كيف سيرد الفلسطينيون على خطة غانتس لاقامة كيانين في الضفة؟
بسام ابو شريف
لا شك ان الجميع قد لمس مدى الارتباك الذي اصاب القيادة الاسرائيلية السياسية والعسكرية والامنية اثر العمليات البطولية التي جرت في تل ابيب والنقب وتل ابيب مرة اخرى هذه العمليات التي خلقت جوا من الارباك غي مسبوق في الاطر الحاكمة في اسرائيل وعلى الصعيد الشعبي الاسرائيلي ايضا حتى وصلت الامور الى حدود الافراد فردا فردا في المجتمع الاسرائيلي ولا شك ايضا ان هذا الارباك اصاب السلطة الرسمية الفلسطينية التي لم تكن تتوقع من ان يقوم فدائيون شبابا بمثل هذه العمليات في ظل كل عمليات القمع والاضطهاد والاعتقال والملاحقة التي تجريها مخابرات السلطة ضد اي عمل يمكن ان يقوم به فلسطيني ضد اسرائيل وقوات الاحتلال ( واذا جاز لنا هنا ان نستعير بعض ما قاله بعض المسئولون الفسطينيون للتلفزيون الاسرائيلي نسجل ان بعضهم قال اننا نعمل كل ما بوسعنا لمنع اي مجموعة من القيام بعمل ضد القوات الاسرائيلية وضد اسرائيل ونعتقلهم اذا كانوا في اراضينا ونبلغ عنهم الاسرائيليين اذا كانوا في اراضي اسرائيل ) ولكن علينا ان نضيف هنا ان المفاجأة اصابت ايضا قطاعات واسعة من الشعب الفلسطيني كان فد وصل به الحال نتيجة سياسة المقاطعة الهادفة لكسر معنويات الشعب الفلسطيني واحباطه واشعاره بان لا امل في المقاومة واشعاره ان لا بد من السير خلف المواقف المتخاذلة التي تتخذها المقاطعة لا بد ان نعترف بان المفاجأة اصابت هذه القطاعات وانعشت فيها روح المقاومة مرة اخرى وفتحت امامها ابوابا ظنتها مغلقة تماما وهي ابواب الكفاح الشعبي من اجل التحرر من الاحتلال لقد اعادت تلك العمليات نفس المقاومة للشعب الفلسطيني ولا شك ان ما اعلن عنه غانتس من خشيته من ان تتحول هذه العمليات الى موضة على نسق عمليات السكاكين والطعن هو دليل على مدى الارباك الذي اصاب السلطات الاسرائيلية عسكرية كانت ام مدنية ام سياسية وكذلك مدى الارباك الذي اصاب المقاطعة شريكة المحتل في منع المقاومة الشعبية واقع الامر ان هنالك ارتباك وخلاف في وجهات النظر على المستوى الاسرائيلي الرسمي على مستوى اصحاب القرار على مستوى حكومة اسرائيل التي فقدت الاغلبية في ثقة الكنيست باستقالة الوزيرة الاسرائيلية ممثلة لاحد اطراف التحالف الحاكم هذا الارباك سببه اختلاف وجهات النظر فهنالك جيل من الذين يشاركون في الحكومة مر بكل المراحل والتجارب السابقة واصبح على يقين من انه لا يمكن احتواء مقاومة الشعب الفلسطيني تماما كم قال غانتس لا يمكننا احتواء حرب السكاكين حرب الطعن لانها حرب لا يمكن احتواؤها وكذلك بقية الاطراف هنالك اطراف يمثلها بينت وهو لا خبرة له ابن نيوجرسي الذي ما زال امريكيا رغم معيشته في اسرائيل وعمله مع زوجة نتنياهو كمرافق لها فترة طويلة انه يظن انه في بداية عهد الاستيطان والتمدد الاستيطاني بداية الغزوة الصهيونية وهذا ما سيفك رقبة هذه الحكومة ورقبة بينت نتيجة فقدانهم للتجربة وللخبرة ولمعرفة الشعب الفلسطيني وصموده رغم كل الالم والتضحية والدماء التي بذلها ويبذلها كل يوم على مستوى صنع القرارهنالك خلافات في كيفية تعامل اسرائيل مع الشعب الفلسطيني ليس فقط مع هذه العمليات بينت لجأ فورا الى اسلوب العنصرية الدموية الجاهزة لارتكاب كل الجرائم واختراع جرائم جديدة وذلك من خلال اعطاء حرية اطلاق النار دون حدود لجنود لا خبرة لهم يرتعدون من الخوف وتطلق بنادقهم الرصاص نتيجة ارتجاف اصابعهم من الرعب والخوف من مقاومين فلسطينيين اعطى امرا معناه السماح للجيش الاسرائيلي بارتكاب مجازر ضد قرى باكملها وضد بلدات باكملها وهدم البيوت وقتل الامهات وقتل الاطفال هذا هو معنى قرار بينت من ناحية اخرى برز وزير الامن بقوله لا بد من حل لموضوع الفلسطينيين وانا افكر بكيانين ليس كلمة دولة ولكن كيانين لحل هذه المشكلة .
