kayhan.ir

رمز الخبر: 197050
تأريخ النشر : 2024November06 - 20:22

هنالك فخ لا تذهب الى باكو يا سيد بزشكيان

 

حسين شريعتمداري

1 ـ من المقرر ان ينعقد مؤتمر  الامم المتحدة  لتغير المناخ (كوب 29) في باكو عاصمة جمهورية اذربيجان في الفترة من 11 الى 22 نوفمبر 2024. وهو مؤتمر يعقد كل عام في اطار واحدة من مؤتمرات منظمة الامم المتحدة، الذي يهدف للحد من الانبعاثات الناجمة من الغازات الدفيئة. ونقلت بعض الاخبار عن مشاركة الدكتور بزشكيان على راس وفد في هذا المؤتمر!

فان كان الخبر الذي يصر عليه المتأثرون بالغرب في الداخل صحيحاً، فسيكون السيد بزشكيان قد وضع قدمه على فخ خطير، اذ ستُحمل الجمهورية الاسلامية الايرانية وكذلك شخص رئيس الجمهورية، اضراراً بليغة! فالاخطار والاضرار الناجمة من حضور رئيس جمهوريتنا ـ او اي وفد آخر من ايران ـ في هذا المؤتمر يمكن تقييمها من عدة جهات لنقرأ!

2 ـ فلو نلقي نظرة لجرائم  الكيان الصهيوني! من قتل اكثر من 45 الف بريء، وإلقاء آلاف الاطنان من القنابل على رؤوس  شعب مظلوم في غزة ولبنان، والقصف بالصواريخ  لكل مكان ينبض بالحياة. قصف المستشفيات والمدارس ومخيمات اللاجئين و... ولربما تتساءلون ما علاقة حضور السيد بزشكيان في مؤتمر باكو بجرائم هذا الكيان المتوحش؟! والاجابة هي ان "اسحاق هرتزوك" رئيس جمهورية الكيان اللقيط قد تمت دعوته للمؤتمر وسيشترك هو الآخر! أليست لحضور شخصية مرموقة مثل رئيس جمهورية بلدنا بما يتمتع من مواقف ثورية وانسانية بمثابة ادارة الظهر للدماء المسكوبة غدراً، ومساً لحيثية الجمهورية الاسلامية الايرانية التي ترفع راية محاربة الصهاينة الجناة؟! بالطبع هو كذلك، فان مكانة الدكتور بزشكيان تنأى بمثل هكذا عمل مستقبح.

3 ـ كما وليس من حق جمهورية آذربيجان كدولة مسلمة، ان تدعو رئيس جمهورية نظام وحشي ولقيط كـ"اسرائيل" للحضور في المؤتمر، اذ ان دعوة جرثومة الفساد هذه هي خيانة واضحة للاسلام والشعوب الاسلامية والدماء المراقة للمظلومين. والمتوقع من رئيس جمهوريتنا ليس فقط تجنب حضور المؤتمر وحسب بل عليه ان يعترض على حكومة باكو بشدة. مع ان حكومة باكو متهمة بارسال الوقود والسلع لكيان الاحتلال خلال الحرب الاخيرة.

4ـ العام الماضي عقد المؤتمر (كوب 28) في الامارات، وفي الوقت الذي لم يكن في البين اي خبر عن حضور وفد الكيان الصهيوني، امتنع الشهيد رئيسي، وبسبب انتقاده للاتفاق المشار اليه، امتنع عن الحضور في المؤتمر، وارسل وزير الطاقة السيد محرابيان الى دبي، ولكن حين عُلم ان وفداً من الكيان الصهيوني قد تمت دعوته، امتنع السيد محرابيان عن الحضور في موقف ثوري نابع عن احترام دماء الشهداء الفلسطينيين ونفيا لوجود الكيان الصهيوني الخبيث، واقفل عائداً الى البلد، ليلقى الاستحسان والتقدير من الشهيد رئيسي.

مع ملاحظة ما اوردناه، من البديهي ان لا يحضر السيد بزشكيان او اي وفد من ايران الاسلامية لمؤتمر  باكو... واللافت ان اصرار بعض السياسيين المتاثرين بالغرب لان يشترك رئيس الجمهورية المحترم في مؤتمر باكو، لهي قضية مشينة سنعالجها في مجال آخر.

واما اتفاق باريس والذي هو حاضنة مؤتمر باكو، كذلك يستتبعه اضرار جمة لبلدنا، وهو دليل آخر على ضرورة عدم حضور السيد بزشكيان في هذا المؤتمر. لنقرأ!

