kayhan.ir

رمز الخبر: 152391
تأريخ النشر : 2022June19 - 20:15

طالبان واستتباب الامن في افغانستان

 

مهدي منصوري

التفجيرات المتتالية والمتكررة التي يتعرض لها شيعة افغانستان في ظل حكم طالبان اثارت الكثير من التساؤلات  بل وفي الواقع أشارت لدى المراقبين  في الشأن الافغاني انها لم تكن عفوية بل هو مخطط لها لانه لايمكن ان يصدق ان الاجهزة الامنية لطالبان عاجزة عن توفير حماية لهؤلاء الابرياء وهم يؤدون الشعائر الاسلامية في مساجدهم، ان لم يكن هناك خللا تستطيع المجاميع التكفيرية خاصة داعش من خلاله الوصول الى اهدافها الاجرامية.

واللافت  في الامر ان الهجمات الارهابية ضد الشيعة آخذت بالتزايد  اذ لم يمر اسبوع الا ونسمع  باستهداف المصلين الشيعة ولم يقتصر الامر على مدينة واحدة بل ينتقل الامر بين المدن الافغانية التي يتواجد فيها الشيعة مما يعكس انه يتم اختيار مراكز التجمع الشيعية والسنية غير المتطرفة كأهداف للهجمات الارهابية، واشار مراقبون افغان ان وقوع هذه الجرائم بحق الشيعة يدل على وجود مخطط يهدف وبالتزامن مع استهدافهم في هذا البلد الى ارتكاب ابادة جماعية بحقهم  خاصة الذين كان لهم دور مؤثر في الحاق الهزيمة بداعش في سوريا.

ومن المعلوم ايضا والذي يمكن الاشارة اليه انه ورغم استقرار حكم طالبان لم يتم القضاء على التطرف والارهاب  بحيث يمكن القول ان اداء طالبان في هذا المجال لم يكن مقبولا لدى الشعب الافغاني خاصة الذين تقع على رؤوسهم المأساة. مما يفرض  على طالبان ان تقوم بدور فاعل في مجال تقوية البنى التحتية الامنية والاستخبارية وتأسيس  وحدات عسكرية  لمقاومة الارهاب وان يكون للشيعة دور في هذه الامر لاحتواء ومكافحة داعش وغيره من المجموعات الارهابية التي تعمل على اخلال الامن والاستقرار في هذا البلد.

واخيرا والذي لابد من الاشارة اليه وفيما اذا كانت طالبان وحدها عاجزة عن هذا الامر عليها ان تستفيد من التجارب الناجحة لدول الجوار خاصة ايران الاسلامية التي تملك قدرات امنية وعسكرية في مجال مكافحة الارهاب خاصة داعش. وان الجمهورية الاسلامية قد اعلنت وعلى لسان رئيس الجمهورية رئيسي عن استعداد طهران للتعاون وتوظيف كل الامكانيات لمواجهة تهديد الارهاب التكفيري والحيلولة دون تكرار  مثل هذه الفجائع في افغانستان.

وقد اشارت اوساط سياسية واعلامية افغانية ان على طالبان ان تعمل على تحقيق حكومة شاملة واشراك الاخرين في الحكم مما سيرفع من منسوب القدرات السياسية والقتالية والامنية والذي سيساهم بدور فعال في تحقيق الامن والاستقرار في هذا البلد.