فارين بوليسي: هكذا تمكن الزعيم الايراني الفذّ من دحر ترامب
طهران- كيهان العربي: اجرت مجلة "فارين بوليسي" الاميركية لقاء مع ضابط سابق في السي آي ايه، بعنوان "كيف تمكن الزعيم الايراني الكبير من غلبة ترامب".
وتحدث "راؤول مارك غرشت، للمجلة عن تصاعد التوتر بين اميركا وايران، بعد الهجوم المباغت الاسبوع الماضي لحركة انصار الله لمنشآت السعودية النفطية.
الضابط السابق في السي آي ايه "راؤول مارك" متخصص بالشأن الايراني لسنوات طويلة وركز بحوثه على قائد الثورة لثلاثين عاما، كما ويشغر خبيرا في مركز الدفاع عن الديمقراطيات، ومن المؤيدين لخروج اميركا من الاتفاق النووي، وتشديد العقوبات على ايران.
فيما يعتبر المركز الذي يعمل فيه مركزا صهيونيا فيمكن مشاهدة بصماته في كل القرارات المعادية لايران ومنها فرض اقصى العقوبات.
"راؤول" الذي يجيد اللغة الفارسية يشير باصابع الاتهام لايران بانها وراء الحملات بطائرات الدرون على المنشآت النفطية السعودية، دون ان يقدم اي دليل على ذلك قائلا: ينبغي استكمال التحقيقات حول دور ايران بهذه الهجمات والأخذ برأي الخبراء العسكريين.
وردا على تساؤل للمجلة وهو؛ هل ان هذا الهجوم هو اجراء شرس من قبل ايران ردا على الضعف الاميركي"؟ فقد ادعى "راؤول": "نعم، وبالطبع فان الايرانيين قد صعدوا الموقف تدريجيا، فكلما تباطأنا كان ردهم مجازفة تقرب من الموقف العسكري. وسيوصلون تحديهم الى الخطوط الامامية للبرنامج النووي. وبهذه الهجمة انتصر الايرانيون على جبهتين؛ فقد وجهوا اهانة لاميركا من جهة ومن جهة اخرى وجهوا للسعودية التي يكرهونها ضربة مباشرة".
وحول كيفية اعتبار هذه الحملة من قبل ايران في الوقت الذي لا تطفوا سوى الظنون؟ قال راؤول: "ان اسلوب ايران يتمخض في التغطية على الفعل بتكليف القوات البديلة، فالقوات الشيعية المختلفة تغطي على الايرانيين تحركهم، فان كان الهجوم الاخير هجوما مباشرا فهو اختبار خاص لترامب ولابن سلمان، وقد اظهر الهجوم مدى ضعف الدفاعات الجوية السعودية".
واضاف: "من البديهي ان يعطي الخبراء رأيهم بان هذه الصواريخ من اي مكان انطلقت". واعتبر راؤول الرد على ايران بالامر الضروري، مدعياً؛ "ان لم ترد اميركا فستكون القضية جادة ولذا سيكون على رئيس الجمهورية ان يعتبر حرية ملاحة الاسطول البحري الاميركي في خبر كان، فان سمحت اميركا لايران ان تستمر بهكذا هجمات، فعلينا التشكيك بادعاء اميركا بانها حامية للنفط السعودي منذ خمسينيات القرن الماضي ولليوم".
واضاف: "ينبغي ان نقول ان بنك الاهداف المنتخبة من قبل ايران لفتت انتباهي اذ انها نقاط مصيرية".
وتساءلت المجلة هل يعني قائد الثورة الايرانية بان هذا الاجراء هو اختبار نهائي لدفع اميركا للتراجع؟ فاجاب ضابط الاستخبارات الاميركية بالقول؛ مع الاخذ بالحسبان تصريحات بعض المسؤولين في الحكومة الاميركية ومنهم "مايك بومبيو"، فينبغي القول: يبدو اننا في وضع تراجعي، فتصريحات بومبيو القاضية بضرورة التشاور مع السعوديين وتشكيل تحالف لا يشكل خطرا عين يترجم للغة الفارسية".
وحين ردت المجلة بان ترامب قد فرض عقوبات جديدة على ايران، فاجاب راؤول؛ "ان اعمال حظر اشد على ايران يمثل ردا ضعيفا، فحين لا تتمكن من فعل شيء ماذا ستفعل؟ ستستفيد من الحظر".
اللافت في تحليل راؤول من مواجهة سماحة آية الله الخامنئي وترامب هو؛ "ارى ان الزعيم الايراني الكبير بصدد جر ترامب لحرب سياسية، ولاشك انه منتصر واعتقد انه انجح زعيم في الشرق الاوسط منذ الحرب الكونية الثانية ولليوم، فهو محنك فذ ويتمتع بقابليات رفيعة وخبرات جيدة. واجزم استنادا على وثائق واحصاءات ان الزعيم الايراني يفوق على ترامب وفي الجهة المعاكسة له".