خبيردولي: اعمال الشغب کانت منسقة بين المعارضة واميركا والكيان الصهيوني
طهران/فارس:- أكد الخبير الایراني في الشؤون الإقليمية والدولية، الدكتور مسعود أسداللهي ان اعمال الشغب الاخيرة كانت منسقة ومخططة لها بين المعارضة وجهات خارجية كالولايات المتحدة والكيان الصهيوني وبعض الدول ممن كانوا يراهنون على اثارة الفتنة في ايران،
وقال الخبير الایراني في الشؤون الإقليمية والدولية، الدكتور مسعود أسداللهي، في حوار خاص اجرته معه مراسلة وكالة أنباء فارس، "وردة سعد":
فارس: شهدت شوارع بعض المدن الايرانية مظاهرات من محتجين اتخذوا من حادثة وفاة فتاة كردية ذريعة لاحتجاجاتهم.. بينما ترافق ذلك مع حملة اعلامية منسقة من مئات القنوات ومواقع التواصل الاجتماعي.. فهل تعتقدون ان الامر كان صدفة وفي اطار التضامن ام انه استهداف ممنهج لارباك الداخل الايراني؟
أسد اللهي: العمل لم يكن صدفة على الاطلاق، بل كان مدروسا ومخططا، وذات ابعاد مختلفة، بعد اعمال الشغب الاخيرة في اواخر عام 2019 كانت المعارضة الايرانية تسعى لاستمرار اعمال الشغب في ايران، ولكن بسبب جائحة كورونا تغير الوضع، وهذه الظروف الجديدة خاصة بسبب اغلاق المدارس والجامعات والتجمعات، لم تستطع المعارضة الايرانية اثارة الشغب في ايران..واجهت الدولة والحكومة في ايران جائحة كورونا، وتحسنت ظروف ايران بشكل ملحوظ جدا...فهذه السنة بأيلول فتحت المدارس والجامعات والمراكز التعليمية، فحاولت المعارضة الايرانية استغلال هذا الامر لتبدأ مرة اخرى بأعمال الشغب، وخلق فوضى في ايران، لذلك هم خططوا منذ اشهر، منذ بداية الربيع حتى الآن لاجراء خطة متنوعة ذات ابعاد مختلفة سياسية اعلامية عسكرية امنية، وحددوا موعد بداية السنة الدراسية بهدف تحريض الشباب للنزول الى الشوارع، والبدء بأعمال الشغب، بنية افشال كل جهود الحكومة الايرانية من ناحية الاقتصاد والاستقرار وتحسين الوضع المعيشي و خلق الفوضى...ولكن كل هذا بنظرهم كان يحتاج الى حادثة يستغلونها وذريعة لبدء اعمال الشغب، وكما في كل دول العالم سيما ذات المساحة الجغرافية الواسعة يحصل حوادث متنوعة كالفيضانات والزلازل وغيرها اي حوادث اما طبيعية او غير طبيعية...قبل ايام من العام الدراسي حصلت حادثة وفاة مهسا اميني التي توفت بسبب مرضها في احدى المسشتفيات، اي لسبب طبيعي كما تظهر اشرطة الفيديو بأنها لم تتعرض لاي عنف مركز الشرطة بل كان كلاما عاديا بينها وبين الشرطية، بالصدفة كانت الفتاة كردية وهذا ما استغلته اكثر المعارضة ونشروا بأن هذه الفتاة قتلت تحت التعذيب، وبدأوا بأعمال الشغب، وبدأت الاحداث بإيران لمدة اسبوعين...اذن هذه الاعمال كانت منسقة بين المعارضة الايرانية وجهات خارجية كالولايات المتحدة والعدو الاسرائيلي وبعض الدول ممن كانوا يراهنون على الفتنة في ايران، معتبرين ان هناك معارضة شديدة من كل الشعب الايراني، فقد كانوا يشبهون الخليجية ايران ببرميل بارود وبحاجة الى عود كبريت لاشعالها..ترافقت هذه الاحداث مع حرب شعواء اعلامية وبالعالم الافتراضي، وكلها اكاذيب وخداع، مستخدمين فيها الحيل الاعلامية، وحتى في العالم الافتراضي نشروا مئات الفيديوهات والاخبار غير الصحيحة وحتى غير موجودة في الواقع..