"الحشد" سيبقى الضامن لسيادة العراق
الفوضى والارباك السياسي الذي لف العراق وخلال الفترة التي اشتدت قوتها قبل الانتخابات التشريعتية وبعدها وما افرزته من نتائج غير واقعية ومقبولة لم تكن عفوية او لعبت فيه الصدفة دورها بل هو مخطط كبيرة وضعت اسسه بعد سقوط الصنم الصدامي والتي عملت دوائر مختلفة دولية واقليمية ومحلية على تطبيعة على الارض لان مخرجات التغيير لم نأت على مقاساة اعداء العراقيين وبالدرجة الاولى الشيطان الاكبر اميركا وحلفاؤها من الدول الخليجية وعملائها في الداخل العراقي المتمثل في اتيام صدام المقبور.
ولكن رغم كل المحاولات والتي اتخذت اساليب واشكال متعددة للوصول بالعملية السياسية الجديدة الى الانهيار الاستئصال لم تفلح ولم تعط ثمارها المرجوة منها.
والعراقيون يدركون جيدا ان سبب ثبات العملية السياسية واستمرارها رغم كل معادل الهدم كان للمرجعية العليا الدور الاساس في ذلك. من خلال حمايتها وصيانتها من خلال توجيهاتها الرشيدة المعلنة وغير المعلنة ولذلك اصبحت غرضا ومرمى لاعداء الشعب العراقي من قبل اولئك الخونة والمرجفين والعملاء. بالاضافة الى امر مهم آخر وعندما خططت اميركا وعملائها لابتلاع العراق من خلال تحشيد المجاميع الارهابية واحتلال بعض المحافظات العراقية خاصة الغربية من اجل ان تكون الركيزة الاساسية للقضاء على العملية السياسية. ولا يمكن للعراقيين ان يذهب عن ذاكرتهم تلك الاصوات الفكرة والنشاز التي كانت نعوي من على منصات الاعتصام. في المنطقة الغربية والذي كان شعارها "قادمون يا بغداد" الذي يعكس الهدف الاساس من تلك الاعتصامات.
الا ان المرجعية العليا وبحكمة ووعي المرجع الكبير السيد السيستاني قد كانت لهم بالمرصاد بحيث ضربت ضربتها القاضية بفتواها التاريخية "فتوى الجهاد الكفائي " التي وعت فيه العراقيين على مختلف توجهاتهم للوقوف امام هذه الهجمة الاميركيةا لحاقدة وحماية العراق ارضا وشعبا من مؤامرتهم الحاقدة. وعلى اثرها تم تشكيل المجاميع الجهادية من ابناء العراق الغيارى على بلدهم وضمن مجاميع "الحشد الشعبي" الذي تصدى ببسالة عالية رغم امكانياته المحدودة ووقف سدا منيعا امام هذه المخطط وقد كان له ما اراد بفضل الدعم الذي تلقاه من ابناء الشعب الذين وقفوا صفا واحدا الى جانبه بحيث استطاع افشال المخطط الاجرامي ودحر الارهاب وداعميه وغيرهم والذي اعتبرته الكثير من الاوساط السياسية والاعلامية بانه امر لا نظير له.
ولكن فان اعداء العراق ورغم هذه الهزائم والفشل الذريع لم ينكفئوا بل استمروا في غيهم واجرامهم للتخطيط بالوصول الى هدفهم ولم يجدوا طريقا سهلا لهم الا الانتخابات التشريعية الاخيرة لتكون الباب الذي يفتح لهم لتحقيق اهدافهم من خلال ستطرتهم على الاجهزة الاكترونية وغيرها من الممارسات لكي تأتي النتائج النهائية وحسيب ما كانوا يرنون اليه وبذلك ادخلوا العراقيين في دوامة جديدة من القلق والارباك لان نتائج الانتخابات قد تم التلاعب بها بحيث من العصوبة الوصول الى تشكيل حكومة جديدة رغم التزوير ا لكبير بابعاد الاحزاب الاسلامية ومن يساندهم من ان يكون لهم دور في ادارة العراق السياسية.
وما نراه اليوم من احداث في العراق من حالات الشد والجذب بين الكتل السياسية والذي سببه تزويد نتائج الانتخابات والذي وصل فيه الامر الى خلق اجواء من عدم الاستقرار وسيطرة حالة القلق من المستقبل القادم.
واخيرا وضمن حالات الاخذ والرد التي حدثت الا اننا نجد ان هناك بصيص من الامل من ان تذهب الاوضاع الى حالة الاستقرار ولو نسيبا.
خاصة وان تظاهرات امس الاول التي اعقبت سابقتها في احتلال مجلس النواب والتي دعت اليه القوى والكتل العراقية الوطنية قد اعطى صورة نالت الاشادة من كل المتابعين للشأن العراقي خاصة وان الدعوات التي انطلقت بعد هذه التظاهرة قد حملت شعارا واحدا الا وهو الذهاب الى الحوار لجنب العراق والعراقيين اي منزلق خطير لا تحمد عقباه. ويمكن القول ان لغة العقل والمتطف قد بدأت تأخذ مجراها الصحيح وبذلك سيكتب الفشل الذريع لكل مخططات اميركا وحلفاؤها وعملاؤها الحاقدين.