الكيان الصهيوني وازمته غير المسبوقة
الحرب السايبرية التي تعرضت له المواقع الحكومية المدنية في الكيان الصهيوني خلال الايام الاخيرة كانت هي الأوسع في تاريخ هذا الكيان وفقا لما صرح به الكثير من خبرائهم وهذا يدل على القدرات العالية للطرف الذي نفذ هذا الهجوم. وبالطبع لم يكن هذا الهجوم هو الاول من نوعه فقد سبق وان تعرض الكيان الصهيوني منتصف العام الماضي لهجوم سايبري فاعل طال الشركات والمؤسسات الصهيونية وعطلها عمليا. ويومها نسبت صحيفة "هاآرتس" الصهيونية نقلا عن شركة "بويرس" بان هذا الهجوم هو قرصنة ايرانية.
وبعد فترة من هذا الهجوم وردا على ما تعرضت له بعض المواقع الايرانية لهجوم سايبري صهيوني، تعرضت منشآت الماء والكهرباء في الكيان الصهيوني الى حملة سايبرية شلت قدراتها مما سبب لها خسائر كبيرة.
لكن هجوم السايبر الاخير كان من نوع آخر لدرجة ان الاوساط الصهيونية اعترفت بان هذا الهجوم غير مسبوق وانه اكبر حملة سايبرية في تاريخ هذا الكيان حيث اكدت بعض التقارير الصهيونية ان هذه الهجمة تسببت بفوضى واضطراب شديدين في الاوساط الاسرائيلية كما تعرضت في هذا الهجوم ايضا البنية التحتية للكيان وقد اعترف مصدر في المنظومة الوطنية الاسرائيلية بانهيار كبير في المواقع الحكومية المدنية وليس العسكرية فيما اعترفت "نت بلاكس" منظمة تعني بالانترنت بحصول خلل واسع في شبكة الانترنت الاسرائيلية.
ويأتي هذا الهجوم السايبري بعد يومين فقط من تعرض مقرات الموساد الاسرائيلي بـ 12 صاروخا قد فاجأة الجميع ولم يكن في حسبان كل الاطراف المعنية بهذه القضية ان تُقدم ايران على ضربة مهلكة من هذا النوع. وهذا ما ظهر من التخبط الاميركي الصهوني وادارة بارزاني للتعامل مع هذا الخبر والدخول في تناقضات فاضحة اضطرت اميركا ومعها الكيان الصهيوني الاعتراف بقصف مواقع استخباراتية اسرائيلية في وقت لازالت حكومة كردستان تنفي الخبر وكأنها تغطي الشمس بغربال فيما تطالب بعض الجهات العراقية الغاطسة في الجهل والتبعية بتشكيل لجنة للتحقيق وهذا امر مضحك وهزيل. فمن لا يعرف تاريخ عائلة "بارزاني وعلاقاتها المصيرية مع الكيان الصهيوني منذ الخمسينيات وما اكثر الوثائق التي تدل على ذلك.
وان خرجنا قليلا من الموضوع لنعود اليه فالهجوم السايبري الاخير على الكيان الصهيوني كانت ضربة من العيار الثقيل حيث تبجح الكيان لسنوات بانه صاحب خبرة وله يد طولى في الحرب السايبرية لكن الهجوم الاخير كشف زيفه وهشاشته وبدأت هذه الحرب ترتد عليه وتشكل له فضائح لا يمكن لملمتها فالكيان الصهيوني يعيش اليوم ازمة خانقة غير مسبوقة.
وحسب المراقبين فان المواجهة بين ايران والكيان الصهيونية اصبحت متعددة الاوجه والزوايا وقد تجاوزت الحرب البرية والبحرية والجوية وغير محصورة في العمل العسكري لتتطور الى حرب السايبر الذي اثبتت ايران ان لها اليد الطولى في ذلك وان الفترة القادمة قد تكون اكثر خطورة لكن الغلبة ستكون لايران وابنائها الملتزمين والمتفوقين والمضحين.
"والله غالب على امره ولكن اكثر الناس لا يعلمون"