kayhan.ir

رمز الخبر: 167162
تأريخ النشر : 2023April03 - 21:25

شرق سوريا.. الرد والرد على الرد

 

خليل نصرالله

باتت المعادلة في شمال شرق سوريا واضحة المعالم. قوى المقاومة والجيش يبادران، ترد واشنطن، فيأتي رد على الرد، فينكفئ الأميركيون محتفظين بما يسمونه: "حق الرد"، في مشهد يوضح عدم نيتهم التصعيد أو توسيع دائرة الاشتباك لخطورة تبعاته عليهم.

ما حصل خلال الساعات الماضية في شمال شرق سوريا، أتى كتثبيت لقواعد الاشتباك القائمة منذ عامين، قوى المقاومة والجيش السوري لن يسمحا بعمليات إشغال تديرها واشنطن لتثبيت وجودها غير الشرعي شمال شرق البلاد وفي التنف.

عمد الأميركيون خلال الأعوام الماضية إلى لعب ورقة الإرهاب الذي يدعون محاربته لزعزعة الاستقرار بين المحافظات السورية شرق البلاد وجنوبها، ناهيك عن احتواء وتطويع "هيئة تحرير الشام" الإرهابية بهدف استخدامها بعمليات إشغال للجيش السوري وحلفائه غرب الفرات.

وفي ظروف متعددة يرى الأميركيون فيها مصلحة لهم، يعمدون إلى تغطية اعتداءات تلك المجموعات بما يخدم مصالحهم.

بعد زلزال السادس من شباط، ومع تسيير العراق حكومة وحشدًا قوافل اسناد ومساعدة إلى سوريا، وبعد فشل الأميركيين من خلال عملية الضغط، عمدوا إلى افلات مجموعات من "داعش"، ضربت في السخنة وجنوب تدمر وجنوب شرق حماة، حيث قتلت أكثر من مائتي سوري كانوا يجمعون الكماة بهدف بيعها. تلك العمليات كانت قرب نقاط ومسارات القوافل فهم يومها أنه تهديد أميركي، بل رسالة معمدة بالدم للتخفيف من إسناد سوريا. فشل الأمر بعمليات استهدفت تجمعات ارهابيين، وإصرار الحشد الشعبي العراقي على تسيير قوافله وتأمين حمايتها.

إضافة إلى ذلك، ومنذ مدة قصيرة شهدت مناطق شمال شرق سوريا حركة غير عادية لنقل عناصر من "داعش" من الحسكة الى منطقة التنف، فهم الأمر على أنه تعزيز لمنطق المشاغبة ومواصلة الضغط عبر الإرهابيين. أرفق الأمر كما هو ملاحظ بتصعيد ما يسمى "هيئة تحرير الشام" الإرهابية عملياتها في غرب حلب، وشهدت الأيام الماضية أكثر من عملية إنغماسية ضد مواقع الجيش السوري وحلفائه باءت بالفشل، لكن حجمها كان كبيرًا.

غروب الخميس، هز انفجار قاعدة أميركية متخصصة بالدعم اللوجستي في "خراب الجير" وهي أبعد قاعدة عن نقاط سيطرة الدولة السورية تحتلها واشنطن، وتقع على بعد خمسة كيلومترات من بلدة اليعربية الحدودة مع العراق في أقصى شمال شرق سوريا.

ليلا، العدوان الامريكي يشن غارات داخل مدينة دير الزور، ويعقب عليها بأنها رد على هجوم بطائرة مسيرة استهدف قاعدة خراب الجير واسفرت عن سقوط قتلى.

العملية، وبحسب الرواية الأمريكية، يمكن فهمها بأنها رسالة ثقيلة ردا على المشاغبة الأميركية في البادية السورية والتنف وحيث امتدت أيديهم، وفهم أن من أرسل المسيرة يقول إن اليد طولى ويمكن أن تضرب في أي مكان.

بالعودة إلى الرد الأميركي الذي أسفر عن سقوط شهداء من القوات الرديفة، فإن تبعاته لم تنته. فقواعده على طول خطوط التماس تعرضت منذ فجر الجمعة الى منتصف ليل الجمعة السبت إلى قصف صاروخي ومدفعي لم يهدأ، وهو بحد ذاته رسالة إضافية، مفادها أن الرد سيتبعه رد، وهكذا دواليك.

خلال المساء صدر بيان عن المركز الاستشاري الايراني في سوريا كشف عن تفاصيل العدوان الاميركي، وتوعد برد حال استهدف الأميركيون أي نقطة أو مركز للقوات في سوريا.

تصريح المصدر كان يتزامن مع مواصلة الضربات للمواقع والقواعد الأميركية، قبل أن يعلق الرئيس الأميركي على الأحداث بأنه أعطى أمرًا للرد على ضربة ريف الحسكة الشمالي، وأنه لا يريد تصعيدًا مع إيران. قبل أن يكشف البنتاغون عن أنه يقيم الأضرار، ويحتفظ بـ "حق الرد"، في مؤشر على إنكفاء الأميركيين.

في المحصلة، إن أحداث يومي الخميس والجمعة، توضحان أن لا تعديل في قواعد الاشتباك لمصلحة الأميركيين، وأن أي مشاغبة أميركية ستلقى ردًا، مع احتفاظ المقاومة الشعبية السورية بحق تحرير الأرض وبالتالي مواصلة عملها، وأن الرد سيقابله رد في أي زمان ومكان يحصل، ومهما كانت الظروف.