kayhan.ir

رمز الخبر: 15233
تأريخ النشر : 2015February16 - 21:07

بكين وجدت نفسها في طهران

زيارة وزير الخارجية الصيني الحالية لطهران والتي ستتبعها قريبا زيارة الرئيس الصيني كما سبقتها قبل شهرين زيارة مساعد الخارجية الصينية لها تؤكد بلا شك على عمق وتنامي العلاقات الاستراتيجية بين البلدين وفي شتى المجالات وهذا ما تطمع اليه قيادتا البلدين اللتان تدركان جيدا خصوصية ودور كل منهما على الصعيدين الاقليمي ــ والدولي خاصة وانهما يلتقيان على اكثر من صعيد وتتطابق ان وجهتا نظرهما تجاه الكثير من القضايا العالمية وهذا ما يزعج بشكل كبير المعسكر الغربي وعلى رأسه الولايات المتحدة الاميركية التي تنظر الى الصين كمنافس قوي لها على المستوى العالمي وفي جميع مجالاته السياسية والاقتصادية والتجارية وحتى الطاقة حيث تقف اليوم الصين على قمة الدول المستوردة للطاقة وهكذا الحال بالنسبة لايران التي تتمتع بدور ونفوذ لا يضاهيها احد لا في المنطقة ولا في العالم ناهيك عن اقتدارها العلمي والعسكري والصناعي فضلا عن انها رابع اكبر دولة منتجة للنفط وثاني اكبر دولة منتجة للغاز، فعندما يلتقي هذان العملاقان وتصل علاقاتهما وتعاونهما سقف الاستراتيجية المطلوبة من الطبيعي ان يكون له بالغ التاثير والاهمية على مجمل التطورات على المستويين الاقليمي والدولي لصالح الشعوب والقضايا العادلة وهذا ما يضايق الولايات المتحدة الاميركية ويحد من دورها وتاثيرها على الكثير من القضايا العالمية ويخل بموازين القوى التي تعتبرها واشنطن تهديدا لمصالحها ومواقعها في اكثر من منطقة.

واليوم فان العلاقات السياسية والتجارية والاقتصادية والتعاون في مجالي الطاقة والاستثمار بين الصين وايران اصبحت مميزة وفي تنام مستمر حيث اضحت الصين اليوم الشريك التجاري الاول لايران إذ بلغ التبادل التجاري بينهما كثر من51 مليار دولار وان التعاون بين البلدين انتقل الى مرحلة متعددة الاوجه باتت القوى العالمية كالولايات المتحدة الاميركية تخشاه بشدة لكنها تعلم انها غير قادرة على الحد من هذه العلاقات لدور الصين ومكانتها كعضو فاعل برز خلال السنوات الاخيرة في مجلس الامن عبر استخدامه حق النقض "الفيتو" كاحدى الدول الخمس الاعضاء الدائمين في المجلس ضد المشاريع الاميركية نصرة لقضايا المنطقة وهذا ما يعزز بشكل كبير الموقف الصيني لدى شعوب المنطقة ودولها.

اما في الشأن النووي الايراني فان للصين كعضو بارز ومؤثرفي دول (5+1) مواقف ايجابية تجاه حل هذا الملف حيث تعارض بشدة الخيارات العسكرية وفرض العقوبات على ا يران وتدعو باستمرار الى انجاز اتفاق شامل في هذا المجال لانه يصب في صالح ايران واستتباب الامن والاستقرار في المنطقة.

وهذا ما تقدره ايران وتدعو الى المزيد من التعاون الاستراتيجي بين البلدين وفي جميع المجالات لان العلاقات بين البلدين دخلت بعد انتصار الثورة الاسلامية في ايران مرحلة متميزة تتطلب المزيد من التشاور والتنسيق والتعاون بين قياد تي البلدين لبلوغ الاهداف المرسومة في افق العلاقات التي تتناسب مع مكانتهما وحجمهما وعمقهما التاريخي والحضاري كعملاقين في القارة الاسيوية المترامية الاطراف.