kayhan.ir

رمز الخبر: 147446
تأريخ النشر : 2022March04 - 20:34

من يعادي "تل ابيب" عدو "للرياض"

مهدي منصوري

صرح ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في مقابلة اجراها مع مجلة "ذا انتلانتيك" قال فيها "اننا لا ننظر لاسرائيل كعدو بل ننظر لها كحليف". ولم تمض على تصريح بن سلمان سويعات حتى علق الاعلامي الصهيوني "ايدي كوهين" على تصريحات ابن سلمان حول "اسرائيل" ونظرة المملكة لها بالقول "من الان فصاعدا كل سعودي يقول ان اسرائيل عدو يخالف توجهات ولي العهد وتوجهات المملكة".

ولا نريد هنا ان نسبر غور التاريخ في هذا الموضوع بل ان تصريح ولي العهد السعودي لا يضيف شيئا جديدا لتوجهات الرياض حول تل ابيب. بل  ان الوقائع والاحداث تثبت ذلك وبالدليل  القاطع والتصريح يكشف وبصورة واضحة ان عملية التطبيع مع الكيان الصهيوني هي متأصلة ولها جذورها في مملكة بني سعود وبنفس الوقت فان اندفاع بعض الدول الخليجية نحو التطبيع وبهذه الصورة المخزية هي بعد اعطاء الضوء الاخضر من قبل الرياض لهذه الدول بالاندفاع نحو الارتماء في احضان العدو الصهيوني.

وقد اثارت اوساط اعلامية وسياسية على تصريح ولي العهد السعودي والذي لم ير الكيان الصهيوني عدوا بل حليفا الكثير من التساؤلات ومنها اذا كانت مملكة بني سعود تدعي انها حامية للحرمين الشريفين الم تكن القدس هي ثالث الحرمين؟ وهل اسقط الواجب الديني والشرعي من الدفاع عنها لانها تقع بيد الحليف الصهيوني؟  وهل يعكس تصريح ابن سلمان هذا اعطاء الشرعية التامة للكيان الصهيوني في ان يرتكب جرائمه ضد المسلمين من ابناء فلسطين والذي راح ضحيتها الالاف منهم دفاعا عن المقدسات والارض والعرض؟ وبنفس الوقت فان هذه الوساط ومن جانب آخر اكدت ان حالة التفرج الذي ينتاب مملكة بني سعود على ما يجري على الفلسطينيين من ابناء جلدتهم واخوانهم المسلمين لما يعانونه من معاناة والام على يد العدو الصهيوني لم تكن عفوية بل ان ماافصح عنه بالامس ولي العهد السعودي قد كشف القناع وبصورة  واضحة من ان الفلسطينيين يجب ان يبادوا والى اخر فلسطيني على هذه الارض لانهم وقفوا بالضد من الحليف الاستراتيجي للمملكة.

ولذا وكما هعو معلوم للجميع ان الفلسطينيين الذين يأنون تحت وطأة الاجرام الصهيوني لم يحصلوا على الدعم اللازم من الرياض بل العكس هو الصحيح هو الوقوف مع العدو الصهيوني الحليف ضد من يقاومهم وباعتبارهم اعداء للمملكة، ولم يقف الامر عند هذا الحد بل من الواضح جدا ان كل من يقاوم ويعادي الكيان الصهيوني من الفلسطينيين بالاساس والشعوب والدول فهو عدو للمملكة ولابد من التعامل معه من هذا المنظار.

ولابد ان نرجع الى الوراء ونعيد  ذاكرة القارئ الى الزيارة التي قام بها الملك عبد الله بن عبدالعزيز الى لبنان في عام 2010 والتي كان هدفها الاساس هو ابعاد الرئيس الاسد عن موقفه مع ايران من خلال دعوته له للقائه في بيروت وكما ذكرت الاوساط الاعلامية آنذاك انه الملك عبدالله قدم الكثير من الاغراءات من اجل تفتيت محور المقاومة باستقطاب الاسد، ولكنه صدم بموقف الرئيس الاسد الذي رفض ان يكون ضمن ما يسمى محور الممانعة.

واخيرا فان تصريح ولي العهد السعودي قد جاء في وقته غير المناسب لان اليوم وكما معروف فان محور المقاومة ضد الكيان الصهيوني بلغ من الاتساع بحيث شمل دول ومنظمات وشخصيات سياسية عالمية وغيرها مما لا يمكن ان يكونوا حلفاء للكيان الغاصب بناء على رغبته. خاصة وان الانتصارات التي حققتها وتحققها المقاومة الفلسطينية سواء على الصعيد  الداخلي من انتصارات وزرع حالة الخوف والهلع لدى الصهاينة الى التأييد الذي حظيت به على المستوى العالمي ان تفرط فيه وان تضع يدها بيد من يريد لها ان تكون حليفا لعدوها.