هدف المعارضة الايرانية كان يختلف الى حد ما عن هدف الاميركي، بمعنى ان الغربيين وصلوا منذ فترة طويلة الى ان اسقاط النظام في ايران مستحيل بسبب الدعم الشعبي الواسع للنظام، ولذلك حاليا رغم امنيتهم بإسقاط النظام، هم يبحثون عن شيء آخر، هم يريدون خلق الفوضى في ايران لهدفين : _ الاول : تجزئة ايران الى اكثر من خمسة بلدان. الثاني: الضغط على الحكومة الايرانية للتنازل في ملفات مختلفة كالملف النووي، الاقليمي، الدولي...بالمقابل المعارضة الايرانية ليست معارضة موحدة وبينهم عداوة كبيرة، ونحن رأينا هذه العداوة عندما تظاهرت المعارضة الايرانية امام السفارة الايرانية في لندن، وهناك بدأوا بالعراك واشتباك عنيف بين بعضهم البعض، وحتى هاجموا الشرطة البريطانية، وتبين ان هؤلاء ليسوا على قلب واحد بل كل يغني على ليلاه، فهناك من منافقي خلق، ومن منظمات كردية، ومن منظمات قومية اخرى، ومن منظمات تسمى (الحرية والديموقراطية، وحقوق الانسان، وحقوق المرأة)، بمعنى ان ليس هناك وحدة بينهم، وكل فريق منهم يفكر بأنه هو البديل عن النظام.
فارس: سبق للقائد الامام السيد علي الخامنئي (دام ظله الشريف) ان نبه الى خطورة الحرب الناعمة او الحرب الثقافية ضد مقدسات الامة وعقيدتها الاسلامية، فهل ترى ان ما شهدناه في الايام الاخيرة هو احدى صور هذه الحرب المستمرة؟ وهل كان الشعب الايراني المؤمن على مستوى التحدي لحماية الثورة التي تمثل القيم والعقيدة الاسلامية؟
أسد اللهي: سماحة الامام السيد علي الخامنئي كان اول من نبه وحذر لمقولة جديدة تحمل اسم "الحرب الناعمة" ، في وقت الاميركي يستخدم مصطلح "القوة الناعمة" ولكن استخدام هذه القوة الناعمة ضد الآخرين هي حرب خطيرة جدا، لان في هذه الحرب يوجد التباس في كل الامور، والفرد المستهدف يقوم بهذه الاعمال متصورا بأنها صحيحة ولكن من دون ان ينتبه هو يطبق ما يريده الآخر من هذه الحرب الناعمة، وهذا كله ضد مصالح الشعوب، لذلك سماحة السيد القائد منذ فترة طويلة وفي كل المناسبات يتحدث عن الغزو الثقافي، عن الحرب الناعمة، ودائما ينبه المسؤولين واصحاب مراكز القرار في الجوانب الثقافية والعلمية والاعلامية في ايران للانتباه من هذه الحرب وكيفية مواجهتها، لذلك في الايام الاخيرة عندما واجهنا هذه الاحداث، وجدناها مؤامرة كبيرة ذات ابعاد مختلفة.. البعد الاكبر هو بعد الحرب الناعمة فيها، ولكن فيها الحرب الأمنية، الاقتصادية، الاعلامية، والعسكرية، اي كانت خطة متكاملة، ولكن ركيزتها الاساسية كانت الحرب المعرفية خاصة ان ايران كأي بلد آخر الجيل الجديد اي تحت ال25 عاما لا يعرف شيئا عن تاريخ بلاده، لا يدقق ولا يقرأ كثیرا، والجيل الجديد في العالم بسبب الهواتف الذكية معظم وقته يصرفه في متابعة العالم الافتراضي بأشكاله المختلفة، وهذا الفضاء الافتراضي لا يوجد اي رقابة عليها فيمكن لأي شخص ان ينشر ما يريد بدون اي حدود، بدون اي حسيب و لا رقيب، ودائما ينشرون اكاذيب ليحرفوا عقول الشباب عن الحقيقة، ويحرضوه ليتفاعل مع التحريض، وينزل الى الشارع بدون معرفة ما وراء هذا النزول، ولذلك هذه الاحداث كانت تشير الى مؤامرة كبيرة ذات ابعاد مختلفة ركيزتها الاساسية الحرب الناعمة.
