kayhan.ir

رمز الخبر: 127164
تأريخ النشر : 2021February17 - 20:00

ما هي الرّسائل التي يَحمِلها الهُجوم الصّاروخي على القاعدة الأمريكيّة في مطار أربيل؟

وما عُلاقته بقُرب انتِهاء المُهلة الإيرانيّة لأمريكا لرفع العُقوبات وزيارة البابا للعِراق؟ ولماذا لا يُصاب العسكريّون الأمريكيّون إلا بارتجاج في المُخ بعد أيّ هُجوم؟


لا يُمكن الفصل بين الهُجوم الذي استهدف قاعدة عسكريّة أمريكيّة في مطار أربيل وأدّى إلى مقتل "مُتعاقد” وتسعة مدنيين آخَرين من بينهم أمريكي، وتَصاعُد حالة التوتّر بين الولايات المتحدة الأمريكيّة وإيران مع اقتِراب انتهاء المُهلة التي حدّدتها الأخيرة (إيران) في 21 شباط (فبراير) الحالي، بالانسِحاب كُلِّيًّا من الاتّفاق النووي ورفع سقف مُعدّلات تخصيب اليورانيوم ووقف التّعاون مع المُفتّشين الدوليين إذا لم تُرفَع العُقوبات المفروضة عليها كاملةً وفورًا.

جماعة غير معروفة تحمل اسم "سرايا أولياء الدّم” أعلنت مسؤوليّتها عن تنفيذ هذا الهُجوم الذي يُعتبر الثّاني من نوعه مُنذ أيلول سبتمبر عام 2019، وقالت في بيانٍ لها إنّ الهُجوم الصّاروخي الذي نفّذته (5 صواريخ) استهدف قاعدة أمريكيّة عسكريّة جويّة في مطار أربيل، وطالبت بخُروج جميع القوّات الأمريكيّة المُتواجِدة على أرضِ العِراق باعتِبارها قوّات احتِلال.

مصادر حُكوميّة عِراقيّة قالت إنّ هذه المنظّمة المجهولة لها صلة حتمًا بإيران، ولكن السيّد سعيد خطيب زاده، المتحدّث باسم الخارجيّة الإيرانيّة استنكر الهُجوم، ووصفه بالمشبوه، وطالب الحُكومة العِراقيّة بالتّحقيق والقبض على المُتورّطين، مُؤكِّدًا حِرص إيران على أمن العِراق واستِقراره.

هذا الهُجوم المُفاجئ الذي أدّى إلى إغلاق مطار أربيل الدولي لما يَقرُب من 24 ساعة، يَهدِف إلى توجيه خمس رسائل إلى العديد من الجِهات:

الأولى: تقول وبكُل وضوح إنّ كردستان العِراق ليست دولةً مُستقلّة، ولا تستطيع العيش بأمان واستِقرار، بينما باقي أنحاء العِراق محرومة منهما، وأنّ التّهديد الأمريكي بنقل السّفارة الأمريكيّة من بغداد إلى أربيل في حال استمرّ استِهدافها بالصّواريخ ليس له أيّ قيمة، لأنّ الصّواريخ ستَصِل إليها، أيّ السّفارة، حتّى في قلب العاصمة الكُرديّة، ولن تنعم بالأمان.

الثّانية: أن قصف القاعدة الجويّة الأمريكيّة في مطار أربيل قد يكون مُجرّد "بروفة” مُصغّرة لما يُمكن أن يحدث للقواعد الأمريكيّة الأُخرى في العِراق وعواصم وأراضي خليجيّة مِثل الرياض والدوحة والمنامة وأبو ظبي والكويت، في حال حُدوث أيّ هُجوم امريكي إسرائيلي على المُنشآت النوويّة الإيرانيّة.

الثّالثة: اللّافت أنّ هذا الهُجوم يتزامن مع تَصاعُد الهجمات التي تشنّها حركة أنصار الله اليمنيّة الحوثيّة على مطار أبها الدولي وقاعدة خميس مشيط السعوديّة الجويّة بالصّواريخ والطّائرات المُسيّرة المُلغّمة، ولا نَعتقِد أنّ هذا التّوقيت جاء صُدفةً.

الرابعة: هذا التّصعيد الذي من غير المُستَبعد أن تَقِف خلفه حركة تدين بالولاء لإيران، يأتي للضّغط على الرئاسة الأمريكيّة في وقتٍ يقوم فيه الشيخ محمد بن عبد الرحمن وزير الخارجيّة القطري بزيارةٍ إلى طِهران حامِلًا رسالةً من الإدارة الأمريكيّة في إطار جُهود بلاده للتوسّط بين البلدين لتخفيض حدّة التوتّر أوّلًا، وطرح مُقترحات تُعَجِّل باستِئناف المُفاوضات من خِلال تقديم تنازلات مُتبادلة.

الخامسة: أربيل ستكون من المُدن التي سيزورها البابا فرانسيس في إطار زيارته للعِراق من الخامس إلى الثامن من شهر آذار (مارس) المُقبِل، فهل هذا الهُجوم لتأجيل أو إلغاء هذه الزّيارة؟

هذا الهُجوم الصّاروخي، وفي هذا التّوقيت، الهدف منه زعزعة استِقرار إقليم كردستان العِراق وأمنه، وكبح جِماح عُلاقات حُكومته مع كُل من إسرائيل والولايات المتحدة، وتحذيرها من النّتائج الخطيرة التي يُمكن أن تترتّب على تعاونها مع أيّ هُجوم أمريكي إسرائيلي مُحتَمل على إيران في الأسابيع والأشهُر المُقبلة، علاوةً على ذلك، الضّغط على الولايات المتحدة لسحب قوّاتها بالكامل من العِراق بأسرعِ وقتٍ مُمكن تطبيقًا لقرار البرلمان العِراقي، وما يُؤكّد كُل ما تقدّم ما كشفته مصادر عِراقيّة، وشُهود عيان لهذه الصّحيفة عن إقامة جسر جوّي ضخم في الأسابيع الأخيرة تقوم طائراته العِملاقة بحركة هُبوط وإقلاع مُكثّفة في مطار أربيل تحمل معدّات عسكريّة ثقيلة، وربّما يأتي هذا الجسر الجوّي وطائراته المجهولة التي يُعتَقد أنّها أمريكيّة، في إطار ارتفاع مُستوى التوتّر الأمريكي الإيراني، خاصّةً بعد أن أعلن انتوني بلينكن، وزير الخارجيّة الأمريكي، بأنّ إيران باتت على بُعد أسابيع من إنتاج قنابل نوويّة، وتأكيد رئيسه جو بايدن بأنّه لن يسمح مُطلَقًا لإيران بامتِلاك هذه القنابل.

أيّام العِراق القادمة سواءً في الشّمال أو الجنوب أو الوسط ستكون صعبةً، وخطيرةً جدًّا، ويبدو أنّ الانتِقام لاغتِيال الحاجّين قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس قد اقترب، والسّؤال الذي يُحيّرنا في هذه الصّحيفة هو عن تأكيد البيانات الأمريكيّة وفي أعقاب كُل هُجوم على قواعدها في العِراق أنّ جُنودها لا يُصابون إلا بارتِجاج في المُخ على غِرار ما حدث في قاعدة "عين الأسد” غرب العِراق؟

نسأل ولا ننتظر الإجابة؟

"رأي اليوم