kayhan.ir

رمز الخبر: 109070
تأريخ النشر : 2020February11 - 22:06

ثورة لا كباقي الثورات


ما شهدته طهران ومدن ايران الاسلامية وقراها بالامس وبمناسبة الذكرى السنوية الـ 41 لانتصار ثورتها الاسلامية المباركة من حضور مليوني كان مذهلا ولافتا للعالم خاصة وقد مضت على انتصارها اكثر من اربعة عقود وهذا الامر غير مألوف في العالم لان مثل هذه المناسبات الوطنية عادة ما تكون بروتوكولية وتختصر على استعراض عسكري أما في ايران الاسلامية كان المشهد المليوني والملحمي يتجدد كل عام وأكثر عنفوانا من ماضيه لانها ثورة عقائدية ولايمكن للشعب ان ينفصل عن مصيره مادامت الحياة تدب في نفسه.

ورغم البرد القارص الذي تزامن مع هذا اليوم وتتساقط الثلوج فيه لكن كل ذلك لم يمنع الشعب الايراني من النزول الى الشوارع لتجديد العهد والبيعة للثورة الاسلامية وقائدها الكبير الامام الخميني (قدس سره) وكذلك قائدها الحالي الامام الخامنئي بتمسكه بثورته و مبادئها السامية مادام هناك قلب ينبض للشعب الايراني وهو ينقاد لزعامته التاريخية الامام الخميني (قدس سره) ومواصلة تضحياته الجسام الذي صنع اكبر ثورة معاصرة أحدثت تغييرا كبيرا في المسار العالمي وتاريخه لأنها انتصرت في وقت كان القطبين الكبيرين اميركا والاتحاد السوفيتي يتكالبان على العالم ولايمكن لاية قوة جديدة أن تشذ عن هذه القاعدة لكن الامام الخميني (قدس سره) ضرب هذه القاعدة عرض الحائط وأسس لمدرسة ثالثة تحمل افكار جديدة واهمها "لا شرقية ولا غربية " جمهورية اسلامية وهي مستوحاة من الاسلام الذي جاء اساساً لانقاذ البشرية من الشرك والضلال.

وكان بديهيا ان يتصدى الاعداء لها بعيد انتصارها، لانها تشكل خطرا كبيرا على مصالحهم ولا تتلائم مع استراتيجيتهم لادارة العالم لذلك وضعوا لها العراقيل ودبروا لها الانقلابات والمؤامرات وشنوا عليها الحروب لكنها بفضل الباري تعالى وقيادة الامام الحكيمة وخلفه الصالح الامام الخامنئي واصلت الثورة الاسلامية مسيرتها بكل ثبات وهي تزداد عظمة واقتداراً وتقدماً في كل المجالات ومنها أحدث العلوم المعاصرة كالنووي والفضائي والنانوي والطبي والعسكري الذي يشكل اليوم دعامة رئيسية للبلاد بحيث لا يتجرأ حتى أعتى قوى الطغيان الاعتداء عليها.

ان من مفاخر هذه الثورة الاسلامية أنها رفعت لواء نصرة المسلمين والمستضعفين ليس قولا بل فعلا وقد تركت بصماتها في كل بقعة من هذه المعمورة ابتداءً من قضايا منطقتنا العربية الاسلامية وحتى ثغور اميركا اللاتينية.

ومن مفاخرها الاخرى انها كشفت نفاق الغرب وعلى رأسه اميركا وعرته تماماً أمام الشعوب حيث أنكشف زيف شعارات الغرب في الدفاع عن حقوق الانسان ودعم الديمقراطية والحرية حيث اتضحت الصورة للشعوب بأن الغرب هو المدافع الاول عن الانظمة المستبدة والديكتاتورية وأنه القامع لتحركها المتطلعة للحرية والاستقلال وهذا ما ترجم على الارض من خلال قمع الشعب الفلسطيني والبحريني واليمني وما أقترفه هو وأدواته في العراق وسوريا ولبنان من جرائم يندى لها جبين البشرية.

ومن مفاخرها ايضا أنها عرت الحكام العرب الذين كانوا لفترة من الزمن يتاجرون في الظاهر بالقضية الفلسطينية لاكتساب الشرعية لانفسهم الى أن اختلفت الامور تماما بعد الثورة الاسلامية وحفظا لكراسيهم اصبح التطبيع مع العدو الصهيوني هو الادات الجديدة لكسب الشرعية لحكمهم.

لكن ما ميّز هذا العام عن الاعوام السابقة في ذكرى انتصار الثورة الاسلامية المباركة انها تزامنت مع ذكرى أخرى وهي أربعينية الفريق الشهيد قاسم سليماني القائد الميداني الكبير والسياسي الاستراتيجي المحنك الذي أعترف به الاعداء قبل الاصدقاء وهذا الحضور الحماسي المليوني هو رسالة بليغة الى اميركا بانها أرتكبت آخر أخطائها الاستراتيجية أمام ايران وهذا ما لمسته عمليا في "عين الاسد" وعليها ان تدفع أغلى الأثمان التي أولها الخروج من المنطقة والأمر الاخر والمصيري هو دور الشعوب للثأر لدماء القادة الشهداء انتقاما منها حتى تشطب كقوة كبرى من الساحة الدولية وتصبح كبقية دول العالم داخل حدودها، ملتزمة بالاعراف والقوانين الدولية حتى يقبلها المجتمع الدولي.