kayhan.ir

رمز الخبر: 164571
تأريخ النشر : 2023January28 - 20:54

انتفاضة جنين المسلحة انطلقت من القدس

 

ما كان صادما للعدو الصهيوني ليس العملية النوعية والجريئة للشاب الفلسطيني خيري علقم الذي تحدى بمسدسه الفردي الجيش الصهيوني فقط بل هو اقتحامه لمنطقة امنية مغلقة في البلدة القديمة بالقدس التي اتخذت التدابير الامنية اللازمة ورفع مستوى فيها التاهب في الجيش، عقب مجزرة جنين المظلومة وهذا ما صدم العدو بشكل اكبر واثبت للقاصي والداني ان هشاشة الامن الصهيوني اصبحت حقيقة مكشوفة وليس هناك اي عاتق مهما كان ان يحول دون وصول الشاب الفلسطيني خاصة من الجيل الحالي الصاعد الذي هو كل فرد فيه مشروع مقاومة وهذا ما برهن عليه الشهيد خيري علقم في عملية القدس البطولية التي هزت الكيان الصهيوني برمته حيث سقط فيها 8 قتلى والعديد من الجرحى بينهم خمسة بحالة خطرة.

عملية القدس المزلزلة للكيان الصهيوني والتي نفذت بعد 24 ساعة من المجزرة الوحشية التي نفذها العدو الصهيوني في جنين وسقط فيها تسعة شهداء بينهم اطفال كانت في الواقع ردا طبيعيا على هذه المجزرة وغيرها من المجازر التي يرتكبها العدو باستمرار ضد الشعب الفلسطيني.

ان اكثر ما يخيف العدو ويرعبه هو العمليات الفردية للجيل الفلسطيني الصاعد الذي بات يتفنن في تنفيذ عملياته به والمحترفة ضد المحتلين الاوغاد وهو بالتالي يشكل خطرا كبيرا على المجتمع الصهيوني ويقربه من الانهيار وهذا ما لمسته واشنطن وهي على بعد الاف الكيلومترات لذلك سارعت بايفاد رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية الى فلسطين المحتلة لتدراك الامور والوقوف عن كثب لما يدور فيها والضغط على السلطة الفلسطينية للتراجع عن موقفها لاستئناف التعاون والتنسيق الامني مع الصهاينة الذي اوقفته مؤخرا. وبطبيعة الحال ان الموفد الاميركي سيطرح بعض المقترحات التي لم تشهد النور مطلقا ولم ينفذها العدو الصهيوني لدفع السلطة للتراجع عن موقفها وقد علنت السلطة الفلسطينية شرطين لذلك قبيل وصول المبعوث الاميركي. غير ان القلق الاميركي الاخذ بالتزايد نتيجة لدخول عامل حازم جديد وهو الجيل الفلسطيني الحالي الذي بات يمسك بزمام المباردة وجعل من فلسطين خلية مسلحة واحدة، دفع بواشنطن بان توفد غدا الاحد مبعوثا آخر وهو بلينكن وزير الخارجية للوقوف عن كثب ما يحدث في فلسطين المحتلة من هزات خطيرة تعرض الكيان الى الانهيار.

ان عملية القدس البطولية التي نفذها شاب عشريني والتي اثارت الرعب والمخاوف في المجتمع الصهيوني ابطلت نظرية غولدا مائيرا العفنة بان "الكبار يموتون والصغار ينسون" وضعت الكيان الصهيوني امام حقيقة لا يمكن تجاوزها بالمطلق بان هذه العمليات البطولية ستستمر وتتوسع يوما بعد يوم وهذا ما ثبت عبر تنفيذ شاب فلسطيني يافع لعملية القدس الثانية التي وقعت في حين سلوان والذي هو الاخر ضمن المنطقة الامنية والمحصنة صهيونيا.

 

ان الحكومة الصهيونية الحالية الفاشية والمتطرفة تعتقد ان استخدام القوة المفرطة تؤمن لها الحماية ولمستوطنيها لكن عمليتا القدس وما ستليه من عمليات بطولية قادمة ستخيب ظنها وتوقعها في المزيد من المطبات.

ان الجيل الفلسطيني الحالي قد عقد العزم ان لا يضع السلاح ارضا حتى تحرير فلسطين التاريخية او هو الاستشهاد وهو لا يبالي ان وقع الموقت عليه او وقع على الموت لانه اختار طريق المقاومة كخيار وحيد لا رجعة عنه ولذلك يمكن ان نطلق على العملية القدس الاولى انه البداية لانتفاضة جنين المسلحة.