كيف يقرأ كلام السيد نصر الله في المرحلة الراهنة؟
يرى خبراء ومراقبون أن تزامن إطلالة أمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله مع يوم وصول رد الكيان الصهيوني على يد الأميركيين للبنان بشأن ملف ترسيم الحدود اللبنانية، يؤكد بأن سمحاحة السيد نصر الله لا يريد أن يغوص في حقيقة مضمون الرد تاركا للدولة والمسؤولين أن يبلوروا طريقة التعاطي مع الرد بعد ترجمتهم للنص.
ويعتبر باحثون سياسيون، إرسال رد الكيان الصهيوني مكتوبا بيد الأميركيين إلى لبنان، بشأن ملف ترسيم الحدود، بأنه نقلة نوعية بالموقف اللبناني في ترسيخ الوقائع بشكل عملي بحيث لا يمكن الالتفاف أو المناورة عليه.
ويضيف، أن ملف ترسيم الحدود اللبنانية مع الكيان الصهيوني، تجاوز تعقيدات الملفات أخرى منها الملف الحكومي والاصطفافات السياسية، وذلك في الحديث عن إمكانية التقاء الرؤساء الثلاثة مرة أخرى في قصر بعبدا، وكذلك مبادرة رئيس الجمهورية ميشال عون بالاتصال مع رئيس مجلس النواب والحكومة بعد أن أستقبل السفيرة الأميركية لدى لبنان "دوروثي شيا".
ويلفت الباحثون السياسيون، الى أن قول السيد نصر الله بأن الدولة هي التي تأخذ القرار المناسب الذي تراه في مصلحة لبنان وفي ملف ترسيم الحدود، كان بسبب الانسجام الوطني ووحدة الموقف والثبات عليه ساهم بشكل كبير في الوصول إلى نتيجة تخدم مصلحة لبنان دون النقصان من حقه في ترسيم الحدود.
ويرى الباحثون السياسيون، من الطبيعي أن يقول السيد نصر الله إن في الأيام القادمة سيتضح خلال الايام المقبلة ما هو موقف الدولة اللبنانية في ملف ترسيم الحدود، لأن الكيان الصهيوني يوم الخميس القادم على موعد مع اجتماع الكابينة المصغرة لديه، حيث ستفصل الخيوط عن بعضها البعض وتظهر الحقيقة.
ولفت الباحثون السياسيون الى ان إشارات السيد نصر الله الى الحرب الأوكرانية وباننا أمام تطور دولي كبير سيترك آثاره على العالم، تدل على ان المطلوب من لبنان ان يكون له رؤية، ودور في العالم الجديد الذي سيتم بلورته من خلال آثار التطورات الاخيرة في العالم والمنطقة، بحيث لا يكون على هامش على هذا العالم، انما عنصر فعال فيه.
وعن تحذير السيد نصر الله من "داعش" كمشروع قائم والمحاولات الأميركية لاحياءه وحمايته، قال الباحثون السياسيون، ان السيد نصر الله، كان يريد بهذه التحذيرات ان يبين ان عمليات الترحيل والممنهج لقيادات كبيرة من "داعش" بلحظة معينة من قبل الاميركيين الى افغانستان، كانت من أجل تهئية المسرح الافغاني للحظة ما بعد انسحابها وتكريس دور "داعش" كاداة تسطيع ان تتحكم فيها في اثارة الفوضى والفتن في المنطقة.
وحول اهمية كلام امين حزب الله بما يحصل في ايران، قال الباحثون السياسيون، أن السيد نصر الله يعرف قدرارت وامكانيات ايران، وكيف اران منذ انتصار الثورة استطاعت ان تحبط الكثير من المؤامرات والمخططات الاميركية، مشيرين الى ان الاعلام السعودي والغربي ينقل صورة مفركة عن الواقع في ايران محاولة منه لتأجيل الوضع داخل ايران.
ويؤكد الباحثون السياسيون، ان رسائل السيد نصر الله وصلت لاعداء ايران، وبحيث كان مضمونها بأن هذا البلد بقيادته الحكيمة وشعبه الفطن ادرك مؤامرة ومخطط الاعداء الذي اراد استهداف الامن والاستقرار الاجتماعي والسياسي في ايران، وذلك من خلال المظاهرات المليونية المؤيدة للجمهورية الاسلامية والرافضة لاعمال الشغب، وكذلك استمرار العمليات الايرانية، العابرة للحدود التي استهدفت البؤر والخلايا الارهابية في شمال كردستان العراق لقطع ومواجهة الغرف السوداء التي تدير اعمال الشغب في ايران.
