العدو سيجبر على رفع الرأية البيضاء
بعد ستة أيام فقط من معركة "سيف القدس" الفاصلة بدأ الصراخ والعويل الصهيوني ينهمر وكأنه يجسد مقولة من يصرخ اولا. فسيل الانتقادات الداخلية سياسيا وعسكريا بدات تتوجه لنتنياهو وسياسته الرعناء في الذهاب بـ "اسرائيل" الى المجهول وهذا ما ارعب اميركا لايفاد مبعوث في طريقه الى الكيان بغية انقاذه من الانهيار قبيل ساعة الصفر وهكذا تحرك الكيان نفسه حيث كثف من اتصالاته بمصر وقطر للدخول على خط الوساطة. ان فضائح نتنياهو ودفع كيانه الى الجحيم كل ذلك ينبئ ببوادر هشاشة هذا الكيان ورضوخه لصواريخ "سيف القدس" التي باتت تبتر من يقف امامها.
فمعركة "سيف القدس" ليس كسابقاتها من المعارك الطاحنة التي دارت بين غزة هاشم والكيان الصهيوني حيث حققت المقاومة الفلسطينية خلال هذه الفترة الوجيزة انجازات هائلة وأولها كان في اطار توازن الردع بل ذهبت الى ابعد من ذلك لتفرض شروطها على العدو الغاصب والغادر الذي لجأ الى القصف العشوائي للمناطق المأهولة بالسكان على انها اهداف استراتيجية للضغط بأتجاه وقف اطلاق النار والتخلص من اعباء هذه المعركة التي بدأت تضيق الخناق عليه.
فمسار المعركة التي اعدت له غرفة العمليات المشتركة مسبقا العدة لمعركة طويلة والتي تحمل الكثير من المفاجات وكان اولها استخدام الصواريخ النوعية المتطورة والثاني استخدام المسيرات التي كانت حتى الان خارج دائرة المعركة والقادم سيكون اعظم وهذا ما غاب عن حسابات العدو الذي فوجئ لحد الان بعظمة اقتدار المقاومة التي باغتته بصلي مئات الصواريخ وفي بضع دقائق مستهدفة تل أبيب والمستوطنات وبعض المدن داخل العمق الفلسطيني وهذا ما يحصل لاول مرة.
وما من شك ان زمام المبادرة في هذه المعركة باتت بيد فصائل المقاومة الفلسطينية التي تمتلك اليوم اليد الطولى حيث ركعت بصواريخها عسقلان وبئر السبع واسدود وغيرها لذلك ظهر الانسداد في الافق العسكري لهذا الكيان وبات الاسرائيليون خاصة المستوطنون ينتظرون بلهفة لحظة وقف اطلاق النار ليتخلصوا من الجحيم الذي خلقه لهم نتنياهو.
لكن على ما يبدو ان معركة "سيف القدس" الفاصلة حملت خصائص فريدة من نوعها واولها جسدت اللحمة الوطنية الفلسطينية وبأبهى صورها بدءا من غزة نفسها ومرورا بالقدس والضفة الغربية واراضي الـ 48 وانتهاء بالشتات وهكذا تضامن العرب والمسلمين وغير المسلمين مع الشعب الفلسطيني بدءا من اميركا واوروبا وافريقيا وآسيا واستراليا وحتى اميركا اللاتينية وهذه الصورة الرائعة ترسم لاول مرة بهذه الحيوية.
والنقطة الابرز في هذه المعركة ان السلاح الذي كان مختص للدفاع عن غزة أصبح اليوم مهيئا للدفاع عن كل فلسطين وأهلها خاصة القدس الشريف وهذا ما ادخل العدو الصهيوني في النفق المظلم وسبب له ارتباكا كبيرا في هذه المعركة التي لم يعرف كيف الخروج منها.
ان معركة "سيف القدس" الفاصلة والتي اختير اسمها بعناية فائقة تحمل الكثير من الدلائل والمعاني قد كسرت لحد الان ظهر العدو ليس سياسيا وعسكريا فقط بل وحتى اقتصاديا واجتماعيا حيث ضربت بورصته بشكل كبير اضافة الى توقف عجلة عدد لا يستهان به من المصانع والمعامل والمرافق الحياتية والتعليم اضافة الى ذلك نزوح عشرات الالاف من المستوطنين واللجوء الى الداخل ناهيك عن نزول الملايين الى الملاجئ وهكذا اغلاق جميع المطارات التي جعلت الكيان الصهيوني في عزلة دولية واقليمية وهذا ما لا يتعود عليه المجتمع الصهيوني ولايطيقه وقد تكون البداية لاجبار الصهاينة على رفع الرآية البيضاء قريبا.