زيارة وفد الوكالة الذرية الى ايران ... هل يختار الغرب التعقل ؟
فريد عبدالله
قبل شهر من الآن أصدر مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية قرارا ضد ايران، وكانت الذريعة هي ان ايران لم تتعاون مع الوكالة الذرية قبل 20 عاما بشأن 3 أمكنة وجدت فيها بقايا يورانيوم مخصب .
والحقيقة ان هذه القصة لها ظلعين ، ظلع في الوكالة الدولية وظلع آخر في تل ابيب التي ترسم خارطة عمل الوكالة الذرية .
وصل فريق من خبراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية الى طهران خلال الاسبوع الحالي للتباحث بشأن هذه القضية بهدف الفصل فيها، و غادر الوفد لاحقا طهران عائدا الى فيينا .
وقال المندوب الروسي لدى المؤسسات الدولية في فيينا ميخائيل اوليانوف، ان احدا لا يتوقع انفراجة من هذه الزيارة ونتائجها ، في اشارة منه الى امكانية العودة الى طاولة المفاوضات في فيينا.
من الطبيعي ان تكون لدى ايران هواجس بشأن العودة الى طاولة المفاوضات ، فالغربيين لم يتركوا قضية خلال الفترة الماضية الا وفرضوا بسببها حظرا اضافيا على ايران ، كما انهم باتوا يربطون الان بين القضية النووية وبين قضايا بعيدة كل البعد عنها مثل الاحداث الداخلية الايرانية .
وردا على هذه الاجراءات الغربية اتخذت ايران اجراءات للرد ومنها زيادة حجم اليورانيوم المخصب بنسبة 60 بالمئة وتركيب سلاسل جديدة من اجهزة الطرد المركزي الحديثة ويوم السبت الماضي اعلن رئيس منظمة الطاقة الذرية الايرانية محمد اسلامي ان حجم تخصيب اليورانيوم في ايران اصبح ضعف حجم التخصيب في السابق.
يقول نائب رئيس منظمة الطاقة الذرية الايرانية بهروز كمالوندي ان اجهزة الطرد المركزي الايرانية من الجيل الجديد هي في افضل احوالها وهذا يعني ان خبراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية سيتفاجئون بمفاجئات جديدة كلما زاروا ايران فيما يخص تطور البرنامج النووي الايراني.
وفي تصريح مماثل ايضا قال احد المدراء الآخرين في منظمة الطاقة الذرية الايرانية ان هذه المنظمة تنوي التحول من مؤسسة للابحاث الى مؤسسة صناعية، وهذا الكلام يعني مضي الوقت واهدار الفرص والمماطلة والتسويف الاميركي والاوروبي يضر بالجانب الغربي والاوروبي اكثر من اية جهة اخرى.
لقد تغلبت ايران على محنتها الداخلية التي تسبب بها الغربيون انفسهم وهي احداث الشغب والان فان اية اوهام غربية حول امكانية تراجع ايران عن مواقفها المبدئية وخطوطها الحمراء ستزيد فقط من حجم الصدمة التي سيتلقاها هؤلاء .
ولربما حان الوقت لكي تضع الوكالة الدولية للطاقة الذرية نهجها المسيس في التعامل مع الملف الايراني جانبا ، اذا اراد الغرب التوصل الى حل في هذه القضية، فتغلب ايران على الاضطرابات الداخلية اسقط السلاح الاخير الذي كان في يد هؤلاء وهو الضغط من الداخل لتغيير القرار الايراني .