فارس: هذه الحرب لا يبدو انها ستتوقف يوما ما دامت الجمهورية الاسلامية راسخة ومتمسكة بعقيدة الاسلام وحقوق المسلمين.. فما هو المطلوب من المثقفين والناشطين والقوى في المجتمعات الاسلامية وفي كل مكان لمواجهة هذا التحدي وتلك الحرب النوعية على الامة؟
أسد اللهي: ان من مواصفات وركائز الجمهورية الاسلامية، هي "الاستقلال والحرية الوطنية" خاصة في اتخاذ القرارات، نحن اسقطنا نظام الشاه الذي كان عميلا لاميركا ولاسرائيل في المنطقة، لم يكن لديه قرار حر، وأصلا لم يكن يبحث عن الاستقلال، الشاه كان يريد ان يبقى في الحكم، وكان مثل الكثير من قادة العرب الذين كانوا يظنون بأن تحالفهم مع اميركا واسرائيل سيبقيهم في الحكم... لذلك عندما اسقط الشعب نظام الشاه كانت ضربة قاضية للمشاريع الاميركية والصهيونية في المنطقة، وكانوا قد بدأوا قبل ايام من انتصار الثورة بمواجهة الثورة والجمهورية التي سميت بإسم الجمهورية الاسلامية بعد فترة وجيزة من انتصار الثورة الاسلامية...طالما الجمهورية باقية على مبادئها التي ينص عليها الدستور الايراني وضمن التوجيهات التي ارساها الامام الخميني (رض)، وضمن مواقف السيد القائد الامام الخامنئي اطال الله بعمره الشريف، طالما الجمهورية الاسلامية ملتزمة بهذه المبادئ فستستمر هذه المؤامرات عليها، ونحن ندفع ثمن الصمود والحفاظ على المبادئ خاصة في الملفات الاقليمية من دعم القضية الفلسطينية، من رفض المشاريع الصهيونية، من مواجهة الخطر التكفيري، كل هذه الركائز لها قاعدة متينة في السياستين الخارجية والداخلية لايران..لذلك لا يوجد اي قبول من قبل النظام الرأسمالي الاستكباري العالمي مع الجمهورية الاسلامية بهذه المواصفات.. صحيح ان هناك بلدان اخرى كالجمهورية الاسلامية في باكستان او موريتانيا ولكنها هي اسماء رسمية للبلاد، بمعنى لا تدل هذه الاسماء على مواقف سياسية محددة او منهج محدد فی رفض الهيمنة الاميركية والمشروع الصهيوني... بالمقابل الجمهورية الاسلامية في ايران متمسكة بمبادئها التي تدل على هوية النظام، ولا يمكن تصور الجمهورية الاسلامية في ايران انها لا تدعم القضايا العادلة، ومواجهة الاستكبار العالمي والمحتل الصهيوني، لذلك نحن ندفع ثمن هذه المبادئ و المواقف ونرضى بذلك، والشعب الايراني عندما يدعم النظام يعني يدعم كل سياساته خاصة السياسات الرئيسية والمبادئ، ربما يكون هناك تحفظ على تصرفات مسؤول ما او وزير او الحكومة ككل، ولكن بالنسبة لمبادئ الجمهورية الاسلامية ومبادئ الثورة الاسلامية لا يوجد اي خلاف بين الشعب الايراني وقيادته، بل هم يدعمونه في ذلك..في كل بلد هناك معارضة، في ايران لا يوجد معارضة قوية ولا يوجد لها اي شعبية، ولذلك هذه المعارضة تقوم بكل فترة بأعمال شغب، ومحاولة لاسقاط النظام يتعرضون فيها لهزيمة نكراء، فتصبح معارضة مفضوحة، وهم بالنهاية مرتزقة ويأخذون أموالا من الخارج لتطبيق اعمال الشغب والفوضى في ايران، يقومون بذلك دون خجل، دون اي احساس بالمسؤولية، لذلك اصبحوا عملاء بيد امريكا واسرائيل وبعض البلدان الخليجية.
