حرب لبنان.. ذكرى لم تجتث أسبابها بعد
يوم 13 نيسان (أبريل) الذكرى الخامسة والأربعون لذكرى الحرب الأهليّة اللبنانية 1975.
هذه الذكرى التي يُهيّأ لنا بـ لحظات اليأس والإحباط، أننا سنبقى نحييها حتى نهاية العالم. نحييها، كأن الفولكلور يخفف من وطأة اللعنة الملازمة لهذا الوطن الذي اسمه لبنان. كأننا لا نرى الحروب الأهلية التي تحاصرنا من كل حدب وصوب. كأننا لا نريد أن نرى، لا نريد أن نعترف، أن الحرب لم تنتهِ، لأننا لم نفعل شيئاً لإنهائها. لأننا لا نريد إنهاءها ربما، أو أننا عاجزون عن ذلك. لأننا لم نح بعد مراسم الجنازة، ولا نمتلك جرأة المصالحة الوطنية، خارج الشعارات السياسية الفارغة، والانتهازية، المجبولة في طين "التكاذب "الوطني.
الحرب هنا، المهجرون، المفقودون، الندوب الظاهرة في العاصمة، أو المدفونة في اللاوعي الجماعي، لأننا ببساطة لم نقم كشعب باجتثاث أسباب وجودها من الجذور.
حرب لبنان الطاحنة، استمرت 15 عاما (1975-1990) وصفت بأنها "حرب الآخرين على أرض لبنان"، وانتهت بوضع ركائز النظام السياسي اللبناني الحالي، وبتسويات إقليمية.
من أخطر نتائجها كان التهجير والفرز الديني والمناطقي. وقد قدر عدد ضحاياها بـ150 ألف قتيل و300 ألف جريح ومعوق، و17 ألف مفقود.
وهجر بسببها أكثر من مليون نسمة في بلد كان عدد سكانه ثلاثة ملايين، ونزح نحو 600 ألف شخص من 189 بلدة وقرية مسيحية وإسلامية، أي ما يعادل 21.8% من مجموع السكان.
كما قدرت خسائر الحرب المباشرة التي أصابت رأس المال الإنشائي والتجهيزي في القطاعين العام والخاص بنحو 25 مليار دولار أميركي.
العالم