kayhan.ir

رمز الخبر: 195282
تأريخ النشر : 2024October07 - 20:14

تزييف هويات الشعوب

 

معادلة الصراع القائمة بين الكيان الصهيوني والدول الاسلامية بكل عناصرها المادية والجغرافية والبشرية، وحتى البعد المعنوي منه بما يعرف بالحق  والعدل، كانت ومازالت ترجح كفتها لصالح الكيان الغاصب وبشكل غير متكافئ ومضاد للاعتبارات المنطقية الخاضعة للعناصر المذكورة.

فطالما نجد ان اسرائيل هي المبادرة والمحددة لحركة الصراع وكأنها صارت من المسلمات والبديهيات، ولا نجد تفاوضاً الا وفق ما تحدده وتشترط عليه.

وهي تمارس القتل والاغارة على مخيمات الفلسطينيين والمناطق السكنية للبنانيين ولا تكترث لانها معفية من كل الضغوط الدولية، بذريعة التهديد الذي يتعرض لامنها القومي.

ومما لا يختلف عليه اثنان ان تنفرد جبهة المقاومة الاسلامية بريادة الجمهورية الاسلامية الايرانية عن الخارطة التي رسمها الغرب  واعجلت الامة لتسير عليها.

فمن الاساليب المتبعة لجعل الشعوب تعيش الضبابية في مواقفها هي تزييف هويتها، سواء أعلمت بذلك أم لم تعلم. فنجد مناهج الدرس وحتى على المستوى العالي تعج بمصطلحات وانتماءات جديدة ولكن بلبوس وغطاء تاريخي ممنهج لا يلتفت لها الا المتخصص بحياة الامم وجغرافيتها.

فألصقوا للشعب  اللبناني انه فينيقي العرق، وللفلسطيني بانه كنعاني الملتحد، وللافريقي انه أمازيغي العنصر، وللسوري بانه آرامي، وللمصري فرعوني...

فبعد ان تُفرغ قلوب الناس من عقيدتها يصير سهلاً غزو أذهانها بأنواع من الانتسابات. هذا فضلاً عن الصراع الاثني المزروع اصلاً ولا سبيل  لايقافه. وإلا كيف نفسر انتصار المسلمين على أعتى قوة غربية خلال الحروب الصليبية، بكل ما اُوتيت اُوروبا من آليات ومزاعم دينية وتاريخية في نفس الوقت.

إن ما يتحتم علينا اليوم توحيد الاُمة على ما تشترك عليه من عقيدة في بُعد روحي، وتعزيز أواصر التجارة والفرص الاقتصادية في البعد الحياتي. وضرورة وجود قائد حكيم شجاع، ترى فيه الشعوب الاسلامية الأمل والمحور الذي تعول عليه لتحقيق طموحاتها حتى وان إختلف الحكام في قناعاتهم. فالكلمة الفصل للشعوب كما قال الشاعر:

اذا الشعب يوماً أراد الحياة

فلابد ان يستجيب القدر

ولا يخفى علينا ما تعيشه القضية الفلسطينية اليوم من تحد شرس لم تمر به من قبل، فهنالك من يراهن على مشروع حل الدولتين لتمييع المواطن الفلسطيني بتخليه عن استرداد حقوقه المضيّعة لاكثر من سبعين عاما فيعيش مهمشا كمواطن من الدرجة الدنيا تشغله لقمة العيش لا اكثر، وفي الحقيقة ان الاسرائيلي لا يؤمن بأي شخص من غير الصهاينة، فيجعل من الفلسطينيين عبيداً وكما يصطلحون هم (الصهاينة) عليهم بـ(غوييم) أي الانجاس، فيجعلوه يتجرع الغصص ولكن لات حين مندم. فلو كان في اليهودي ادنى حسنة لما تخلص منهم الاوروبيون وابتدعوا لهم اسطورة ارض الميعاد. ولا تشاطر الصهاينة في مبدأهم سوى الاميركان لما في مخيلتهم انهم كذلك عبرانيون اذ عبروا المحيط الاطلسي وغزو ارض السكان الاصليين وقتلوا ثمانين مليون من المحليين واسموهم الهنود الحمر تهكماً ليطمروا حضارتهم الممتدة الى بلاد المكسيك وهي حضارة "الإنكا"، و"المايا"، قبل اكثر من 15 الف سنة.