فارس: الاعلام كان حاضرا في المواجهة الاخيرة كما سبق القول وكما هو في كل المعارك والمواجهات التي يخوضها محور المقاومة في كل ميادين المواجهة مع الامبريالية والصهيونية والارهاب.. لكن ميزان القوى ووسائل الحرب ليست متكافئة، فكيف يمكن تطوير ادواتنا الاعلامية واساليب العمل، لسد هذه الثغرة، على مستوى التدريب وتأمين المستلزمات، والاهم وضع استراتيجية اعلامية واضحة؟
أسد اللهي: بشكل عام الكل يعرف ويعترف نحن اقوياء جدا في ميادين المواجهة، ولكن ضعفاء في الحرب الاعلامية والامكانيات الاعلامية، وحتى في موضوع معرفة اساليب العمل الاعلامي الصحيح، لا توجد استراتيجية اعلامية واضحة، وهذا يحتاج الى بنى اعلامية واضحة وخاصة تجربة اعلامية والفهم العميق لموضوع الاعلام، هذا ليس اهانة لمحور المقاومة، هذا بيان واقع..في عهد الامام علي بن ابي طالب(ع) وعينا بأنه لم يكن ضعيفا في المواجهة السياسية والعسكرية مع معاوية او مع الاعداء ككل، ولكن في موضوع الاعلام حسب ظروف ذلك الزمن، معاوية كان يفوز بالحرب الاعلامية وقام بحرب نفسية ضد امير المؤمنين(ع) سيما في بلاد الشام، ولذلك عندما استشهد الامام علي(ع) في محراب الكوفة اثناء صلاة الفجر، وعندما وصل الخبر الى الشام، المسلمون هناك قالوا واستغربوا هل كان علي بن اب طالب يصلي حتى يقتل في مسجد؟! اي معاوية ضمن الحيل الاعلامية كان يصور الامام علي (ع) وكأنه خارج عن الدين والعياذ بالله، رغم انه كان بالنسبة لهم من الخلفاء الراشدين ، وهذا من اغرب الاحداث في التاريخ البشري. الامام علي (ع) الذي كان ولا يزال نموذج الانسان الكامل، كان يتعرض لحرب ناعمة، حرب نفسية، حرب اعلامية، ولكن كان يصور والعياذ بالله على انه انسان مجرم، تارك للصلاة، لماذا؟ لان كل هذه الحروب الناعمة و الإعلامية و النفسية تقوم على الكذب، على الخداع، على تحريض الناس، على استغلال جهل الناس... وبالطبع من هو مؤمن وملتزم بالاحكام الفقهية لا يتأثر بهذه الافتراءات والاتهامات، لانها تتعارض مع القيم الاخلاقية للمؤمنين..اذن في كل العصور والازمنة جبهة الحق، جبهة الايمان، دائما هي اضعف من الجبهة الاخرى في مجال الإعلام، لماذا؟ لان الجهة المقابلة اصلا لا تؤمن بأي قيم اخلاقية وايمانية، لذلك تقول ما تشاء وتكذب وتفتري وتتهم...يجب ان نجاهد وان ننظم كل جهودنا لرفع المستوى الاعلامي عند الوسائل الاعلامية التي تتعلق بمحور المقاومة وهذا واجبنا، وقد استخدم السيد القائد مصطلحا جديدا منذ اشهر الا وهو "جهاد التبيين"، اي كل من يستطيع ان يشارك في هذا الجهاد عليه ان يبين الحقيقة في موضوع ما، ووجب عليه ان يتدخل في هذه الحرب، وان يعرض ما يعرف للجيل الجديد لكي لا يقعون ضحية الحرب الناعمة من قبل الاعداء. لذلك هناك وجوب وضرورة وضع استراتيجية اعلامية واضحة، وتأمين الامكانات والمستلزمات اللازمة لهذا العمل، ورفع مستوى التدريب والتعليم في المجال الاعلامي.. ولكن يجب ان نعترف انه في احسن الاحوال سنكون اضعف