غانتس يقصد تقسيم الضفة الغربية الى كيانين كيان فلسطيني وكيان صهيوني كيان للمستوطنين وكيان للفلسطينيين وكلاهما لا يصلان الى درجة دولة بل يبقيان تحت السيادة الاسرائيلية اي انه يقترح حلا شبيها بما اقترحه ترامب في صفقة القرن رصد المال لشراء الفلسطينيين وشراء موافقتهم على القبول بكنتونات محدودة تحت اسم كيان فلسطيني سماه ترمب دولة ولكن حتى هذا يرفضه جاتس ويقول كيان وكيان للمستوطنين وكلاهم تحت السيادة الاسرائيلية اي انه يريد تهويد الضفة الغربية تحت مسميات جديدة قد تمر وقد توافق عليها المقاطعة على اساس انها كيان دون الدولة بشحطة .
من الطبيعي ان يرفض الشعب الفلسطيني كل هذا ومن الطبيعي ان يتوقع جاتس رفض الشعب الفلسطيني لكنه بقوله هذا كان يعبر عن فوضى التفكير وعدم معرفة الى اين تسير اسرائيل في مواجهة هذه التطورات واين الخلافات التي دبت في اوساط السياسيين والعسكريين الحاكمين في اسرائيل .
خلاصة القول ان الوضع في مستوى صنع القرار في اسرائيل الكبينت او الحكومة الاسرائيلية وضع مهتريء ومنهار ومتناقض الى درجة كبيرة .
يتم هذا ويجري في ظل قرار بينت الذي اعطى الجيش حرية غير محدودة في التصرف بذخيرته ضد اجساد النساء والاطفال الفلسطينيين وكانت الحصيلة الاولى هذا اليوم اربعة شهداء منهم سيدتان احاهما ارملة وام لستة اطفال لا ذنب لها سوى انها مرت في ذلك الشارع ولا شك ان ملايين من البشر شاهدوا ذلك الجندي كيف يطلق النار وهو خائف من امرأة تمر بسلام في ذلك الشارع ويهيء الجيش نفسه نفسيا اولا وعسكريا ثانيا لمهاجمة مخيم جنين لقد اصبحت عقدة مخيم جنين عقدة مزروعة في شرايين الجيش الاسرائيلي آخر مرة حاول فيها اقتحام المخيم سقط منه عشرين قتيلا وقتل هو تسعة وخمسين مدنيا فلسطينيا هذا المخيم له معركته مع الاحتلال وهي معركة الشعب الفلسطيني ولكن لمعركته مع الحتلال بند آخر هوبند الانتقام العائلي لكل الشهداء الذين سقطوا برصاص جنود الاحتلال سوف تكون ملحمة جديدة لا شك ستفعل فعلها في اشعال كل السهل بدلا من ان تكون النار في زاوية واحدة من ذلك السهل الواسع ، اما على صعيد السلطة فحدث ولا تسل العالم في واد والسلطة في واد آخر وكانما السلطة لا علاقة لها بالشعب الفلسطيني ولا علاقة لها بنضال الشعب الفلسطيني ولا علاقة لها بفلسطين في مثل هذه الظروف التي يعيشها العالم في ظل حرب الولايات المتحدة حربا عالمية هي وحلفائها ضد روسيا وحلفائها من خلال مخلب القط مخلب الثعلب زلنسكي في ظل هذه الظروف لا بد من ان يصحو العالم على حقائق القضية الفلسطينية مرة اخرى ولا بد من ان تكون تلك التضحيات التي يبذلها ابطال فلسطين بدورها الحقيقي في توعية الرأي العام العالمي وتاليبه وتحريضه وحشده وتحريكه في الشارع ضد انظمة تدعي ان لها مقياس واحد في التعامل مع الاحتلالات واستخدام القوة المفرطة ضد شعوب باكملها كما تفعل اسرائيل لا بد من اطلاق كل الامكانات وامكاناتنا كبيرة جدا كشعب فلسطيني وكامة عربية اطلاقها في العالم للتاييد لقضية فلسطين ونضال شعبها العادل على الاقل هذا واجب من واجبات من يبتلعون موازنات الشعب الفلسطيني بغض النظر عن الجزء الذي يسرق منه ولكن هنالك موازنات للشعب الفلسطيني لا بد من بثها من اجل حشد الراي العام العالمي وليس حشد الموظفين الذين يطأطئون الرأس لاملاءات المقاطعة .