kayhan.ir

رمز الخبر: 17826
تأريخ النشر : 2015April17 - 21:27

الرياض معنية بقتل الشعب اليمني

مهدي منصوري

عندما يخرج الناطق باسم العدوان السعودي على اليمن بتصريح يدعو للتأمل والوقوف عنده كثيرا، وذلك بقوله ان "عاصفة الحزم هو اسم العدوان غير معنية بمحاربة القاعدة والارهاب" يكشف عن الصورة الحقيقية والواضحة والنوايا السيئة المبيتة التي تعتمل داخل الرياض، وهي انها تعتبر الارهاب والقاعدة جناحان مهمان في سيطرتها وهيمنتها على المنطقة، ولذلك فانها لم ولن تفكر بمحاربتهما، ولم يقتصر الامر عند هذا الحد بل وفي الواقع ان أي جهد يخدم هيمنة القوى الاستكبارية العالمية وعلى رأسها اميركا فهي معنية بالوقوف الى جنبه وعدم محاربته، والا فان الكيان الصهيوني الذي اوغل في دماء الشعب العربي الفلسطيني ولازال لم نجد ان الرياض قد حركت ساكنا في هذا المجال، بل بالعكس من ذلك فانها دافعت عن الكيان الصهيوني عندما توجهت الصواريخ الفلسطينية تجاه هذا الكيان الغاصب دفاعا عن النفس ولوطن المغتصب واعتبرته خرق للسلام في المنطقة.

اذن فان السعودية اليوم وليس من خلال تصريح العسيري هذا بل هي ولاكثر من عشر سنوات مضت ليست فقط غير معنية بمحاربة القاعدة بل انها عملت ولازالت تعمل على تمدد الارهاب وفي أي مكان كان لانه يحقق اهداف اميركا والصهاينة اولا ومصالحها ثانيا.

لذلك فانه وبعد هذا التصريح تعترف السعودية بان ما اطلق عليه من عاصفة الحزم هي موجهة ضد الشعب اليمني وحسب لانه لا يقف مع القاعدة ولا يسند الارهاب، وهو ما حصل قبل هذه العاصفة عندما قدمت ولازالت تقدم وتجند الارهابيين لقتل ابناء الشعب العراقي والسوري واللبناني وغيرهم.

ولذا فان الرياض التي وصلت في اليمن الى طريق مسدود رغم كل الدمار الذي فعلته طائراتها، وكذلك الاعداد الهائلة التي من ابناء الشعب اليمني الاعزل التي راحت ضحية هذه العدوان الغادر، من اجل ان تقوى القاعدة والارهاب في اليمن وتجعله ان يقف على قدميه لانه قد فشل فشلا ذريعا من قبل ان يحقق شيئا في هذا البلد، بسبب المواجهة القوية الرادعة التي وقفها الشعب اليمني ضد هؤلاء المرتزقة المجرمون بحيث استطاعوا ان يكبد وهم الخسائر الكبيرة، ويدفعونهم نحو الانهيار،لذلك فلم تكن جائزتهم من السعودية الى ان تمطر صواريخها القاتله على رؤوسهم.

ولكن رغم كل ذلك فان الشعب اليمني سجل أروع حالة من حالات الصمود والمقاومة والثبات وبصورة لم يسبق لها مثيل لدى أي من الشعوب، والا لو تعرض أي شعب لما تعرض له اليمنيون وخلال فترة زادت على الثلاثة اسابيع لانهار واستسلم وخضع ليس فحسب لارادة القوى المعادية ، بل الى كل الذين دعموها من الدول الاقليمية، لذلك فان السعودية اليوم وبعد ان ادركت انها لا تستطيع ان تحسم الامر من خلال عدوانها الجوي بالاضافة الى خوفها وذعرها من الدخول بريا الى هذا البلد، انها ستسجل وبصورة قاطعة انهيارها الكبير، لذلك اخذت تلجأ الى الامم المتحدة او الى من يريد انقاذها من ورطتها من سياسي الدولار في اليمن، من اجل الذهاب الى الحوار مع الاطراف اليمنية الوطنية وعلى رأسها الحوثيون. ولكن قوبلت هذه الحالة برفض الشعب اليمني المقاوم حتى ان يدان هذا العدوان دوليا واقليميا ، وان تتراجع السعودية وبصورة مخزية عن موقفها هذا، عندها يمكن ان يفكر اليمنيون بالحوار والشرط الاساس ان يكون يمنيا ــ يمنيا لا تدخل فيه ارادة الاخرين.