اعلاميا من وسائل الاعلام المعادية، هذا لا يدل على حتمية حزينة بل العكس الله تبارك وتعالى يعوض عن هذا النقص بإنتصارات إلهية اخرى نحن رأيناه بعد اربعة عقود من انتصار الثورة، رأينا في الكثير من المجالات اما في الحرب المفروضة، او في الحرب ضد زمرة منافقي خلق الارهابیة وغيرها، لم تكن الحرب فيها متكافئة، رغم انه كان عندهم كل الامكانيات... فعندما ننظر الى الوراء الى الاربعة عقود نرى ان الحصيلة النهائية هي انتصار محور المقاومة... اي حرب هي مجموعة من المعارك، خسرنا بعض المعارك ولكن في النهاية فزنا في الكثير من المعارك... لذلك يجب ان نكون جاهزين، ونعمل على الحرب الناعمة، والحرب النفسية والاعلامية، واعتمادنا على الله بتعويضنا بإمدادات الهية يعوض عن نقصنا، ولكن يجب ان نقوم بواجبنا، وعندما نقوم بواجبنا الله تبارك وتعالى يجعل البركة في جهودنا، وهذه البركة تعطي الدعم غير المرئي للمجاهدين الحقيقين في سبيل الاسلام.
فارس: استطاع الشعب الايراني العزيز ونخبه الثقافية والشابة هزيمة المشروع الاميركي الصهيوني لاستهداف الثورة من الداخل.. وخمدت المظاهرات المفتعلة بسرعة قياسية.. فما هي عناصر القوة التي تتمتع بها الثورة الاسلامية وما هي الرسائل التي حملتها المظاهرات المليونية التي ملأت شوارع المدن والبلدات لمرتين في اسبوع واحد؟
أسد الله: منذ انتصار الثورة الاسلامية واجهت السلطات في ايران كل المؤامرات بالحضور الشعبي الواسع للنظام، صحيح ان لدينا كل الاجهزة الامنية وبأفضل امكانياتها، ولكن هذه المؤامرات، هذه الاحداث الخطيرة والكبيرة، واجهناها فعندما كانت تشتد المؤامرات والازمات كان ينزل الشعب الايراني بالملايين الى الشوارع... بعكس المعارضة التي لا يمكنها حشد الا اعداد قليلة جدا...فلا تستطيع هذه المعارضة من تغيير النظام، او حتى القيام بتغيير جذري في النظام.. اول من اعترف بهزيمة هذا المشروع الاخير، بهزيمة هذه المؤامرة الاخيرة هم الصهاينة، فقد اعترفوا بعد ايام انه عمليا انتهت هذه التظاهرات، ولم تصل الى اي نتائج الا خسائر مادية وخسارة في الارواح...عندما تبينت الهوية الاصلية لهذه المعارضة امام الجيل الشاب، ومن وراءها، عاد ادراجه الى المنزل... سيما انه لا يمكن مقارنة التظاهرات الشعبية المؤيدة للنظام بالتظاهرات التي تقوم بها المعارضة وهذا ما اتضح جليا من خلال الفيديوهات التي بثتها المعارضة فقد كان هناك اعداد قليلة مثلا في مدينة طهران التي تضم حوالي عشرة ملايين نسمة كان ينزل الى الشارع مئة هنا ومئتي هناك، هم كانوا يجتمعون في اماكن يعتبرون ان لها صدى اعلامي... لان عددهم قليل كانوا كل يوم في مكان ما في حي محدد، وفي اليوم التالي نفس المجموعة تنتقل لمكان آخر، النظام كان يعرف كل هذا لذلك لم يواجههم بعنف، بل بالعكس بإسلوب النظام الحكيم تبين للشعب حقيقة هؤلاء المشاغبين، وأنهم ليسوا مؤهلين لادارة مؤسسة صغيرة، وكما كان يقول الامام الخميني(رض) هؤلاء لا يستطيعوا ان يديروا مخبز.
