أميركا مصيرها الطرد من المنطقة
مهدي منصوري
في بداية الغزو الاميركي للمنطقة اثر احداث الحادي عشر من سبتمبر واحتلالها الغاشم للعراق وافغانستان وبعد اشتداد المقاومة ضد الوجود الاميركي خاصة في العراق والذي فقدت فيه أميركا اكثر من 4000 قتيل من جنودها اضافة الى عشرات الجرحى مما دعاها للخروج من هذا البلد، وبعدها انطلقت تصريحات بعض المسؤولين العسكريين الاميركيين تؤكد ان اميركا جاءت لتبقى وصرح قائد القوات الاميركية انذاك بترايوس معلقا على مطالب خروج القوات الاميركية من العراق بقوله" نحن خططنا لان نبقى لمائة عام " مما يعكس ان اميركا وبغزوها للعراق وافغانستان وبدعم من بعض الدول الخليجية خاصة السعودية والامارات وغيرهما قد مهدت الطريق لان تبقى لا ان ترحل، ولكن القيادات الاميركية قد اعتمدت على استمرار بقائها على دعم الحكومات العميلة والخائنة ولم تضع في حسبانها ارادة شعوبها الحرة.
ولذا وعندما شمرت هذه الشعوب سواعدها لمواجهة المحتل الاميركي خاصة في العراق من خلال فصائل المقاومة الشعبية التي اذاقت الاميركان الامرين مما اضطرها مرغمة على الخروج من العراق غير ماسوف عليها بعد توقيع الاتفاق الاستراتيجي الذي حدد مهمة هذه القوات وعددها ابان حكومة المالكي. وفعلا تم خروج القوات الاميركية والذي لم يكن متوقعا بحيث ان ميركل وفي حديثها في احدى اللقاءات مع المالكي وجهت اليه سؤالا مهما وهو ان اميركا اذا احتلت مكانا فمن الصعب ان تخرج فكيف تمكنتم من اخراجها من العراق؟ .
وبطبيعة الحال ولما كان الهدف الاميركي هو البقاء فقد مارست القيادات الاميركية دورا قذرا جدا من اجل العودة والاستقرار في العراق من جديد وذلك من خلال تشكيل المجاميع الارهابية التي تعددت عناوينها واسماؤها وبدعم سعودي اماراتي لكي يتحقق لواشنطن هذا الامر ومهدت الامور و لتعود من الشباك بمؤامرة قذرة مستغلة ضعف الجيش العراقي فادخلت هذه المجاميع وعلى راسها تنظيم داعش الاجرامي الى المحافظات الغربية من العراق والاستقرار فيها ليتحقق لها هدفان مهمان الاول عودتها تحت عنوان كاذب ومزور وهو مكافحة الارهاب والثاني اعادة الاستقرار والامن للعراقيين، الا ان مرجعية السيد السيستاني الرشيدة كانت لهم بالمرصاد لادراكها حجم المؤامرة الاميركية الخليجية القذرة والتي تهدد المقدسات بالدرجة الاولى واصدرت فتواها التاريخية التي كانت بحق القاصمة والقاطعة خاصة بعد تشكيل قوات الحشد الشعبي التي ابلت بلاء حسنا لم يكن يتوقعه ليس فقط الاميركا ن وعملاؤهم من خونة الوطن وحلفاؤهم في الخارج بل العالم اجمع لانهم استطاعوا وبفترة قياسية ان يدحروا الارهابيين الاميركان ويحرروا المدن من دنسهم مما جعلت من تنظيم داعش زرافات ووحدانا يبحثون فيه من ملجأ او ملاذ ليؤمنوا استمرار حياتهم .
وخلاصة القول وبعد قرار مجلس النواب العراقي باخراج القوات الاميركية الزم الحكومة العراقية بتنفيذ هذا القرار الذي يمثل ارادة الشعب العراقي الا ان واشنطن ولحد هذه اللحظة اخذت تماطل وتتهرب وبصورة تعكس انهم ليس فقط لايريدون الخروج بل اخذوا يعززون وجودهم وكما ذكرت الانباء بالامس قرارها بارسال اكثر من الفي جندي اميركي للاستقرار في العراق لتوفير الامن للعراقيين والذي لم يصدر اي تصريح من قبل حكومة الكاظمي عن هذا الخبر الا ان اميركا تدرك جيدا ان العراق لم يكن في يوم ما حديقة خلفية تكون مرتعا لبقائهم لان المقاومة الاسلامية العراقية وان صبرت هذه المدة الا ان صبرها لابد ان ينفد يوما ما خاصة وانها قد اعطت مهلة للقوات الاميركية حتى نهاية العام الحالي وفيما اذا لم تحرك واشنطن ساكنا في هذا الامر فان المواجهة المباشرة معها سيكون الفيصل في الامر وعند ذلك لن تنفعهم حصونهم وقواعدهم واذيالهم وحلفاءهم من سخط وغضب المقاومة والذي نال منهم نيلا كبيرا بحيث جعلهم كالجذران مختبئين في ملاجئهم لايقدرون على الخروج منها خوفا ورعبا . وهذا يعني ان لم يخرج الاميركان طوعا من العراق فان اساليب طردهم واخراجهم سيكون بالقوة وعندها لاينفع الندم واللوم وعض الانامل خاصة اذا انهالت الصواريخ والطائرات المسيرة على رؤوسهم وجعلت منهم جثثا هامدة.