  ان مؤتمر باكو (كوب29) هو المستل من اتفاق باريس، الذي هو اجماع اقليمي دولي فيه تتعهد الحكومات بالعمل على الحد من الغازات الدفيئة في العالم. ففي عام 2015 اجتمع ممثلو 195 بلداً بالتنسيق مع منظمة الامم المتحدة، لمعالجة ظاهرة الاحتباس الحراري وتداعياته السلبية وتمت المصادقة على اتفاق باريس. وحسب هذا  الاتفاق تتعهد الدول الاعضاء كل حسب امكاناته، التقليل من استخدام الوقود الاحفوري (النفط والغاز) كي تتم الحد من انبعاث الغازات الدفيئة.

6ـ ان الانتشار الفائق عن الحاجة ومخاطر إنبعاث الغازات الدفيئة من قبل الدول الصناعية الكبيرة، والتي تستخدم الوقود الاحفوري بشكل واسع في تشغيل مصانعها، فيما حصة الدول النامية مثل ايران في انتاج الغازات الدفيئة ليست بما يعتنى  به تقريبا. من هنا فان انضمام ايران لهذا الاتفاق لا يؤدي الا للحؤول دون تطور صناعة بلدنا. وحين تم مدارسة موضوع انضمام ايران الى اتفاق باريس خلال دورة المجلس الخامس، ودار الحديث عن الدعم المالي للدول كي تملأ حفر طبقة الاوزون التي سببتها الغازات الدفيئة، اعترض المرحوم عباس عباسي ممثل اهالي "بندر عباس" مقدما عدة ادلة محكمة على اعتراضه، قائلا: ان طبقة الاوزون قد ثقبتها الدول الصناعية الكبيرة فلماذا ندفع نحن تكاليف  الترميم؟! فيعالجوا هم مشكلة هذا الثقب في طبقة الاوزون.

7 ـ ولندقق في هذه الفقرات الاربع: الاولى: في شتاء عام 2015 غادرت السيدة "معصومة ابتكار" كنائبة عن حكومة السيد روحاني الى باريس للاعلان عن انضمام ايران الى اتفاق باريس. وللاسف تمت المهمة التي جاءت لاجلها السيدة معصومة ابتكار بانضمام ايران للاتفاق، وصرحت بعد عودتها من باريس بالقول: "ان ايران ودون اي شرط قد تعهدت بخفض انبعاث الغازات الدفيئة بمقدار 4%، وكذلك ستخفض انبعاث هذه الغازات 8% بشرط رفع العقوبات عن ايران"!

الثانية: ان السيد روحاني رئيس الجمهورية حينها وبعد ان التفت الى حقيقة اتفاق باريس، اتخذ موقفاً من الاتفاق، قائلا: "ان الدول الصناعية الكبيرة والتي هي الاكثر في انبعاث الغازات الدفيئة لم تلتزم بمضمون الاتفاق، فلماذا نقوم نحن بذلك ونقف امام تطور بلدنا ونعرض معيشة الشعب للخطر"؟

الثالثة: في الاول من حزيران من عام 2017، اعلن دونالد ترامب الرئيس الاميركي حينها، ان اميركا اوقفت جميع مشاركاتها في اتفاق باريس  عام 2015 بخصوص تغيير المناخ، معلنا ان هذا الاتفاق سيضعف اقتصاد اميركا، وسيكون ضررا مستمرا لبلدنا.

الرابعة: ان المجلس التاسع ورغم وجود ادلة محكمة كثيرة تعكس مدى الاضرار التي يلحقها اتفاق باريس، قد وافق على انضمام ايران الى الاتفاق  ولكن مجلس صيانة الدستور ولحسن الحظ قد رفض مصادقة المجلس على الانضمام لاتفاق باريس، بعد ان تمت مدارسة الامر والتحقيق فيه.

8 ـ اعتماداً على الفقرات الآنفة الذكر لا يعلم ما هي الدوافع التي تدعو بعض السياسيين المتاثرين بالغرب يحضون  رئيس جمهوريتنا المحترم على المشاركة في مؤتمر باكو؟! فهل مازالوا لم يدركوا ان حضور السيد بزشكيان بصفته رئيس جمهورية ايران او اي وفد آخر من بلدنا يحضر مؤتمر باكو، بمثابة وضع الاقدام في فخ خطر نصبه الاعداء البينين للاسلام وللثورة وللشعب الايراني، وضعوه  لايران الاسلامية ولرئيس جمهوريتنا المحترم و الثوري؟!