خطباء الجمعة في لبنان: بعض العرب جعلوا إيران عدوًا ويخترعون لذلك عناوين كاذبة
بيروت - وكالات انباء:- سخر خطباء الجمعة في لبنان من الخطاب الذي ألقاه رئيس وزراء العدو الصهيوني "بنيامين نتنياهو" في الكونغرس الأميركي وحملة الاتهامات التي شنها على إيران بالإرهاب على خلفية برنامجها النووي السلمي فيما كيانه أسس وجوده على الإرهاب، وهو يمتلك أكبر ترسانة نووية في المنطقة، منتقدين محاولات بعض الدول لإنشاء محور سني في مواجهة ما يعتبرونه محورًا شيعيا.
فقد رأى السيد على فضل الله، أن "نتنياهو" وقف في الكونغرس "معلما ومرشدا.. وسأل: "كيف لكيان بني على الإرهاب، وأسس وجوده عليه، وهو يمارسه كل يوم، أن يتحدث عن محاربة الإرهاب؟ فأي إرهاب أكبر من أن يقتلع شعبا من أرضه، ويسعى الى تهجيره، وحتى إذا أمكن إبادته؟”.
وأعرب عن خشيته من "الحديث عن سعي لإنشاء محور سني، مقابل آخر شيعي، أو محور عربي، مقابل محور فارسي”. محذرًا من خطورة هذا الحديث وداعيا الى حل مشاكل المنطقة بالحوار، "فلا جدوى من العداء، أو الصراع، أو التقاتل المباشر أو غير المباشر، تحت عناوين مذهبية أو قومية، لأن ذلك لن ينتج إلا المزيد من الدماء والدمار، وسيؤدي الى تقسيم المنطقة وإفقارها، وجعلها أسيرة الفتن، وسيثير شهية أعداء هذه الأمة للانقضاض عليها”.
من جانبه قال العلامة الشيخ عفيف النابلسي: "نتنياهو يريد أن يشعل المنطقة أكثر مما هي مشتعلة، ويتوسل أميركا وجيوش الغرب للتدخل لضرب إيران.. تركيا تلعب دور الجنرال وتريد للعثمانية أن تعود بالدم والقضم والهدم والسرقة.. الأردن، الموظف الأمني عند المخابرات الاميركية، يساعد العدو الإسرائيلي على إنشاء منطقة عازلة وشريط حدودي في منطقة القنيطرة ويقدم العون لـ”جبهة النصرة” الملتصقة بـ”القاعدة” والمصنفة على لوائح الإرهاب الدولي.. السعودية تريد حلفاً يبعد عنها شبح الحوثيين والإخوان ولا تري حرجاً أن تتحالف مع القاعدة في اليمن، ولا تخجل أن تتعاون مع العدو الإسرائيلي لضرب إيران، وقد نشرت بعض الصحف العبرية مقالات تشير الى علاقة قوية تربط هذه الأيام الكيان الصهيوني بالسعودية”.
وقال النابلسي: "المسألة ليست استدراجاً من أحدهما للآخر وإنما تعاقد مصلحي بين نظامين وظيفيين محميين من قبل الولايات المتحدة الأميركية، ويجدان في الجمهورية الاسلامية في ايران تهديداً لهما على مستوى الوجود والدور والنفوذ. المهم أن نقرأ تطورات المنطقة بوعي شديد لنحمي بلدنا وأهلنا وأمتنا من فوضى وفتن يهرم فيها الكبير، ويشيب فيها الصغير”.
أما الأمين العام لـ”الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة” الشيخ ماهر حمود (من أهل السنة) في خطبته بمسجد القدس بمدينة صيدا، اعتبر أن المشهد المضحك المبكي أن يلغي "عرب اميركا” أنفسهم بالمطلق ليصبحوا اقل من حجر شطرنج في يد الأميركي”، واصفًا حال هؤلاء "كأنهم طفل صغير يشعر بالرعب من قصة خيالية يرويها لهم المربي، فيعمد الى الاختباء بحضنه طلبا للنجاة من القصة الخيالية التي يرويها هو بنفسه”، وقال: "استطاع الاميركي ان يؤلب العرب على ايران فيجعلهم يعتقدون فعلا ان الخطر الداهم عليهم هو ايران وليس "اسرائيل” ولا اميركا ولا اية جهة، وعندما تكتمل القصة الخيالية لا يجد الطفل الخائف له ملاذا إلا الحضن الذي اخافه وروي له القصة”.
الى ذلك قال رئيس الهيئة الشرعية في حزب الله الشيخ يزبك: "إنّ” الشيطان الأكبر أميركا وأتباعه من الغرب والناعقين واللاهثين خلفه في المنطقة يتآمرون على مجتمعاتنا لتدميرها وإشعال الفتن والحروب فيها ويتباهون بتدريب أعداء الأمة ووحدتها”.
واعتبر أنّ "حركة رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو ومن خلفه الصهيونية لمنع حصول اتفاق حول الملف النووي الإيراني والتحريض المستمر على الذين يرفضون وجود الكيان الغاصب تجري بذرائع كاذبة مضللة، ولم يعد خافياً التبني والدعم الصهيوني لـ”داعش” و”النصرة” وتفريعاتهما للحؤول دون التعايش في المنطقة”.
ورأى المفتي الجعفري الشيخ أحمد قبلان، أن "المنطقة كلها وسط البركان، واللهيب مستعر في داخلها ويحاوطها من كل الجهات، في ظل ازدحام التحديات وتزايد المخاطر التي جسدتها ظواهر تكفيرية وظلامية بدأت مع تنظيم القاعدة ولن تنتهي بالداعشية.. واكد أن "ما يجري الآن في العراق وسوريا يؤكد على أن مخططات ومشاريع استهداف المنطقة التي صنعتها مدارس تكفيرية، وخرجتها أجهزة مخابراتية، زرعتها ومولتها جهات دولية وإقليمية أصبحت مكشوفة، وغايتها أن ترى دولنا تتهدم وتحترق وشعوبنا تحترب وتتناحر، وتراثنا يندثر وثرواتنا تنتهب”.
ودعا قبلان الجميع الى "التكاتف وتجاوز كل الخلافات العربية - العربية والإسلامية - الإسلامية، والوقوف جبهة واحدة في وجه هذا المخطط الجهنمي والتدميري، ووقف كل هذه الخطابات اللامسؤولة، والتحريضات والاتهامات غير المبررة التي تشتت شمل الأمة وتفرقها أحلافا ومحاور تتناحر في ما بينها، فيما المطلوب هو وحدة الصف العربي والإسلامي لمواجهة مشاريع التقسيم والتفتيت ورسم الخرائط الجديدة”.