محلل سياسي يمني لـ"فارس": السعودية باتت في موقف لا تحسد علىه سياسيا وعسكريا
أكد المحلل السياسي اليمني ابوهاشم جحاف أن السعودية أصبحت في موقف لاتحسد عليه من حيث القوة السياسية أو العسكرية في المنطقة معتبرا انها اصطدمت بإرادات قوية جعلتها تمد يد السلام باتجاه إيران.
وقال جحاف في حوار مع وكالة أنباء "فارس" : أن السعودية أصبحت في موقف لاتحسد عليه من حيث القوة السياسية أو العسكرية في المنطقة وهي التي أرادت يوما ان تكون هي المتصدرة باسم المنطقة والمهيمنة عليها.
وأضاف الكاتب اليمني: لكنها اصطدمت بإرادات قوية جعلتها تمد يد السلام باتجاه ايران بالنظر الى السرعة التي انجز بها الاتفاق وربطا بما تمر به السعودية من تحديات فمن الممكن أن يكون التهديد الابرز للمملكة بنفاد صبر اليمنيين الذي لن يطول والذي حدده السيد عبدالملك ضمن مدة تكفي فقط لإنجاح جهود الوساطة العمانية قد آثار مخاوفها من ضربة يمنية مباشرة تنذر بعودة الحرب وخسارة فرصة الهدنة التي وفرت لها هبوطا هادئا وتدريجيا يدعم إخراجها من ورطة الحرب .
وأوضح ابوهاشم جحاف: خلال الفترة الأخيرة من المباحثات بين صنعاء ومسقط بدت السعودية وكأنها قد وجدت في محاولة اقناع صنعاء بقبولها كوسيط في النزاع اخراجا ملائما لمشهد الحرب تزيح به عن كاهلها عبء اعلان هزيمتها امام اليمنيين وتقديم نفسها كمجرد راع ووسيط بما يحفظ مكانتها في المنطقة، لما يحمله اتفاقها المباشر مع صنعاء من اعتراف بهزيمتها امام من تعتبرهم مجرد مليشيات ضعيفة في دولة لا تمثل اي وزن بالنسبة لها.
وأردف: لعل تصريحات السيد في ١٧ فبراير التي رفض فيها مسرحية الوساطة السعودية قد حطمت ما تراه السعودية سلما ملائما للنزول من الشجرة اما وقد أعطاها السيد مهلة قصيرة لاتعرف مدتها فانها في حال اختارت التجاوب السريع مع ما طرحه السيد و التحرك نحو مسقط لإنجاز الاتفاق ستظهر وكأنها ركضت تحت وطأة التهديد لتنفيذ ما طرحه السيد القائد وهو امر قد تعتبره مذلا من وجهة نظرها.
ومضى بالقول: ومن هنا من الممكن القول أن لجوء السعودية لإنجاز التسوية مع طهران يهدف لاعفاءها من ورطة الرضوخ لصنعاء ويظهر صراعها وكأنه مع ايران وليس مع اليمن وان اي حلحلة للملف في اليمن ليست سوى نتيجه للتوافق السعودي الايراني وبالتالي يكون الاتفاق مع إيران هو الاخراج الامثل والسُلّم البديل بعد تحطيم سُلّم الوساطة السعودية .. هذه الفرضية أن صحت تقتضي أن تعمد السعودية مستقبلا للمزامنة بين الخطوات في الملفين معا فبمجرد أن يتم اللقاء المرتقب بين وزير خارجيتها مع وزير الخارجية الايراني تقوم بالإعلان عن اتفاق الهدنة الذي ستكون قد توافقت عليه بشكل غير معلن في مسقط عبر وفد من مستويات غير رفيعة ويتم صرف المرتبات مثلا بالتزامن مع انتهاء الشهرين المحددين لاعادة فتح السفارات وهكذا.
وانتهى الإعلامي اليمني تصريح بالقول: بالنسبة للمتابع الدولي سيقتنع الكثير بأن ما يحدث في اليمن ليس أكثر من نتيجة مباشرة لتفاهمات تتم في طهران وليس في مسقط تخرج السعودية من عبء الحرج الدولي بالرضوخ لليمنيين والانصياع لهم.