kayhan.ir

رمز الخبر: 159239
تأريخ النشر : 2022October28 - 20:45

الحليم تكفيه الاشارة

حسين شريعتمداري

الكارثة المؤلمة التي  سببتها الهجمة الارهابية على زوار حرم "احمد بن موسى" والمعروف بـ"شاهجراغ" والتي خلفت 15 زائراً وجرح عشرين آخرين، يستوجب ان نسلط  الضوء على مسببي هذه المجزرة المهولة، لنقرأ!

1 ـ من المؤكد ودون اي ترديد فان واحدة من دوافع منفذي هذه الجريمة النكراء في قلوبهم المشحونة بالحقد  تجاه الاسلام واهل البيت(ع). ولنعرج على الهوية المفضوحة لبعض منفذي اعمال الشغب الاخيرة! فماذا نرى؟

توجيه الاهانات الواضحة لمقدسات الاسلام والتغريدات المتتالية في اهانة الساحة المقدسة للامام الحسين عليه السلام. ومهاجمة الحسينيات، وحرق القرآن، ونزع تشادور النساء، وحرق سيارات الاسعاف التي تحمل المرضى، وقتل الناس في الازقة والاسواق بسلاح بارد ورصاص وحي و... ولتكن الاجابة مستلة من الضمير ـ وليس حتى من الاعتقادات الدينية ـ على هذا التساؤل؛ هل ان الهجوم الارهابي على الزوار المظلومين في مرقد شاهجراغ (ع) مستبعد من اشخاص بهذه الخصوصيات؟!

2 ـ لربما توجه اصابع الاتهام نحو الارهاب التكفيري الداعشي. فلا نقاش في ذلك! وهذا كذلك احتمال، اذ هناك في ملف الارهابيين التكفيريين نماذج مشابهة. الا ان السؤال الآتي هو ما الذي يفتقده مثيرو الشغب التي وقعت مؤخرا من الخصوصيات القذرة. وأي من صفات تنظيم داعش الوحشية لا يمتلكونها؟! فكانت اميركا واسرائيل و آل سعود من الداعمين الاساس لتنظيم داعش، ألم تداعم نفس تلك الحكومات الفاسدة قاتلة الاطفال بكل قدرتها لمثيري الشغب؟! نعم هنالك تباين!  ورغم ان ارهابيي داعش لا يؤمنون بالاسلام والقرآن ولكن ولاجل حفظ الظاهر لا يقومون بحرق المصاحف، وكذلك لاجل هذه  الموائمة لا ينزعون الحجاب من النساء المحجبات! الا ان الغوغائيين قد اضافوا هاتين الخصلتين القذرتين الى الخصوصيات القذرة لعصابات داعش!

3 ـ لو لم يكن هناك تساهل  في التعامل وتم تطبيق الحزم مع مثيري الشغب، وان لم تدعم بعض  الشخصيات السياسية جراء جهلهم وفقدانهم للثقة بانفسهم بتساهلهم بوضع  اضعف الاحتمالات بالحمل على محمل حسن بخصوص الغوغائيين سواء تصريحاً ام تلميحا، ولو لم يعتبروا مهاجمة اموال واعراض ونفوس الناس بانه "احتجاج"! لكان من المؤكد ان يتم اعتقال  الارهابيين الذين هاجموا زوار حرم شاهجراغ عليه السلام من بين مثيري الشغب، ولسلبت فرصة ارتكاب الجريمة اول امس من هذه الجرثومة الفاسدة.

4 ـ وما أقرب شهادة الشيخ البهائي (ره) في وصف  ما اشرنا إليه:

تتوق النفس لعلم لدني

فعلمني ان استوعبت العبارة

فقلت البدء بحرف الألف

والحليم تكفيه الاشارة