kayhan.ir

رمز الخبر: 147464
تأريخ النشر : 2022March04 - 21:30

من سيصرخ اولا ؟!

العمليات العسكرية الروسية ضد اوكرانيا دخلت يومها العاشر ولم نشهد اي افق حتى الان لانهائها ليتشبث كلا الطرفين بمواقفهما، لان اوكرانيا لم تعد هي صاحبة القرار في هذه الازمة اساسا لا قبل بدء هذه العمليات ولا بعدها، لان الناتو هي من تقود المعركة.

فالصراع اساسا بين اميركا التي تقود الناتو لمواجهة روسيا بهدف اعادة امجادها البالية بانها لازالت تقود الاحادية القطبية في العالم في حين اصبح هذا العالم عمليا متعدد الاقطاب وما تقوم به اميركا مجرد محاولات يائسة عسى ان تظفر بذلك على حساب الاخرين ومنها الدول الغربية التي تطيح بمصالحها من اجل الاميركان وهذا ما ترفضه الشعوب الغربية التي سيرتفع صوتها لمنع الهيمنة الاميركية  على سيادتها وقرارها ومقدراتها لانها اليوم هي من تدفع تبعات وتداعيات هذه العمليات  بسبب ا رتفاع اسعار الوقود والحبوب وبشكل عام التكلفة المعيشية. هذا في وقت لم تستخدم بعد روسيا اوراقها الضاغطة تجاه الغرب خاصة الغاز الذي لا بديل له عنه. وهكذا المواد الاولية في صناعة الطائرات وغيرها وبكلمة مختصرة فان الغرب هو احوج الى روسيا من روسيا الى الغرب لان الاخيرة تمتلك الاكتفاء الذاتي في الكثير من احتياجاتها.

ان ما فرض لحد الان من عقوبات غربية واميركية ضد روسيا وان لم تثبت جدواها ضد الاخرين من قبل وهذه لن تكن احادية الجانب ضد روسيا بل تشمل الطرف المقابل ايضا وحتى الاقتصاد الدولي بشكل عام. وهذا ما تتحمل مسؤوليته اميركا والدول الغربية التي فجرت هذا الوضع.

وبالتاكيد ان الغلبة ستكون لمن يمتلك النفس الاطول في الحرب الاقتصادية وسنشهد من سيصرخ اولا وكما قلنا لن تستخدم بعد روسيا ورقة الغاز والنفط والمواد الاخرى.

فنتيجة العمليات العسكرية معروفة ومحسومة مسبقا بسبب التفوق العسكري الروسي من جهة وغياب الشعب الاوكراني الضحية من جهة اخرى في هذه المواجهة. فهذه المعركة بالنسبة لروسيا  معركة مصيرية ووجودية ولا خيار لروسيا الا ان تحقق اهدافها كما ابلغ بوتين ذلك للرئيس الفرنسي ماكرون بتحييد اوكرانيا وجعلها منزوعة السلاح وفقا للخطة المحددة التي رسمتها موسكو.

وحتى امس الجمعة اعلن المتحدث العسكري باسم القوات الروسية اللواء ايغور  كوناشينكوف عن اصابة اكثر من 1800 هدف عسكري لاوكرانيا منذ بداية العمليات العسكرية التي تشمل البنية التحتية العسكرية بما فيها عشرات الطائرات ولا تقترب من البنى التحتية المدنية والخدماتية ابدا وهذا ما لا نشهده في الحروب القذرة التي تشنها اميركا على بلدان العالم حيث تحرق الاخضر واليابس معا.

واليوم فان الرئيس الاوكراني زيلينسكي ومن يحيط به من النازيين الجدد في مازق كبير لانه في واد والشعب الاوكراني في واد آخر وان الحروب عادة لا تحسمها الدول وان من يغير مسار الحروب هي الشعوب فاذا ما غابت عنها ستهزم هذه الدول بالتاكيد وان ما يعانيه زيلينسكي اليوم هو افتقاده لقوة قتالية تدافع عنه وعن نظامه لذلك لجأ لاستيراد  المرتزقة من اي مكان من العالم وهذا ما تعلنه سفاراته جهارا لتجنيد المرتزقة وارسالهم الى اوكرانيا وهذا امر عبثي لا يجلب له اية قوة اضافية لان المرتزق يقاتل من اجل المادة ولا يحمل اية عقيدة قتالية لكي يدافع عن النظام الاوكراني.

ولا شك ولا ريب ان تداعيات العمليات العسكرية الروسية ضد اوكرانيا اصبحت واضحة المعالم خاصة الاقتصادية التي يعول عليها الغرب عبثا لانها تمسه بالصميم، صحيح انها ستؤثر على الطرفين بنسب متفاوته فالروس الذين استعدوا للعملية العسكرية ونتائجها اخذوا بالحسبان التدعيات الاقتصادية وكيفية معالجتها لذلك  فانهم بالتاكيد سيربحون نتائجها لما اعدوه من احتياطات كافية.