"القدس تنتفض" يا احرار العالم
على مدى يومين متواليين والمقدسيين ينتفضون شاهرين سلاح الايمان والتحدي ضد استفزازات واعتداءات المستوطنين والجيش الصهيوني لوضع حد لإستهتارهم الوقح مما أدى الى اندلاع مواجهات عنيفة بين شرطة الاحتلال والمقدسيين الغاضبين في محيط البلدة القديمة وباب العامود في المسجد الاقصى حيث سقط خلالها عشرات المقدسيين بالرصاص المطاطي وقنابل الغاز المسيل للدموع. فيما هرعوا قطعان المستوطنين الوحوش لمهاجمة منازل وممتلكات المقدسيين في الشيخ جراح بمدينة القدس المحتلة بالحجارة والزجاجات الحارقة تحت حماية الجيش الصهيوني.
وسرعان ما انتشر وسم "القدس تنتفض" في مواقع التواصل الاجتماعي الفلسطيني والعربي حتى انتقلت المظاهرات والمواجهات مع قوات الاحتلال الى سائر مدن الضفة الغربية دعما للمقدسيين الابطال الذين يرابطون على اسوار القدس والاقصى لحمايتهما من الدنس الصهيوني كما اشتعلت التظاهرات المنددة بالاعتداءات الصهيونية في قطاع غزة وكلها تطالب قوى المقاومة، بمواصلة الرد على جرائم الصهاينة الذين لا يفهمون سوى لغة القوة.
اننا واثقون بان الاحتلال الصهيوني الغاشم لم يشهد و لم ينعم بالاستقرار مادام هناك شباب ثوري مقاوم لن يساوم ولن يركع ولن يخضع لارادة الاحتلال وسيكسر باذن الله كل القيود لزعزعة اركان العدو تمهيدا لازالته نهائيا. وما شهدته مدن الضفة الغربية والقطاع خلال الـ 24 ساعة الاخيرة من هبة جماهيرية غاضبة وما صدر من القيادات الاسلامية الفلسطينية والوطنية منها، من بيانات نارية دعما للمقدسيين غيرت المعادلة وارعبت قادة العدو الذين طالبوا السلطة بالتهدئة قبل ان تنفجر الارض تحت أقدامهم لان فصائل المقاومة وردا على اعتداءاتها اثبتوا تهديدهم عمليا وامطروا محيط غلاف غزة بالصواريخ وفي نفس الوقت اكدوا للمقدسيين ان هذا السلاح سيكون في خدمتهم لان القدس والاقصى خط احمر.
ومازاد من رقعة الانتفاضة التي باتت تعم مدن الضفة والقطاع هو الاجراء الصهيوني بمنع اجراء الانتخابات في القدس وابلاغ ذلك رسميا للسلطة. هذا الاجراء الصهيوني التعسفي بمنع الشعب الفلسطيني من اختيار طريقه في ممارسة العملية الديمقراطية، سجل فضيحة كبيرة للدول الاوروبية التي تنعق ليل نهار بالديمقراطية والحرية فعندما طالب رئيس الوزراء الفلسطيني قناصل هذه الدول بالضغط على الحكومة الاسرائيلية للسماح باجراء الانتخابات في القدس ردوا عليه بأن ذلك مشروط بموافقة الاحتلال.
اما النظام العربي الرسمي فكان الأتعس في اتخاذ المواقف المخزية والمذلة والمنبطحة للاحتلال حيث حذرت السلطة من خطورة اجراء هذه الانتخابات بذريعة فوز محتمل لحماس وهذا يشكل لها متاعب لا تتحملها. وما تسرب في هذا المجال عبر المخابرات العربية شكل فضيحة مدوية للنظام العربي عندما رحبت المخابرات الصهيونية بهذا الموقف وكأن ما يجري في القدس المحتلة والاقصى التي هي اولى القبلتين وثالث الحرمين ليس فقط لا يعنيه بل يذهب مع توجهات العدو الحاقدة والغاصبة للاقصى والقدس وكذلك كأن المقدسيين ليسوا هم عرب ولا مسلمين فأين تذهبون يا قادة وملوك العرب.