في حرب الـ1967 حيث خسرنا كعرب سيناء والجولان والضفة الغربية والقدس الشريف، ومن المؤكد أن هذه الحرب ستكون نتائجها كارثية أيضا على العرب”.

من جهته، يؤكد الناشط السياسي والحقوقي التونسي محمد سويد في حديثه أن التدخل السعودي في اليمن هو خطأ فادح بلا شك، وهو أيضا جرح سيبقى ينزف لسنوات وعقود. والسبب في ذلك، وفق الحقوقي التونسي، أن "هناك أبرياء من المدنيين من النساء والأطفال على وجه الخصوص يسقطون يوميا بأيدي عرب من بني جنسهم وليس من قبل قوة خارجية غاشمة كما جرت العادة في العراق وفلسطين ولبنان وليبيا سواء تعلق الأمر بحلف الناتو أو بالكيان الصهيوني”.

ويضيف سويد قائلا: "السعودية في مأزق كبير أمام المنظمات الحقوقية نتيجة لارتفاع ضحايا هذه الحرب التي ساهمت أيضا في تدمير البنى التحتية للدولة اليمنية من طرقات وجسور ومبان وشبكات اتصال وغيرها. ولعل السؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح، لماذا لم تقم السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي بقبول عضوية اليمن في مجلسهم إذا كانوا حريصين عليه؟ لماذا رفضوه وتركوه فقيرا مهمشا طيلة العقود الماضية؟ ألم يسع اليمن إلى الانضمام إلى البيت الخليجي لكن طلبه لم يحظ بالقبول وكأنه ليس جزءاً من هذه الأمة وهو أصل العرب ومصدر نشأتهم؟”.