الغرب واحياء العنصرية المفرطة
كشفت الازمة الاوكرانية التي تقف خلفها اميركا والدول الغربية التي استفزت الموقف الروسي من خلال ايصال الناتو الى حدودها، مدى العنصرية الغربية للاميركية البغيضة والمفرطة التي تعيشها هذه الدول بعد ان تخفت ردحا من الزمن وراء اصابعها بانها تحارب العنصرية والكراهية وتحترم حقوق شعوب العالم لكن الازمة الاوكرانية عرت الغرب وفي المقدمة اميركا على حقيقته بانه معسكر خادع وكاذب، لا يهمه الا مصالحه وما ينعق به ليل نهار مجرد شعارات فارغة لا اساس لها. فدعمه للنازيين الجدد في اوكرانيا وتجنيده للنازيين والدواعش في العالم وارسالهم للقتال في اوكرانيا يكشف عمق خبثه ودنائته للتضحية بالشعب الاوكراني ومصالحه بغية الوصول الى مصالحه والهيمنة على العالم واخضاع قوة عالمية كروسيا لسطوته وهذا اصبح من الماضي.
فالغرب بقيادة اميركا نزل هذه المرة في اوكرانيا عريانا الى الساحة حيث لم يكتف بتحشيد قواه العسكرية والتسليحية والسياسية فقط بل سخر اعلامه المضلل بشكل مفرط عبر تهويله الكاذب لاحداث مفبركة اثناء تغطيته للاوضاع في اوكرانيا على الشاشات من خلال المراسلين والمحاورين الذين ادوا مهمتهم على احسن وجه في اظهار العنصرية المبطنة لحشد مشاعر الشعوب الغربية لكنهم تناسوا هؤلاء الحمقاء انهم يكشفون عن مكنوناتهم القلبية الدفينة في احياء العنصرية واشاعة الكراهية والازدواجية المقيتة. ومن العبارات الوقحة التي استخدمها هؤلاء المراسلين والمحاورين: ان الذين يقصفون في اوكرانيا بالصواريخ الروسية هم مسيحيون ومن اللون الابيض والعيون الزرقاء وليس عراقيين او افغان وان اوكرانيا لها بلد حضارى وليست كالبلدان الاخرى وهؤلاء اللاجئون من اوكرانيا وليس من سوريا او العراق او افغانستان.
هذه العنصرية التي تحييها اليوم الدول الغربية واميركا بشكل علني وسافر ستدفع ثمنه بالتاكيد مستقبلا وان احد تداعياتها انعكس عن الواقع المؤلم في اوكرانيا حيث يمنع اليوم النازيون الجدد في اوكرانيا والدول المجاورة لها تحرك السود لاستخدامهم القطارات او الاستفادة من الخدمات وهذا لؤم صارخ لا يمكن السكوت عليه.
فالموقف الازدواجي للغرب والكيل بمكيالين للاحداث في العالم فضح الغرب وعراه بالكامل ولا اتصور انه يستطيع مستقبلا المتجارة بالشعارات البراقة التي يرددها، لكن ما يدعو للتساؤل لماذا يقف الغرب بقيادة الولايات المتحدة ليس متفرجا على الحروب التي شنت على دول المنطقة فحسب بل يدعمها واليوم تمض سبع سنوات على العدوان الظالم على الشعب اليمني وهذا ديدنه لكن السؤال كيف يستنفر ويجند كل قواه للوقوف مع النازيين الجدد في اوكرانيا، فالاجابة بسيطة جدا لان اوكرانيا البلد الثالث في اوروبا من حيث تعداد اليهود والخامس عالميا؟!