سياسيون يدعمون تزويد لبنان بالوقود الإيرانيّ.. أين القرار الحكوميّ؟
عقب تفاقم الأزمة الاقتصادية في لبنان وازدياد معاناة اللبنانيين بشكل عام، لعدم قدرتهم على تأمين مستلزمات معيشتهم حتى وصل الأمر لرغيف خبزهم، أكّد رئيس حزب التوحيد العربي اللبنانيّ أن اقتراح الأمين العام للمقاومة اللبنانيّة السيد حسن نصر الله بتزويد إيران بالوقود "تطور إيجابيّ ويجب تنفيذه"، مشدّداً على أنّ "هذا الاقتراح يجب تنفيذه ويجب أن ينال من يعارضه العار" حسب توصيفه، لاعتبار معارضة هذا الاقتراح تمثل "خيانة للشعب اللبنانيّ"، مرحباً بالنفط الإيرانيّ لأنّ الوقود العراقي ينتهي نهاية شهر آب/ أغسطس القادم.
بالتزامن مع غياب الأيادي التي تمد يدها لمساعدة لبنان للخروج من أزماته المتفاقمة وبالأخص الاقتصاديّة على كل الأصعدة، مع غياب شبه كامل للحلول وفقدان الأمل في الشارع اللبنانيّ نتيجة ارتفاع نسب الفقر والعنف والهجرة، أعلن السيد حسن نصرالله في خطاب ألقاه مؤخراً أنّ النفط ليس مشكلتنا، لكن الحكومة اللبنانية هي المشكلة الرئيسية، قائلاً: "أنا مستعد لاستيراد الوقود مجاناً من إيران بشرط قبول الحكومة اللبنانية بهذا الموضوع"، لكن لا أحد في لبنان يجرؤ على فعل ذلك، لأنه خائف من العقوبات الأمريكية على أسرته.
"اليوم قد تكون الشركات الروسية والإيرانية مستعدة للتعاون مع لبنان، لكن الحكومة لا تملك الشجاعة للقيام بذلك"، هذا ما أشار إليه نصر الله لمحاولة إقناع الحكومة الللبنانيّة المرتهنة للخارج، وخاصة بعد تدهور الأوضاع الاقتصاديّة للبنانيين، ناهيك عن العداوات التي تتربص بلبنان وبالأخص المقاومة، لمحاولة إخضاع هذا البلد والمنطقة، وتغليب لغة المساومة.
وفي ظل العداوات التي تتربص بهذا الشعب وبالمقاومين في لبنان ومحاربتهم بشكل كبير من خلال عملاء الداخل وبلقمة عيشهم، لمحاولة تغيير قرارهم الصائب في لبنان عبرالضغوط والحصار الخانق، أكد "جبران باسيل" رئيس التيار الوطني الحر اللبناني، في إشارة إلى استمرار وتصعيد أزمة المحروقات في هذا البلد وغياب حل أساسي لحلها، فضلاً عن عدم الوفاء بوعود أمريكا في هذا البلد، أنه سيلتقي السيد حسن نصر الله وكذلك وزارة الطاقة لمناقشة استيراد الوقود من إيران، لأن القرار السياسي للولايات المتحدة تسبب رغم توقيع الاتفاق بين لبنان ومصر وسوريا بحرمان لبنان من الحصول على الغاز والكهرباء.
وبعد أن كشفت بعض الدول عن وجهها الحقيقيّ عند الشدائد وحاربت لبنان بمبررات زائفة، بدل أن تسارع في إنقاذ هذا البلد المنهار وشعبه المنهك لقطع العلاقات مع لبنان ولتصفية حسابات سياسية مع حزب الله وإيران، لا بدّ من التذكير بشحنات الوقود التي أرسلت من إيران إلى هذا البلد خلال أزمة الوقود في لبنان، حيث دخلت هذه الشحنات إلى لبنان بتنظيم ودعم من حزب الله، وأخيراً بعد وصول السفن المحملة بالوقود الإيراني إلى بيروت، خلافاً لسنوات طويلة من التخطيط من قبل الولايات المتحدة والكيان الصهيوني وبعض حلفائهم العرب لتدمير المقاومة "حزب الله"، مرة أخرى كان حزب الله منقذًا للشعب اللبناني، لدرجة أن مخالفيه في الداخل لم يستطيعوا انكار ذلك.
للأسف، تسير الحكومة اللبنانيّة كما عهدناها من قبل ضمن خط الاهتمام بمصالحها الضيقة في الخارج على حساب اللبنانين، فبدلاً من الاهتمام بالداخل والوحدة الوطنيّة لتحقيق مبتغاها وأمن شعبها الذي يمكن أن ينفجر ويقلب الطاولة على رؤوسهم في أي لحظة، عولت أكثر من اللازم على الدعم الأمريكيّ والغربيّ وحتى العربيّ غير الموجود أصلاً والدليل تصريحات سابقة قيل فيها: "إنّ لبنان بلد صغير في العالم العربيّ، ونحن نبحث عن الأخ الأكبر من كل الدول العربية ليأتي ليأخذ بيدنا ويخرج لبنان من هذه الفوضى"، و"لبنان مستقر سيفيد العالم العربي كله"، لكن الحكومة اللبنانية تتناسى غياب الرغبة العربية والغربية في حل المشكلة اللبنانية من الأساس، حيث كانت بعض الدول العربية تثير المشاكل وتفاقمها، والسؤال الذي يطرح نفسه، لماذا وقفت بعض الدول العربيّة النفطيّة عاجزة عن تقديم يد العون للبنان، ما يبرهن على أنّ الحل أولاً وأخيراً ينبع من الداخل بالاستناد إلى القدرات الداخليّة وليس "الاستناد إلى الوهم" أيّ الصدقات والمساعدات التي تقدمها بعض الدول العربيّة لأغراض محددة، وتنقطع بشكل مفاجئ وتحت مبررات كاذبة، لا تغني ولا تسمن من جوع في هذا البلد الذي بات على حافة الغرق.
الوقت