بدورهم يقول كُتاب سياسيون، إن لبنان بفضل المقاومة والموقف الموحد أصبح جزءا من المعادلة في فرض شروطه في ملف ترسيم الحدود البحرية مع الكيان الصهيوني.
ويضيف، أن لبنان سابقا كان يتبع إملاءات الولايات ومتحدة والكيان الصهيوني في ملف ترسيم الحدود، ولكن بفضل قوة المقاومة الرادعة، والموقف اللبناني الرسمي الموحد أصبح قوة تؤخذ بعين الاعتبار في فرض شروطها.
ويوضح الكاتب السياسيون، أن الكيان الصهيوني لم يعد قادرا على فرض شروطه كما كان سابقا في ملف ترسيم الحدود البحرية مع لبنان، لذا خضع لشروط الحكومة اللبنانية، وذلك بفضل فعل وقوة المقاومة الرادعة.
ويلفت الكتاب السياسيون، إلى أن هناك أجواء إيجابية للتوصل إلى حل في ملف ترسيم الحدود البحرية اللبنانية مع الكيان الصهيوني، مشيرين إلى أن السيد نصر الله تريث في أمور تفيلصة تاركا جوابها للأيام المقبلة.
وعن إشارت السيد نصر الله بخصوص انتخاب رئيس للجمهورية بالابتعاد عن رؤساء التحدي وأمله بتشكيل حكومة سواء انتخب الرئيس أم لم ينتخب، يقول الكتاب السياسيون ان السيد نصر الله اراد القول بانه لا يوجد من يملك الاغلبية في لبنان، وان هناك افرقاء اذا اتفقت سوف تتشكل الحكومة، مشيرين الى ان رسالة السيد نصر الله كانت واضحة بهذه الخصوص بأن رئيس التحدي لن يمر ومن يتغل عليه لن يحصل على مبتغاه في لبنان.
واوضح الكتاب السياسيون، أن السيد نصر الله في كلامه اعطى الاولية لمفاوضات ترسيم الحدود البحرية مع الكيان الصهيوني، بحيث أكد على عدم ذهاب لبنان الى فراغ رئاسي، وبأن تكون هناك حكومة شرعية ورئيس توافقي على الصعيد اللبناني يكون قادرا على التفاوض والوقوف بوجه اطماع الكيان الصهيوني، وتحصين ثروات لبنان.
ويؤكد الكتاب السياسيون، ان الولايات المتحدة تحاول ترسيخ الخلافات السياسية في العراق من خلال اجندتها في المنطقة، مشيرين الى ان المطلوب من الشعب العراقي أن يعي هذا المخطط وبأن لا يكون لقمة سهلة بيد واشطن التي تحاول اثارة الفتن في المنطقة حتى تصطاد من الماء العكر.
مارأيكم...
كيف يقرأ كلام الأمين العام لحزب الله بعد تسلم لبنان الرد الأميركي النهائي حول الترسيم؟
ماذا يعني كلامه عن أيام حاسمة وانتظار الموقف الذي ستتخذه الدولة بعد ترجمة النص المكتوب؟
كيف تفهم إشارته بخصوص انتخاب رئيس للجمهورية بالابتعاد عن رؤساء التحدي وأمله بتشكيل حكومة سواء انتخب الرئيس أم لم ينتخب؟
ماذا عن إشاراته حول الحرب الأوكرانية وأننا أمام تطور دولي كبير سيترك آثاره على العالم؟
ماذا عن تحذيره من "داعش" كمشروع قائم والمحاولات الأميركية لاحياءها وحمايتها؟
كيف قرأ ما يحدث في إيران واستغلال أي حادث للتحريض على نظام الجمهورية الإسلامية وقيادتها؟
ما أهمية كلامه عن المقارنة بين السعودية التي أرسلت خمسة آلاف انتحاري إلى أرض العراق وبين من وضع كل إمكانيته وسلاحه للدفاع عن شعب العراق عندما اجتاحته "داعش"؟
العالم