العسكر والتطبيع واذلال السودان
ما شهده السودان من انعطافة خطيرة وانزلاق نحو السقوط اثر خضوعه للابتزاز الصهيو ـ اميركي ـ الرجعي مخطط له منذ سنوات عندما وضع على لائحة الدول الراعية للارهاب لخنقه اقتصاديا حتى تحين ساعة الاستسلامي ليواجه مصيره الاسود من خلال ابتزازه وبالتالي حصره في الزاوية الحرجة وهذا ما افصحت عنه واشنطن في رسالتها للسودان التي عادة لا تفي بوعودها وهي جهة غير موثقة بها بالمرة حين قالت له "اذا تريدين ان نرفع اسمك من لائحة الدول الراعية للارهاب وتحصلي على المساعدات فعليك ان تطبعي مع اسرائيل".
وهذا فخ اشر يجب على السودانيين الالتفات اليه والوقوف بوجهه وهذا ما هو مأمول منهم وما حصل فعلا لحد الان من ردود فعل قوية في الشارع السوداني ومعارضته لنهج بعض قادة العسكر المرتبطين بواشنطن وذيولها من الرجعيين العرب يبشر بالخير لان الشعب السوداني شعب واع ومثقف وملتزم بهويته وتاريخه ولايمكن ان يحيد عن مبادئه وما صدر من ادانة صريحة للتطبيع وحرمته من قبل مجمع الفقه الاسلامي في هذا البلد يدلل على ذلك وهكذا الاحزاب المعارضة والنخب الفكرية والمثقة والطلبة وبقية شرائح الشعب السوداني اضافة الى المواقف الصريحة لرئيس الهيئة الوطنية لمناهضة التطبيع احمد الكحلاوي ضد نهج التطبيع الخياني لذلك ينبغي على الثلة القليلة من قادة العسكر السوداني المرتهن للخارج ان تتعظ من مصير عمر حسن البشير الذي هو الاخر رهن نفسه للاجنبي وللسعودي ـ الاماراتي المقيت والذي كان السبب في تجزئة السودان وتقطيعه نتيجة لسماحه للتدخلات الاميركية الصهيونية الرجعية ودعمها المباشر للمجموعات المتمردة في جنوب السودان ودارفور وجوبا، لكنه في النهاية انتهى به المطاف الى السقوط والذل المهين لينال جزاءه بما اقترفه لذلك فقادم الايام هو في انتظار هذه الثلة دون رحمة لانه رفعت عمدا لواء الخيانة والاذلال للسودان دون ان تحصل على شيء من وعود واشنطن الكاذبة خاصة وامامها تجربة التطبيع المصري ـ الاردني المريرة والتي لم تحصد منها سوى المزيد من الذل والفقر والتسكع على بوابة واشنطن وعبيدها في المنطقة.
لقد ثار الشعب السوداني املأ ان يتخلص من واقعه المرير في ظل نظام البشير الذي مزق السودان وحط من شأنه على ان يمسك بزمام الامور وينتخب رجالا اكفاء ومخلصين لقيادة البلد واذا بالعسكر يلتفون على الثورة ويصادروها كما حصل في مصر ويركبوا موجة الثورة بوضع مدنيين في الواجهة كامثال حمدون الذي لا حول له ولا قوة له في ترسيم السياسة السودانية ومنها التطبيع الذي عارضها لفظا في البداية.
ليعلم الشعب السوداني انه يمر بمنعطف تاريخي خطير ومعقد واذا لم يتدارك الموقف ويضع حدا لممارسات هذه الفئة القليلة من العسكر التي باعت نفسها للاجنبي على امل ان تحصل على فتات موائدهم العفنة والتي هي الاخرى مخاطرة ورهان غير مضمون استحقاقه، وبالتالي زج الشعب السوداني في اتون الازمات التي لا اول لها ولا اخر كما هي الحالة في الدول المطبعة.