حسنة داعش الوحيدة!
* الشيخ حسن فرحان المالكي - عالم ومفكر سعودي
لعل أبرز ما يشغل الناس هذه الأيام هو الحديث عن الغلو والتطرف والحرق والذبح الخ..أنا لم أستغرب شيئاً, هذا طبيعي جداً؛ ومازال كل هذا دون التراث حسنة "داعش" الوحيدة!، حسنة "داعش" التي لن تؤجر عليها بل تأثم- أنها بجرائمها تنبه الخادعين والمخدوعين؛ والغافلين والمتغافلين على أساس البلاء!كلما حاول المتغافلون إشغال الناس بالقضايا الفكرية الصغيرة؛ أعادتهم "داعش" وبالغصب للاهتمام بالأصل؛.
تساؤلاً ودهشة وبحثاً واضطراباً وارباكاً وعلى سبيل المثال حديث الناس في مصر هذه الأيام عن الأزهر ودوره المفقود؛ ولماذا مناهجه ورجاله ودعاته تتشابه مع فكر "داعش"؟؛ ولماذا برودهم الخ؟.
التسأول والاستشكال مطروح على كل مؤسسات الدعوة والافتاء في العالم العربي والإسلامي، ولكن "الأزهر" كان مفاجأة الجميع، اعني في اختراق الغلو له.
عندما انشغلنا بالنقد الذاتي من عقود؛ لأننا نعرف أن هذا التراث وهذه الفتاوى ستنتج مثل هذه الجرائم وباسم الدين، كان الجميع يقولون:تجاوزناها.
عامة الناس لا يعرفون أثر التراث وتمدده في العقول والقلوب والسلوك عند طلبة العلم الديني؛ الذين ليس لهم حس نقدي ولا منطقي؛ يظنون الأمر هيناً الى اليوم كلما ذكرت لهم أن أعلامهم كفروا أبا حنيفة ونحوه واستحلوا دماءهم يأتيك الجواب العظيم قائلاً: وهل سمعت العلماء اليوم يكفرونه؟ .
صاحب هذا الجواب العظيم يتجاهل أن الهدف دراسة الغلو نفسه؛ ودراسة كيفية تشكل شخصية هذا المستحل للدماء؛ وكيف أنه أوثق عند طلبة العلم الخ.
دراسة الغلو والتطرف ليس عبثاً، نقد التراث وإخضاعه للحق ليس ترفاً، كشف ألاعيب الغلاة وتذاكي أذكيائهم وتغابي أغبيائهم واجب شرعي وأخلاقي وعقلي.
تعظيم الماضي ورجاله في عقول الطلاب والعامة بلا تفصيل؛ وأن هذا الماضي هو النموذج وهو الأمل؛ ثم شحن القلوب بهذا الزخرف العام هو جريمة لاشك.