المغزى من تغيير بوصلة القتال
كتب المحرر السياسي
لم يفاجئ احداً قرار بايدن برفع حظر استخدام الصواريخ بعيدة المدى لضرب العمق الروسي عن طريق اوكرانيا، اذ ان هذه الصواريخ من طراز "اتاكمز" يتم تشغيلها بواسطة خبراء اميركان، وهذا ما اكدته وزارة الدفاع الروسية في بيان نقلته وكالات الاعلام الرسمية الروسية، بان "العدو قد ضرب موقعاً في منطقة بريانسك بستة صواريخ من طراز اتاكمز التكتيكية الاميركية الصنع". وهذا يعني مشاركة اميركية مباشرة في النزاع.
ان هذا السيناريو الاميركي الجديد يتزامن مع زيارة المبعوث الاميركي "آموس هوكشتاين" الى تل ابيب (أمس الاربعاء) قادماً من بيروت. فهل جاء المدلل الاميركي بصفقة تثلج صدور الحكومة الاسرائيلية، بان تبقى اراضٍ لبنانية تحت الاحتلال الصهيوني مثل مزارع شعبا وتلال كفر شوبا والتي لم تستجب "اسرائيل" للقرار الدولي المرقم 425 باحتلالها لهذه الاراضي منذ عام 1967، وعلى مراحل لمنتصف السبعينات من القرن الماضي، اذ تشكل اهمية جيوستراتيجية كونها تشرف على هضبة الجولان المحتل، وكذلك جاء المبعوث الاميركي ليمنح للكيان الصهيوني الاحتفاظ على السيطرة التامة على الاجواء اللبنانية؟
ان القرار السيادي اللبناني اليوم تتخذه حكومة تصريف الاعمال برئاسة نجيب ميقاتي بشكل حتمي بعد التشاور مع المقاومة الاسلامية، فان كان لحزب الله موقفاً مغايراً لما تشترطه "اسرائيل" فستحاول الاخيرة ان ترفع من سقف شروطها لما بعد نهر الليطاني، وهنا مربط الفرس.
ان تجارب الماضي البعيد والقريب مازالت عالقة في اذهان الجميع؛ حكومات ومنظمات جهادية، بان العدو ـ وبدعم اميركي اوروبي ـ لا يفي بوعوده مطلقاً، وهو يطمع بمناطق تنعم بالخير ووفرة المياه، ليرغّب اليهود ببناء مستوطنات جديدة تسيل لها اللعاب.
ان المهمة الخطيرة والصعبة للغاية التي تحملتها المقاومة منذ عام 1982، بعد ان احست بخطر غزو مقصود لاراضٍ خصبة في لبنان ولا تقتصر الهجمات الاسرائيلية ضرب المقاومة الفلسطينية التي كانت متواجدة في الجنوب اللبناني.
ومع تواضع الامكانات وكثرة المتربصين استطاع حزب الله ان يبني قاعدة شعبية في فترة قياسية. وكيف وهي اليوم قد تسلحت من الراس الى اخمص القدم بشعور ثوري لا يتزعزع وهو سر نجاحها، اضافة لترسانة تسليحية بكر، قد احتفظت بسريتها لمثل هكذا مشاريع دولية تحاول فرض الامر الواقع على المنطقة، وإلهاء شعوب العالم بحرب اوكرانيا، البلد الذي ذهب هو الآخر ضحية مخططات النظام الدولي الاستبدادي بقيادة اميركا. وهيهات ان تمرر مشاريع جديدة وهنالك قيادة إسلامية واعية تحرس حقوق كل مستضعف يئن من وطأة الاجرام الدولي، بالرغم من التضحيات الجسام التي قُدمت الى الآن، من عملية اغتيال الشهيد السيد حسن نصر والشهيد يحيى السنوار وسائر القامات التي لا تعوض إلا بالثأر لدمائهم، وما ذلك على الله بعزيز.