kayhan.ir

رمز الخبر: 115574
تأريخ النشر : 2020July12 - 20:16
الشرق الأوسط على صفيحٍ حامي و واشنطن تُبارز طهران فيه_

الأدوات الأميركية في المنطقة عاجزة ورامبو الشرق مُتَهَيِّب الحرب مع حزب الله.

إسماعيل النجار…

عذراً لطول المقال ولكن لأهميته.

تتسارَع الأحداث في منطقة الشرق الأوسط وترتفع حرارة الصفيح الساخن الذي يتموضع عليه الطرفان المتواجهان أميركا وإيران،

بعدما فَشِلَت كل الأدوات الأميركية في المنطقة من فتح كُوَّة في جدار محور المقاومة المنيع،

دَخلَت الولايات المتحدة الأميركية صُلب المعركة بنفسها في ظل إدارة بيضاوية عنصرية رعناء لا تفقه في عالم السياسة شيء، لأنها جاءت من بين جدران الملاهي الليلية وحلبات المصارعة بقوَة المال ودخلَت عالم السياسة بشكلٍ طارئ، أمسَكَت بقرار العالم السياسي والإقتصادي والمالي بقوَة هيمَنَة الدولار من خلال نظامه المالي الظالم.

دونالد ترامب، إسمٌ لطالما تردد صداه في عالم البلاي بوي ونوادي القمار والملاهي الليلية وحلبات المراهنة والمصارعة،

صاحب أسوا سمعة وصيت زائع في العالم، والمشهور بقضايا التحرش الجنسي بين النساء حتى من المقربين منه أمسَكَ بأكبر زر نووي في العالم، وجعَل من الكرة الأرضية جغرافيا ملتهبَة جَرَّاء سياساته العدائية والعنصرية ضد أي دولة تعترف بفلسطين وطن قومي عربي للفلسطينيين،

أو ترفض بناء علاقات دبلوماسية مع تل أبيب، أو تَكِن لها العداء، أو تهدد وجودها بالزوال.

تُعتَبَر الجمهورية الإسلامية الإيرانية، العمود الفقَري لمحور المقاومَة والداعم الأول والأكبر لفصائلها في فلسطين ولبنان والعراق وسوريا واليمَن،

تتعَرَّض إيران منذ 40 عاما إلى أشرس حرب إقتصادية ومالية وسياسية وحُزَم من العقوبات القاسية من الإدارة الأميركية، تسَبَّبَت في خلافات عميقة بينهما وَصَلَت في بعض الأحيان إلى إحتكاكات عسكرية بين الطرفين وأنتَهَت بجهود ووساطات دولية خوفاً من تطور الأمور.

اليوم الأمور إختَلَفَت كثيراً عَمَّا كانت من قبل في إيران، وذلكَ بفضل التطور النوعي الذي شهدته هذه الجمهورية في كافة القطاعات العسكرية والصناعية والزراعية والتطور التكنولوجي والهندَسَة والبناء والطب وصناعة الدواء وإنتاج الطاقة، وتحديداً البرنامج النووي الذي يعتبر رأس الخلاف والخوف الأميركي الإسرائيلي على حَدٍ سَوَاء.

إيران التي أصبَحَت قُوَة عُظمَىَ إقليمية، بفضل قدراتها العسكرية الهائلة، قيادتها مُصَمِمَة على مواجهة ظلم الإستكبار العالمي، وفي إطار الصراع العربي الإسرائيلي وضعت طهران نفسها على رأس لائحَة القِوَىَ المعادية للكيان الصهيوني وأتَخَذَت قراراً إستراتيجياً بمحاربته وإزالته من الوجود،

وأعتبرته كما ورَدَ على لسان مُفَجِر الثورة الإمام الخميني العظيم، غُدَّة سرطانية يجب إستئصالها من المنطقة ومنَ الوجود.

