kayhan.ir

رمز الخبر: 167190
تأريخ النشر : 2023April03 - 21:33

المصالحة السورية ـ التركية الصفعة الثانية لاميركا

 

 الاجتماع الرباعي الذي عقد امس الاثنين في العاصمة الروسية موسكو على مستوى نواب وزراء خارجية كل من روسيا وايران وتركيا وسوريا، بدء مشاوراته الفنية تمهيدا للعمل على التفاوض على مستوى وزراء خارجية الدول للدفع قدما بملف المصالحة التركية السورية، خاصة وان امير عبداللهيان وزير الخارجية الاسلامية قد زار موسكو الاسبوع الماضي وبحث  مع نظيره الروسي سيرغي لافروف ملف المصالحة والعمل سويا لبذل الجهود اللازمة من اجل تحقيق الهدف الرئيسي وهو "تقريب وجهات النظر بين تركيا وسوريا". واذا ما تحقق هذا الهدف ستوجه الصعفة الثانية لاميركا في المنطقة من قبل روسيا وايران بعد ان وجهت الصين الصفعة الاولى لاميركا من خلال نجاحها في ملف المصالحة بين السعودية وايران.

فاميركا المنزعجة اساسا من الدور الصيني وعلاقاتها الاقتصادية الواسعة مع دول المنطقة لا تقبل بهذه السهولة بدورها السياسي هذه المرة خاصة في منطقة الخليج الفارسي التي تعتبرها منطقة حيوية لها، واذا بالدور الروسي يأتي مكملا لحل ازمات المنطقة وبذلك يضيق الخناق على اميركا ويبعدها عن ادوارها التي كانت تلعبه سابقا.

وهذه ليست المرة الاولى التي تسعى فيها روسيا من اجل التقارب بين دمشق وانقرة فقد سبق  وان تعثرت هذه المساعي لاسباب عديدة لكن هذه المرة تسعى جميع الاطراف العمل بشكل دؤوب لايجاد مخرج لهذه الازمة العميقة التي يمتد عمرها لاكثر من عقد والتي تشترط فيها دمشق احترام السيادة السورية اولا وهذا يعني خروج القوات التركية من شمال سوريا ورفع الدعم عن المجموعات الموالية لها في هذه المنطقة وكذلك عودة النازحين السوريين الى مدنهم وقراهم وترى في الاندفاعة التركية تجاهها هي مصلحة انتخابية للحصول على مكاسب ومصالح تخدمها اكثر من جديتها لانهاء هذه الازمة العميقة، لكن انقرة هي الاخرى تبحث عن ضمانات لتأمين حدودها من العمليات الارهابية، وهذا ما ستضمنه دمشق عبر انتشار الجيش السوري على الحدود مع تركيا وهو ما كان ساريا قبل العام 2011 حيث لم تقع اية عمليات ارهابية ضد الحدود التركية من الاراضي السورية.

فالكرة اليوم في الملعب  التركي الذي عليه ان يتعاطى مع هذا الملف بتقديم تنازلات مكلفة وهذا الموضوع ليس الامر الهين على تركيا وهنا يأتي دور الرباعية خاصة روسيا وايران لتسهيل الامور  وحدوث انفراجة في العلاقات السورية ـ التركية. فالقضية تتطلب مزيدا من المساعي الحثيثة والصبر وسعة الصدر وتقديم التنازلات لتحقيق المصالحة التي تؤمن تطلعات الطرفين لارساء علاقات جديدة وبناءة تضمن مصالح وسيادة البلدين سوريا وتركيا.