لترهبوا بها عدو الله وعدوكم!!
لا نغالي اذا ماقلنا ان الالسن تعجز والكلمات تتلكأ او في الواقع قد يقف العقل حائرا من ان يظهر الصورة الحقيقية لتظاهرة ومسيرة الاربعين في العراق والتي خرجت عن التصورخاصة هذا العام والتي قل نظيرها في تأريخ هذه المسيرة.
وقد يكون من الطبيعي ان تنال هذه المسيرة التي شارك فيها المسلمون ومن مختلف دول العالم وقد تصل الى 60 دولة كما اعلن عن ذلك من قبل اعلام العتبة الحسينية، مما يجعلها في الواقع انها عراقية المكان وعالمية التوجه.لذلك فانها زرعت الرعب في قلوب كل الذين يريدون بالعراق الشر والعدوان. وكل الذين قد حذروا منها خاصة الكيان الصهيوني من خلال الرسالة السرية التي ارسلها نتنياهو الى الرئيس الاميركي اوباما داعيا اياه بالقول: "متى تخلصنا من الثعبان الاسود" ويقصد بذلك مسيرة اربعين الامام الحسين(ع) والتي تصل في بعض حالاتها الى طي مسافة اكثر من 400 كيلومترا مشيا على الاقدام.
ولكن غاب عن ذهن المجرم نتنياهو ان هذه المسيرة التي لها عمقها التاريخي الكبير والتي واجهت مختلف العقبات والاجراءات القاسية من اجل ايقافها، الا اننا نجد ومن خلال ما شاهدناه وخلال الاسبوع الماضي ان هذه المسيرة قد تعملقت واصبحت وخرجت من طوق الثعبان الذي وصفها به نتنياهو بحيث اصبحت تنينا مرعبا لكل المعادين للحرية والعدالة والسلام في العالم.
وكيف لا ترعب هذه المسيرة اعداء الاسلام الحسيني الواقعي الذي يرى مواجهة الظلم والقهر والعدوان والتي رفعت شعارا كان منارا لكل الاحرارفي العالم الا وهو "هيهات منا الذلة" هو الشعار الذي اصبح عنوانا كبيرا يستظل تحته كل الذين لايريدون العيش في حياة ذليلة.
ان مسيرة الاربعين التي قل نظيرها في العالم والتي وصل عدد المشاركين فيها هذا العام الى 25 مليون شخص في مكان واحد رغم كل الظروف الامنية الصعبة التي يعيشها العراق اليوم خاصة الخطر الارهابي الذي يلقي بظلاله على هذا البلد ، الا ان المشاركون عكسوا واثبتوا في هذه المسيرة ابلغ صورة لتحدي الارهاب بكل الوانه واشكاله العسكرية والسياسية، وكذلك اعطت رسالة واضحة لكل الذين يكيدون ويتامرون على العراق والعراقيين من اجل اجهاض مسيرته الحالية الجديدة.
ان الصورة التي ظهرت فيها مسيرة الاربعين هذا العام وضمن شعاراتها الواضحة والتي كانت تطالب وبصورة واضحة بالاضافة الى الاصرار على مواجهة الارهاب، وكذلك اكدت على الحكومة العراقية ومن خلال الشعارات التي انطلقت بمطالبة الدول التي تدعم الارهاب في العراق ان توقف دعمها وبأي شكل من الاشكال وتجفيف هذه المنابع وبصورة نهائية لكي يقطع دابر هذا الداء الخبيث الذي اخذ يسري في جسد الامة وبصورة هستيرية.
واخيرا وليس آخرا والذي لابد من الاشارة اليه الا وهو ان هذه التظاهرة الجماهيرية والتي تمتد الى اكثر من اسبوع وبهذه الكثافة نجد التجاهل المتعمد من قبل بعض وسائل الاعلام سواء كانت في المنطقة والعالم، والتي ترى في ابراز هذا الموضوع اعلاميا قد يطرح الكثير من التساؤلات لدى الذين شاهدوا هذ المسيرة والامكانيات الهائلة التي تقدم فيها والتي تخرج عن التصور بحيث ان الاجابة عليها قد يغير الكثير من التصورات المشوهة التي كانت تلتزم بها هذه الفضائيات لتشويه صورة شريحة كبيرة من ابناء العالم الاسلامي.
ولكن نقول ان المعطيات الاخيرة التي اظهرتها المسيرات المليونية الحسينية العاشورائية قد فضحت كل وسائل الاعلام الماجورة والحاقدة والتي حاولت جهد امكانها ان تخفي الحقيقة الناصعة التي بدأت تظهر للعيان ومن دون رتوش .
لذا فانه وبعد هذا الحدث التاريخي والمهم ينبغي ان ينظر للعراق والعراقيين بصورة تختلف عن سابقاتها، وانهم لايمكن ان يكونوا عبيدا اذلاء للارادات الغربية والاقليمية وغيرها بل ان قرارهم سيكون عراقيا في معالجة الكثير من قضاياهم الداخلية والخارجية.