سليماني القائد الرمز الاسلامي والاممي
قد يقف القلم عاجزا عن توصيف رجل قائد فذ كسليماني الذي هو ليس كأي قائد من القادة فكل الصفات المجيدة في حقه من شجاعة وايمان وتفاني وذكاء وغيرها لم تبلغ كنهه وما قاله الامام الخامنئي بمناسبة الذكرى السنوية الثالثة لاستشهاده في توصفيه، يكشف عظمة هذا الرجل حين ركز على جانب الاخلاص فيه بالقول: "كان اخلاص الشهيد اسمى من كل هذه الصفات وهذا ما جعل الباري تعالى ان يضعه في مثل هذه المكانة من الاحترام في هذا العالم، بينما أجره في الاخرة بحيث لا يتصوره العقل البشري".
حقا انه قائد استثنائي ترك بصماته ليس في ربوع المنطقة فحسب بل في ربوع العالم اجمع وقد عشقه الجميع لشدة اخلاصه وتفاينه من اجل قضايا الشعوب والانسانية ويوم تعرضت شركة الكهرباء الوطنية الفنزويلية لحملة سايبرية اميركية شلت البلد، حضر الى هذا البلد وعرض خدماته لرفع هذه المشكلة وحينها وصل الخبراء الايرانيين الى هناك وعالجوا المشكلة.
فالشهيد سليماني لم يكن قائد ميدانيا فحسب بل كان منظرا وصاحب رؤية استراتيجية ثاقبة وهذا ما يفتقده عادة قادة الميادين اضافة الى روح المعنوية العالية التي كان يحملها لتزيد من عظمة هذا الرجل الالهي. فحضوره الميداني المباشر في الخطوط الامامية لجبهات القتال سواء في ايران او العراق او سوريا او لبنان امر غير معهود وغير مسبوق لان قادة الميدان اعتادوا على ادارة المعارك من غرف العمليات وليس في سوح المواجهة.
لقد تصور الاميركان الجهلة والاغبياء ومن حالفهم في التخطيط والتنفيذ للقيام بعملية الاغتيال الغادرة للقادة الشهداء بانهم سيقضون على محور المقاومة ويتخلصون منه لانهم يجهلون معنى الشهادة وما سيكون لدم الشهيد من بركات كبيرة يولد بعدها الآلاف من القادة من امثال الشهيد سليماني وابو مهدي المهندس الذين يواصلون المشوار بعزيمة اقوى للقضاء على قوى الاستكبار العالمي واذنابه.
لقد استشهد سليماني ورفيق دربه الشهيد ابو مهدي المهندس وبقية رفاقهم الاعزاء على يد اشقى الاشقياء في العالم المجرم الارهابي ترامب الذي ستمتد اليه يد الانتقام الالهية عاجلا ام آجلا ومن شاركه في هذه الجريمة الاثمة وهم اليوم يندبون حظهم العاثر ويعيشون في عزلة كأداء خارج مجتمعاتهم ينتظرون في أية لحظة رصاصة الانتقام الالهية التي ستنهي حياتهم الذليلة المخزية، لان الانتقام من هؤلاء المجرمين الارهابيين لن يشطب من جدول اعمال ايران الاسلامية.
وشباب العالم الاسلامي ممن تتلمذ في مدرسة الشهيد سليماني وكذلك انصاره ومحبيه وقد يحدث ذلك حتى من داخل البيت الاميركي كما حدث للمرتد سلمان رشدي. لقد اسس الشهيد سليماني مدرسة جهادية عصرية وجبهة عريضة انبثق منها درعا اقليميا وعالميا لمواجهة الاستكبار العالمي واطماعه التي لا تنتهي وان الاعداء يهابونه اليوم اكثر من الجنرال سليماني في حياته لانه اصبح رمزا خالدا في التاريخ. لقد بكته السماء كالارض يوم استشهاده وان مزاره اليوم اصبح كمزار الصالحين والاولياء يفدون لزيارته دون انقطاع وها اليوم وفي الذكرى الثالثة لاستشهاده يحتشد حول مضجعة الالاف المؤلفة من الزوار الايرانيين وغير الايرانيين الذين جاؤوا من سبعين دولة للاحتفاء بهذه المناسبة المؤلمة.
فسلام عليه يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيا.