مهدي منصوري

خرج ماكنزي قائد القوات الاميركية بتصريح اثار استغراب الكثيرين وهو الادعاء بان قواته باقية في العراق وان الحكومة الحالية لم تتحدث معه عن موضوع اخراجها. الا انه قد غاب عن ذهن ماكنزي ان بقاء القوات الاميركية او خروجها من العراق هو قرار الشعب العراقي وقد اتخذ الشعب القرار باخراج القوات الاميركية من العراق سواء من خلال نزوله الى الشارع او عبر تظاهراته المليونية او من خلال قرار ممثليه في مجلس النواب وما على الحكومة الا تنفيذه بكافة تفاصيله.

وقد ادرك العراقيون ان بقاء القوات الاميركية على الاراضي بالاضافة لكونه احتلالا بغيضا الا انه وبنفس الوقت ومن خلال تدخلها السلبي اصبحت مصدرا لاقلاق الامن والاستقرار الذي اثار غضب العراقيين جميعا خاصة عندما تحولت السفارة الاميركية من مؤسسة دبلوماسية الى قاعدة عسكرية ينطلق منها الرصاص ليصيب صدور العراقيين ابناء الوطن وهذا مما لم يالفه العالم اجمع.

ومن نافلة القول ان القوانين و المواثيق الدولية اعطت الحق للشعوب حق مواجهة المحتل للارض والوطن ولا يحق لاي كان من الاعتراض على ذلك ولما كان الاميركان وبعد زوال اعذار بقائهم على الارض العراقية، فلذا فهم محتلون ينبغي مواجهتهم وبمختلف الطرق والاساليب المتاحة، وبناء على ذلك وضمن هذا الحق فان ابناء العراق قد حذروا الاميركان من عدم الخروج من قواعدهم والا فانهم سيواجهون نيران الرافضين لتواجدهم. وفعلا وبالامس تعرض رتل اميركي في الطريق السريع بين الديوانية والمثنى الى وابل من الرصاص من قبل المقاومين التي حرقت المعدات التي تحملها العجلات بالكامل مع قتل عدد من الجنود الاميركان واعتقال بعضهم. هذا الحدث يشير وبما لا يقبل الشك من ان بقاء القوات الاميركية على الاراضي العراقية امر غير مرغوب فيه.

واشارت اوساط اعلامية وسياسية عراقية الى ان رد فعل الرافضين للاحتلال كان بمثابة رسالة واضحة للاميركان ان يعيدوا النظر ويختاروا بين الخروج من العراق او يواجهون الموت الزؤام ليس على ايدي المقاومين فقط من جميع ابناء الشعب الذين يشعرون بانتهاك سيادتهم استقلالهم وبوجود المحتل البغيض والحاقد. لان الشعب العراقي اثبت ومن خلال هذه العملية انه يرفض تواجد اي جندي اميركي على الارض العراقية. وقد توج هذا الامر بالامس عندما خرجت التظاهرات الضخمة المطالبة بالحقوق والداعية الى اخراج القوات الاميركية وعملائها من خلال شعارات "كلا كلا اميركا" و"كلا كلا للبعثيين" عملاء الاميركان.