فارس: أجهزة الامن قامت بدورها وحافظت على رصانتها وقيمها ولم تتصرف بانفعال في مواجهة العنف الاعمى والارهاب الشيطاني لبعض المحتجين المدسوسين.. فهل ترى ان ذلك ساهم في تأكيد النهج الحضاري للجمهورية الاسلامية مقابل ما نشهده من ممارسات لاجهزة الامن في دول تدعي الديمقراطية وحقوق الانسان؟
أسد اللهي: منذ عقود خاصة في زمن عهد الامام الخامنئي (رض) كان دائما يشرف على كل ما يعتبره من منهج صحيح لمواجهة اعمال الشغب، مثلا الامام الخامنئي كان يصر على ان تنزل قوات الشرطة والتعبئة (البسيج) دون اسلحة لمواجهة اعمال شغب، وكان يطلب من قادة الشرطة وقادة الحرس وكل الاجهزة الامنية ان لا ينزلوا بأسلحتهم، رغم سقوط ضحايا من الشرطة والتعبئة... وكان يصر على ان يعطى للمتظاهر فرصة ليرى حقيقة من يحركه لهكذا اعمال، لانه يعرف بأنه لو قامت الشرطة والتعبئة بفتح النار سيتم استغلاله من قبل المعارضة، وسيكون هذا الامر كوثيقة تدين النظام بالنسبة لهم بأنه يستخدم العنف ضد المتظاهرين...اذن هي استراتيجية مدروسة وموافق عليه من قبل السيد القائد.. في البداية الاعلام الغربي والعربي ركز على هذه الاحداث وكأنها بداية نهاية النظام في ايران، ولكن بعد عشرة ايام تبين لهم العكس، ونحن نعلم بان الاعداء لا يمكن ان يتركونا بحالنا، ويدعونا مرتاحي البال في استكمال هذه المسيرة.. ولكن علينا دائما ان نمتلك الحكمة والبصيرة والاستراتيجية الواضحة لمواجهة هكذا انواع من الاعمال، وكل هذا متوفر في الجمهورية الاسلامية، لذلك لا تستمر هذه الاعمال، وبعد فترة وجيزة تنتهي تلقائيا... لان المغرر بهم من شباب تتضح لهم الحقائق بعد ايام قليلة....الشرطة والتعبئة يبحثان عن محركي هؤلاء الشباب، ولا يتم اعتقال اي شاب خاصة سيما صغار السن وواضح ان هؤلاء مغرر بهم... حتى في بعض الاوقات ان هناك نكتة داخل ايران بأن قوات الامن التي تنزل الى الشارع بلباس مدني و هم بين المتظاهرين عددهم الاكثر من المتظاهرين الاصليين (وهكذا يبدو عدد المتظاهرين اكبر بعدسة المصورين والإعلاميين(