kayhan.ir

رمز الخبر: 190860
تأريخ النشر : 2024July13 - 20:27

منظّمة شنغهاي.. قوة موازنة للغرب لا يُستهان بها

كتب أستاذ الأمن الدولي في جامعة "برمنغهام" ستيفان وولف مقالة نشرت على موقع "آسيا تايمز" أكَّد فيها أنَّ العالم يشهد إعادة تشكيل النظام الدولي القائم، مشيرًا إلى أنَّ "الصين وروسيا على ما يبدو تدخلان في تحالف سيكون موجهًا بشكل مباشر إلى الغرب بأكمله".

وأضاف الكاتب أنَّ "المؤشر الأحدث على هذا التحوّل كان قمة منظمة تعاون شنغهاي التي انعقدت بتاريخ الثالث والرابع من تموز/يوليو الجاري في كازاخستان"، متحدّثًا عن وجود مؤشرات واضحة تفيد بأنَّ الصين وروسيا تطمحان إلى جعل منظمة تعاون شنغهاي كتلة قوية موازنة للغرب.

وتابع "ما ورد في تصريحات الرئيسين الروسي والصيني فلاديمير بوتين وشي جين بينغ يشير إلى ضرورة أخذ منظمة تعاون شنغهاي بالمزيد من الجدية".

ولفت الكاتب إلى ما ورد في كلمة بوتين خلال قمة منظمة تعاون شنغهاي حيث أعرب عن اعتقاده بأن العالم المتعدد الأقطاب أصبح واقعًا، وقال إن المنظمة المذكورة وإلى جانب منظمة البريكس تشكلان الأعمدة الأساسية للنظام العالمي الجديد، لافتًا إلى أنَّ كلام الرئيس الصيني حمل نبرة مشابهة إذ جاء فيه أن رؤية منظمة تعاون شنغهاي تحظى بشعبية واسعة وأن لدى الدول الأعضاء في المنظمة أصدقاء حول العالم.

هذا، واعتبر الكاتب أن ذلك ربما هو المؤشر الأوضح حتى الآن على أن مواقف روسيا والصين حيال منظمة تعاون شنغهاي كقوة موازنة للناتو بدأت تتطابق، كما تحدث عن مؤشرات أخرى تفيد بأن روسيا والصين تستخدمان أدوات مختلفة لتقوية موقعيهما حيال الغرب.

كذلك تابع، أن الإستراتيجية المعتمدة على ما يبدو هي محاولة إضعاف الناتو وخلق فجوة بين الولايات المتحدة ودول أوروبية، متناولًا خطوات بدأت فعلاً لتعزيز العلاقات مع دول الناتو الصديقة مع روسيا والصين، مثل المجر وسلوفاكيا.

كذلك أشار الكاتب إلى أن "شي" وبوتين أكدا على موضوع يورآسيا، مضيفًا أنَّ ذلك يعني بالنسبة لكليهما تقليص الدور الأميركي في المنطقة. وأردف أنَّه "وبالنسبة إلى بوتين، فإن المسار الأساس هو نظام جديد من الضمانات للأمن الجماعي في يورآسيا، حيث إنَّ الخطة على الأمد الطويل هي الإنهاء التدريجي للوجود العسكري للقوى الخارجية في منطقة يورآسيا".

أما بالنسبة للرئيس الصيني، فقال الكاتب إن "المسار هو ذات طابع اقتصادي أكثر، يركز على تقوية الروابط في مجالي التجارة والبنية التحتية بين الصين والاتحاد الأوروبي".

ولفت إلى أنَّ الصين ستقوم بهذا الإطار بالترويج لمبادرة حزام واحد طريق واحد وممرات النقل. وبينما تحدث عن ضعف الهيكل الداخلي لمنظمة تعاون شنغهاي وخلافات بين أعضاء بارزين فيها مثل الهند وباكستان، نبه من أنه سيكون من الخطأ أن يقلل الغرب من شأن منظمة تعاون شنغهاي.

وأضاف في هذا السياق، أنَّ هذه المنظمة هي أكبر بكثير من الناتو سواء على الصعيد المناطقي أم الشعبي، إلى جانب كون لديها موطىء قدمٍ لا يستهان به في أوروبا عبر روسيا وبيلاروسيا. كذلك أشار إلى أن دول منظمة تعاون شنغهاي تشكل نسبة 30% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي.

وتوقع الكاتب أن يتنامى ويتوسَّع نفوذ الصين وروسيا في يورآسيا، فيما تتعزز العلاقات بينهما، إلا في حال استفاد الغرب من أسلوب موسكو وبكين بالسعي إلى خلق انقسامات بينهما، وفق تعبيره.

العهد