ظريف: طالما مددنا يد الصداقة لدول الخليج الفارسي لأن أمنها واستقرارها يخدم الجميع
* من المفترض أن بعض دول الخليج الفارسي وصلت الى قناعة أنها ضيعت 4 سنوات بتعليق الآمال على ترامب
طهران - كيهان العربي:- تطرق وزير الخارجية الدكتور محمد جواد ظريف، الى الخيارات التي تواجه الإدارة الأميركية الجديدة، وقال: أن الخطوة الأولى لإدارة بايدن يجب أن تكون محاولة تعويض - وليس محاولة استغلال - الإرث الخطير لهزيمة ترامب القصوى.
وكتب الوزير ظريف في تغريدته على تويتر: تواجه الإدارة الأميركية الجديدة خيارًا أساسيًا: فبامكان هذه الادارة متابعة سياسات الماضي الفاشلة والاستمرار في تقويض التعاون والقانون الدولي أو يمكن أن ترفض الفرضيات الفاشلة وتسعى إلى السلام والاستقرار.
وشدد وزير الخارجية، في مقال نشر في مجلة الشؤون الخارجية، على أنه لا ينبغي أن يكون لدى الغربيين مطالب جديدة من إيران.
وفي حديثه لوكالة أنباء الاذاعة والتلفزيون، قال الوزير ظريف: أن ترامب رحل ونحن ودول الخليج الفارسي باقون, وطالما مددنا يد الصداقة لدول الخليج الفارسي لأنها منطقتنا جميعا وأمنها واستقرارها يخدم الجميع.
وفيما اشار الى أن جماعة واحدة وحسب تستفيد من الفوضى وعدم الاستقرار في المنطقة، شدد على أن ايران مستعدة للحوار مع دول المنطقة ولهذا فنحن وافقنا على الاقتراح القطري وقبل ذلك وافقنا على الاقتراح الكويتي، كما أننا رددنا ايجابيا على الاقتراح الذي قدمته قطر خلال مفاوضات الاتفاق النووي.
واضاف وزير الخارجية: وقبل ذلك كله فاننا قدمنا مقترح الحوار، كما أن الرئيس روحاني قدم العام الماضي مبادرة الأمل، لذلك فان استعدادنا للحوار ليس موضوعا جديدا، وكما قلت لوزير الخارجية القطري أن هذه هي سياسة ايران الدائمة.
وأوضح أن طهران قدمت للمرة الأولى مبادرة في هذا الصدد عام 1985، وذلك من خلال الرسالة التي بعثها وزير الخارجية الأسبق علي أكبر ولايتي للأمين العام للأمم المتحدة، واشارت الفقرة الثامنة من القرار الأممي 598 (المتعلق بانهاء الحرب العراقية المفروضة على ايران) الى هذا الموضوع.
وشدد الوزير ظريف على انه من المفترض أن بعض دول الخليج الفارسي وصلت الى قناعة أنها ضيعت 4 سنوات بتعليق الآمال على ترامب، وقال: عندما قدم أمير الكويت السابق المرحوم الشيخ الصباح مقترحا للحوار بين ايران ودول الخليج الفارسي ورد الرئيس روحاني بشكل ايجابي على المقترح؛ فإن هذه الدول قالت أننا سنتريث ما دام ترامب في السلطة، فهذه الدول ضيعت 4 سنوات، إلا أن ترامب اليوم رحل وبقينا نحن وهم، لذلك على دول الخليج الفارسي أن تعلم اننا وهم باقون في المنطقة وترامب لا يبقى".
وعلق وزير الخارجية على منع طهران من التصويت في الأمم المتحدة، مؤكدا أن السبب الوحيد لذلك هو أن ايران لم تدفع مستحقات الأمم المتحدة، وان الولايات المتحدة الأميركية هي التي تعرقل عملية الدفع.
وأوضح بالقول: كان علينا دفع 16 مليون دولار الى الأمم المتحدة مقابل حق التصويت وتسديد جزء من المتأخرات المستحقّة، وقد خصصت الحكومة الايرانية الأموال وحددت مصدرها من الارصدة الايرانية المجمدة في كوريا الجنوبية، لكن الولايات المتحدة منعت ايداع الأموال في حساب الأمم المتحدة.
وبشأن أوضاع البلاد الاقتصادية وأن الاتفاق النووي وراء كل المشاكل الاقتصادية التي تعاني منها ايران، نبه ظريف الى أن الأوضاع الاقتصادية في ايران تردت بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي وفرضها اجراءات الحظر وممارسة سياسة أقصى الضغوط على ايران.
ودعا الى المقارنة بين الأوضاع الاقتصادية لايران بعد ابرام الاتفاق النووي وبين الأوضاع بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق وفرضها اجراءات الحظر مشيرا الى أن الأوضاع تحسنت بعد ابرام الاتفاق، ولكنها تدهورت بعد الحظر الذي فرضته الادارة الأميركية.
من جانبه قال الناطق باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك "من الواضح أن ايران ترغب في إيجاد وسيلة للمساهمة في ميزانية الأمم المتحدة. وثمة ظروف خاصة تجعل من الصعب تسديد هذه المستحقات لكننا نلحظ إرادة السلطات الإيرانية لمحاولة إيجاد حل".
وقال مصدر دبلوماسي إن ايران تسعى الى استخدام أموال محجوزة على حساب في كوريا الجنوبية لتسديد قسم من متأخراتها المستحقّة للأمم المتحدة واستعادة حقها في التصويت. وتجرى محادثات بهذا الشأن بين الأمم المتحدة وإيران وكوريا الجنوبية، على ما أوضح المصدر نفسه.