دَعَمت طهران قِوَى الممانعة والمقاومة وعلى رأسهم حزب الله {المقاومة الإسلامية} في لبنان التي خاضت حروباً شرسة مع هذا العدو تكللت بالنصر المؤزَر وإنسحاب جيش العدو إلى داخل حدود فلسطين المحتلة.

قَوِيَت شَوكَة فصائل المقاومة، وأشتَدَّ عودها في فلسطين وخارجها وأصبحت تشكل تهديداً حقيقياً لإسرائيل، وشَقَّت طهران طريقها الى حدود فلسطين عبر بغداد ودمشق، إعتبرته قِوَىَ الرجعية العربية والإستزلام على لسان ملك الأردن عبدالله الثاني {هلالاً شيعياً} خطيراً يجب أن يُكسَر.

بدأت واشنطن بالسعي لإقفال الطريق وكسر حلقتين في السلسلة إسمهما العراق وسورية،

إضطَرَت لأجل ذلك للتدخُل بنفسها لعجز زبانيتها من تحقيق أي تقدم يذكر على هذا المحور،

ففشلَت فشلاً ذريعاً ولكنها لَم تستسلم، حاولت أيضاً في سوريا ولَم تُفلِح ولكنها لا زالت تسعى؟

شَكَّلَت تحالفاً من 17 دولة نصفهم على شكل مرتزقة، وشنوا حرباً على اليَمن لا زالت مستمرة منذ 5 سنوات إنتهى المطاف فيها بتفكك التحالف والتنازع فيما بينهم والقتال، بينما تحرز قوات الجيش واللجان اليمنية كل يوم نصراً على نصر.

اليوم تحاصر الولايات المتحدة لبنان معقل المقاومة الإسلامية وتفرض عليه أقسى العقوبات في نفس الوقت الذي يعاني من إنهيار مالي واقتصادي حقيقي، يواجهه حزب الله ومن خلفه محور المقاومة بقوة وشراسة، بحيث أصبحت بيئتهم أكثر حماسةً وشوقاً للمواجهة مع الكيان الصهيوني الذي يُعاقبون بسببه!

الأميركيون والإسرائيليون يحاولون إنتزاع أي تنازلّ ولو كانَ بسيطاً يكون طوق ألنجاة لسيدهم المصارع، ولكنهم لَن يُفلِحوا أو ينجحوا، فبيروت التي يَشهد لها العالم بالقوة والصمود لن تستسلم، والمقاومة الإسلامية فيها جاهزة ويدها على الزناد،

بينما جنرالات الجيش الذي كانَ لا يُقهَر مُتهيبون الحرب مع حزب الله، ويتلطَون خلفَ مستوطنيهم اللذين حرضوهم بعد إن أرعبوهم من صواريخ المقاومة، لكي يضغطوا على ساستهم لعدم إتخاذ قرار شَن الحرب على لبنان خوفاً من الهزيمة في المواجهة.

بعد كل ما قامت به إدارة ترامب المريض والمجنون خلال السنوات الأربَع العِجاف، وخصوصاً إنسحابه من الملف النووي بشكل أُحادي الجانب، ينتظر العالم بشوق وحرارة نتائج الإنتخابات الأميركية في 3 تشرين الثاني المقبل من هذا العام 2020، متأملين فَوز جو بايدِن ورحيل المُهَرِج من البيت الأبيض؟

عَلَّهُ يُصلِح الدهر ما أفسده العطار، ويعود البيت الأبيض الى رشدِهِ، ويعاود الإلتزام بالإتفاقيه النووية الموَقعَة من دوَل أل 5+1 مع طهران، وتُرفَع العقوبات الأميركية التي فرضتها إدارة ترامب ظلماً، ويعود الجميع الى مربع العام 2016 فيتجنب العالم خطر مواجهة عسكرية ربما تكون بسببها الحرب العالمية الثالثة على الأبواب بسبب إسرائيل.