نصرالله يرسم معادلات جديدة للصراع
بعيد ساعات قليلة فقط من وصول الرئيس بايدن الى فلسطين المحتلة يخرج قائد المقاومة الاسلامية في لبنان السيد حسن نصر الله شاهرا سيف الحق ضد الباطل ليضع النقاط على الحروف عبر خطاب استراتيجي ان لم نقل فريدا فهو مميزاً في تحدياته بانه تخطى الكيان الصهيوني والاقليمي وصولا الى البعد الدولي ليقول بان اميركا دخلت مرحلة الشيخوخة وبايدن العجوز يعكس صورتها في الصوت والصورة والممارسة. نصر الله ومنذ ان حط بايدن في فلسطين المحتلة نغص زيارته والاهداف التي جاء من اجلها واحدها وصول غاز المتوسط الى اوروبا حيث حسم الموقف بكلمته بانه لا استخراج للغاز من قبل الكيان الصهيوني قبل ان ينتفع الشعب اللبناني من غازه ويوفر العيش الكريم لابنائه.
نصرا الله رسم في هذا الخطاب الاستراتيجي معالم التحدي وفي اعلى درجاته عندما ذهب الى ابعد من المتوقع في التركيز على ما بعد كاريش حيث بان الكيان الصهيوني لا يستطيع ان يستغل ايا من الحقول في سواحل فلسطين المحتلة ويكون بذلك قد يرسم معادلات جديدة تتخطى الاقليم حيث ان المقاومة هي من تمسك بزمام الامور وان مشروع التآمر المرسوم للبنان في تجويع شعبه وجره نحو الاقتتال والتناحر وهذا ما قد اسقطه قائد المقاومة بحديثه القاطع بان الذهاب الى الحرب اشرف بكثير من التجويع ودفع لبنان الى الانهيار. وقد يكون بذلك قد رسم صورة جديدة للصراع مع العدو وحماته خاصة اميركا بان المقاومة لن تخشى الحرب وهي مستعدة لذلك لانها الوسيلة الوحيدة
لحماية الغاز وحقوق الشعب اللبناني.
واليوم فان الكيان الصهيوني مردوع تماما ولم يتجرأ حتى الآن من الرد على العمل الجبار لمسيرات المقاومة التي نفذت مهامها بنجاح حول حقل كاريش ولم يطرح اي حديث من قبل القادة الصهاينة حول الخلاف الحدودي البحري مع لبنان اثناء زيارة الرئيس بايدن، وهذا يدلل على انه ليس بمقدور العدو ان يتصرف بحقول الغاز قبل ان يستخرج لبنان غازه ونفطه.
فالزيارة بمجملها قد خيبت آمال الصهاينة وبمختلف المستويات سواء حول الخلافات الحدودية البحرية مع لبنان او توقعاتهم حول تسجيل موقف عسكري ضد ايران في حين كان الصهاينة يتوقعون من الرئيس بايدن ان يلبي مطالبهم وفي اذهانهم لائحة طويلة منها، وفي مقدمتها هو الخيار العسكري ضد ايران وما تريده من اميركا في هذا المجال. فواشنطن ليست بهذا الغباء لان تنجر الى حرب خاسرة وهي تدرك تمام القوة الردعية لايران وابعادها لذلك تتحدث عن الخيار الدبلوماسي للملف النووي ولا يخفى على احد وان الفجوات بين الكيان الصهيوني واميركا كبيرة حول التعامل مع الملف النووي الايراني وهذا ما حصل حول زيارة بايدن لفلسطين المحتلة، واما حول زيارته للسعودية واحضار بعض الدول العربية المطبعة والمنبطحة اليها فهي الاخرى لم تنتج عنها شيء تفيد اميركا او الكيان الصهيوني فاغلب هذه الدول اعلنت بشكل رسمي انها لم تدخل في اي حلف مع الكيان الصهيوني ضد ايران لانها تعرف مسبقا خطورة هذا العمل الذي لا يخدمها ولا يخدم امن المنطقة واستقرارها بل العكس تماما يعرضها وبدون شك لمخاطر كبيرة هي في غنى عنها.