للهجوم على إيران.. وزارة الحرب 'الإسرائيلية' بحاجة لزيادة ميزانيتها
لا يوجد استثناء بين الحكومات في كيان الاحتلال الاسرائيلي، في مواقفها من موضوع "الهجوم على ايران"، خلال العقدين الماضيين، "يمينية" كانت او "يسارية"، "دينية" كانت او"علمانية" وفقا للتصنيف "الاسرائيلي"، فهناك ما يشبه الاتفاق بينها، إلا ان بنيامين نتنياهو حاز على قصب السبق في ميدان المنافسة، في اطلاق التهديدات، فهو يتميز عن الاخرين، في تفننه في طريقة إطلاقها.
ما يميز نتنياهو عن الاخرين، ليست ثرثرته، فالجميع يثرثر، وان كان اكثرهم ثرثرة، فهو يستخدم وسائل اخرى في اطلاق التهديدات غير الثرثرة، مثلا يعطي الضوء الاخضر للصحافة بـ"تسريب" معلومات عن اجتماع سري عقد من اجل وضع خطط لضرب ايران، او تحالفه مع ارهابيين وعنصريين، لتشكيل حكومة، وهذا التحالف بحد ذاته، سيمنح مصدقية، لتهديداته التي يطلقها ضد ايران، حسب اعتقاده، انطلاقا من فكرة ان من السهل على المتطرفين ان يجازفوا بشن هجوم على ايران.
من اساليب نتنياهو هذه، يمكن ادراج الخبر الذي نقلته هيئة البث "الإسرائيلية" قبل يومين، عن مصادر "أمنية"، لم تسمها، مفاده ان وزارة الحرب تطالب بزيادة استثنائية بمبلغ 2.8 مليار دولار لميزانيتها للعامين الجاري والمقبل، وهي زيادة بمعدل 17% عن الميزانية الراهنة، التي تبلغ 17.8 مليار دولار. ولم يفت القايمين على تسريب هذا الخبر، الكشف عن سبب هذه لزيادة وهو "تحضيرات لاحتمال شن عملية عسكرية ضد إيران".
رغم ان هيئة البث نقلت عن مصادر اقتصادية وصفتها بـ"البارزة"، قولها إن المطلب مبالغ فيه إلى حد يجعله غير واقعي. ولكنه على كل حال وجد طريقه الى الصحافة، من اجل اضفاء مصداقية على ما يقوله نتنياهو، وابعاد صفة الثرثرة على تهديداته لايران، والتي مضى عليها اكثر من عقدين من الزمن، الا انها لم تتجاوز حنجرة نتنياهو.
اللافت ان كل تهديدات نتنياهو وكوخافي وغانتس وباقي الشلة الصهيونية، بشن هجوم على ايران، ومع كل وسائل الدعم من "تسريبات" و "مناورات" و..، لم يقتنع بها حتى "جنرالات اسرائيل" انفسهم، ناهيك عن الراي العام في الكيان، فالجميع يعترف بعجز "اسرائيل" عن تنفيذ تهديداتها ضد ايران، وانهم يعترفون ايضا، "ان القوة الوحيدة التي يمكنها ان تنفذ هجوما على المنشآت النووية الايرانية، هي امريكا فقط".
الشيء المؤكد في كل ما تقدم هو ان امريكا تعلم قبل "جنرالات اسرائيل" انه حتى هي، التي تعتبر نفسها "القوة الاعظم في العالم"، وان كانت تمتلك الامكانيات لمهاجمة ايران، ولكن هجومها لم ولن ينهي البرنامج النووي الايراني، نظرا لامتلاك الايرانيين ناصية العلوم النووية، وهي علوم كامنة في عقولهم وليس في منشآتهم، هذا اولا، ثانيا، ان امريكا تعلم جيدا ماذا سيكون عليه طبيعة الرد الايراني على اي هجوم امريكي، وهو رد سيكون باهظا وباهظا جدا، تدفع امريكا ثمنه، من حياة الالاف من جنودها المتواجدين في المنطقة، اما "اسرائيل" فسيكون حالها أسوء بكثير من حال القوعد الامريكية.
العالم