kayhan.ir

رمز الخبر: 158388
تأريخ النشر : 2022October14 - 20:12

مستقبل الكيان الصهيوني في حرب عالمية محتملة

د. جمال زهران

تواترت أنباء، بشأن اختفاء «غواصة يوم القيامة» الروسية النووية، والتي كانت محلّ رصد كلّ الأقمار الصناعية الغربية فوق روسيا، وفجأة اختفت من الشاشات، وأصبحت خارج المتابعة. وتردّد أنّ هذه الغواصة قد اتجهت تحت مياه القطب الشمالي، في الوقت نفسه الذي وقعت حرب روسية ضدّ الأقمار الصناعية للتشويش عليها، بحيث لا تستطيع متابعة التحركات النووية الروسية، وهذا أمر في منتهى الخطورة لا تدرك عواقبه!

فضلاً عن خبر آخر، يتركز في تحرّك قطار روسيا النووي، تجاه أوكرانيا، وأنّ هناك عدة هجمات شديدة العنف من روسيا، على العاصمة الأوكرانية (كييف)، في الوقت ذاته يتمّ تمرير الأخبار بشأن التحركات النووية!

والسؤال: ماذا تقول هذه الأخبار، وانتشارها كالهشيم في نشرات أخبار العالم؟! الإجابة بوضوح.. أنّ روسيا تصرّ إصراراً بلا رجعة على الانتصار الحاسم والساحق على الغرب وأميركا، والتهديد بالنووي، هو رسالة لهذا الغرب، بأنّ روسيا لن تتردّد في استخدام السلاح النووي إذا لزم الأمر عند استمرار عناد الغرب الاستعماريّ وأميركا قائدته. ولعلّ مَن شاهد واستمع لخطاب بوتين الأخير، يخلص بسهولة إلى هذا الإصرار الروسي على النصر، وفرض النظام الدولي الجديد بآلياته الجديدة، وسيكون نظاماً حقيقياً، تحتلّ روسيا والصين، موقع القمة فيه.

على الجانب الآخر، فقد حدّدت في مقال سابق، أن الإقليم العربي والإقليم الشرق أوسطي، سيكون، مع أوروبا، هو أرض المعركة للحرب العالمية الثالثة والمحتملة. ولكن لفت نظري مستقبل الكيان الصهيونيّ في ظل هذه الحرب المحتملة؟ خاصة وأنّ منطقتي العرب وأوروبا، هما الأكثر احتمالاً للدمار!!

فكما هو معروف أنّ إنشاء الكيان الصهيونيّ على جزء من أرض فلسطين، كان نتاجاً للحرب العالمية الثانية، فهل يمكن القول بأنّ زوال هذا الكيان هو النتاج للحرب العالمية الثالثة المحتملة؟

يمكن الإشارة إلى أنّ هناك حالة عداء بين روسيا والكيان الصهيوني، منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية في شباط/ فبراير الماضي (2022)، وحتى الآن. وقد بذلت «إسرائيل» جهوداً ضخمة لرأب الصدع في العلاقات، ومارست ضغوطاً على الرئيس (بوتين)، إلا أنها فشلت، وتمّ إغلاق الوكالة اليهودية في روسيا، وبشكل نهائيّ، وطردها من روسيا. وكان ذلك بسبب قيام «إسرائيل» بدعم أوكرانيا بالسلاح، وبالقوات، وبتقديم تسهيلات لوجستية ومنها التدريبات وغيرها. وعندما تأكدت روسيا من ذلك، أعلنت غضبها على «إسرائيل»، واتخذت إجراءات ضدّها، كما سبق أن نشرت ذلك تفصيلاً في مقال سابق. ووصلت العلاقات إلى طريق مسدود، لدرجة صدور تهديدات روسية ضدّ «إسرائيل»، بخصوص الاعتداءات المتكررة على سورية، سواء هجماتها المتكررة على مطاري: دمشق، وحلب، وهي مواقع مدنيّة، في الوقت نفسه يواصل الكيان الصهيوني، عداءه لروسيا، باستمرار دعم أوكرانيا، والانحياز التام لأميركا وأوروبا!

ومن ثم، فإنّ الكيان الصهيونيّ، خرج من دائرة الدعم الروسي لاستمراره، في الإقليم، كما كان سائداً من قبل.

وبالمقارنة بحالة الإقليم، بعد الحرب العالمية الثانية، ومع تزايد دعوات الاستقلال والتحرير، وضعف الدول العربية التي تعرّضت لهزيمة فادحة عام 1948، وفرض الكيان الصهيوني بالقوة والدعم الإنجليزي.

وها هي رئيسة وزراء بريطانيا الجديدة (ليزا)، فقد أفصحت بوضوح عن صهيونيّتها وحبّها ودعمها لـ «إسرائيل»، وضمان أمنها للأبد!!

فها هي بريطانيا والغرب الاستعماري، زرعا الكيان الصهيوني، ليكون خنجراً في ظهر العرب للحيلولة دون تحقيق وحدتهم للأبد!!

فلم يكن يوجد بعد الحرب العالمية الثانية، محور للمقاومة، في الإقليم، والذي يتركز على هدف استراتيجي وهو مواجهة الكيان الصهيوني، وتحرير فلسطين كاملة، والوصول بالمواجهة حتى إزالة هذا الكيان. على عكس اليوم، حيث يوجد هذا المحور ممثلاً في حزب الله والدولة اللبنانية، وسورية المقاومة، والعراق المقاومة، ومن خلفهم إيران المقاومة، وفي المقدمة كلّ حركات المقاومة الفلسطينية، وفصائلها، والداعمون لهم دولياً، ويتمثلون في روسيا والصين.

لذلك فإنّ توقعاتي، حال وقوع حرب عالمية ثالثة ومحتملة، وبالمقارنة بين حالتي الإقليم بعد الحرب العالمية الثانية بما هو حادث ومحتمل الآن، وفي ظل حالة العداء بين روسيا والكيان الصهيوني، ووجود محور للمقاومة ضد الكيان الصهيوني. لذلك فإنّ الاحتمال الأكبر هو تعرّض هذا الكيان لهجوم شامل أثناء اندلاع الحرب المحتملة، قد يودي به، ويزيله من الوجود تماماً، وتتحرر فلسطين كاملة من البحر إلى النهر. وكما أتت الحرب العالمية الثانية، بهذا الكيان، فإن الحرب العالمية الثالثة المحتملة، قد تودي به، وتزيله تماماً من الوجود. وآنذاك سندرك، أن الاستعمار الغربيّ، في طريقه للزوال التام من وطننا العربي. وأن روسيا بدخولها أوكرانيا، كانت البداية لتحرير فلسطين وزوال الكيان الصهيوني، الأمر الذي يدعو إلى المسارعة العربية الشاملة، ومعها الإقليم الشرق أوسطي، إلى دعم روسيا في حربها العالمية.